تشير الشجاعة إلى مواجهة الخوف واختيار المبادئ، بينما يشير التهور إلى التصرف دون الأخذ بعين الاعتبار العواقب.
تعتبر الشجاعة والتهور مفهومين مختلفين يُلاحَظان في سلوك البشر. تشير الشجاعة إلى الوقوف في مواجهة المخاوف والتحديات والمشكلات. يتمتع الشخص الشجاع بقدرة على حماية مبادئه وقيمه ويتصرف بثقة في المواقف الصعبة. كما يبرز القرآن الشجاعة كفضيلة أخلاقية. على سبيل المثال، في سورة آل عمران، الآية 139، يقول الله للمؤمنين: "ولا تحزنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"، مما يُعد علامة على شجاعة الرجال المؤمنين. بمعنى آخر، تعني الشجاعة مواجهة واقع الحياة واتخاذ قرارات صحيحة على الرغم من المخاطر والتحديات. من ناحية أخرى، يشير التهور إلى القيام بأعمال بدون تفكير واهتمام بعواقبها. قد يُلحق الشخص المتهور الأذى بنفسه أو بالآخرين بسبب عدم انتباهه للمخاطر. غالبًا ما يكون هذا السلوك ناتجًا عن عدم الوعي أو عدم الخبرة، وقد يؤدي إلى عواقب لا يمكن تداركها. على الرغم من أن القرآن قد لا يتطرق إلى هذا المفهوم بشكل مباشر، إلا أن هناك أمثلة على سلوكيات مرفوضة في هذا السياق. لذلك، تختلف الشجاعة والتهور من نواحٍ عديدة: فالشجاعة تعني التحكم في الخوف والتصرف بناءً على المبادئ، بينما التهور يعني الإهمال في الأخطار والتصرف دون تفكير.
ذات يوم، واجه رجل يُدعى حسن تحديات عديدة في عمق الغابة. كان يعلم أن شجاعته ستُختبر. على الرغم من مخاوفه، قرر الاستمرار في رحلته ومساعدة الآخرين. شعر حسن بشجاعة حقيقية حتى في الظروف الصعبة لأنه كان يعلم أنه في يد الله. أدرك أن الشجاعة الحقيقية تكمن في مواجهة مشاكل الحياة وخدمة الآخرين.