التوبة هي عمل إيجابي وطوعي يقود الإنسان للعودة إلى الله، بينما الندم هو مجرد أسف على الماضي.
التوبة والندم كلاهما مرتبطان بخطايا وأخطاء الإنسان، لكنهما يختلفان في جوهرهما. في الثقافة الإسلامية، تعني التوبة العودة إلى الله وتصحيح الأخطاء والذنوب. في الحقيقة، التوبة هي عمل إيجابي وطوعي يقوم به الشخص الذي ارتكب الخطيئة. يشير القرآن الكريم إلى التوبة كواحدة من أهم الأفعال الإنسانية. يقول الله في سورة التحريم، الآية 8: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا توبوا إلى الله توبةً نصوحًا' (التحريم: 8). هذه الآية توضح أن التوبة يجب أن تأتي من أعماق القلب وبنية صادقة. على النقيض من ذلك، فإن الندم هو مجرد شعور بالأسف والندم على الأفعال الماضية التي قد لا تؤدي إلى تغيير في السلوك. قد يذكر الندم الفرد بخطاياه، لكنه لا يقوده نحو التصحيح والتوبة. قد يؤدي الشعور بالندم إلى الاكتئاب واليأس، بينما توفر التوبة مسارًا للعودة إلى الله وتمكن الفرد من إصلاح سلوكه. لذلك، في حين أن الندم شعور سلبي وغير منتج، إلا أن التوبة هي عمل فعال وإيجابي يمكن أن يدفع الفرد نحو النمو الروحي والتطور الأخلاقي.
في يوم من الأيام، قال حكيم لشاب: 'يا شاب! تذكر دائمًا أن التوبة هي فرصة بيدك.' رد الشاب: 'أنا نادم وأشعر أنه لم يعد بإمكاني التعويض.' ابتسم الحكيم وقال: 'التوبة تفتح أبواب رحمة الله. بدلاً من الشعور بالحزن، عد إلى الله واطلب مغفرته.'