للحصول على علم نافع، يجب أولاً الإيمان بالله ثم السعي للدراسة والأعمال الصالحة.
العلم النافع يُعتبر ركيزة أساسية في حياة الإنسان وسبيلاً لارتقائه في مختلف المجالات. فالعلم يساهم في تطوير الأفراد والمجتمعات، ويعتبر أساساً للتغيير الإيجابي. فكما قال الله تعالى في كتابه الكريم: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"، مما يبرز أن العلم والإيمان يترابطان بشكلٍ قوي. إذًا، هل يعقل أن يكتفي الإنسان بالإيمان دون السعي للمعرفة؟ بالطبع لا، فإن العلم هو طاعة لله ووسيلة للتقرب إليه. من الضروري لكل شخص أن يسعى لتحصيل العلم الذي يعينه على تطوير نفسه وتوسيع مداركه، بالإضافة إلى تعميق إيمانه واعتقاده. فالعلم ليس مجرد معلومات تُكتسب في الفصول الدراسية، بل هو مهارة تُكتسب من خلال البحث والدراسة والتطبيق. فقد حث الدين الإسلامي على أهمية العلم وطلبه في كافة المجالات. ولذلك، يجب على كل فرد أن يكون لديه رغبة حقيقية في التعلم والبحث عن الحق. القُرآن الكريم يحمل في طياته العديد من الآيات التي توضح أهمية العلم، منها سورة طه الآية 114، التي تشير إلى أهمية الصبر في طلب العلم. على الإنسان أن يتحلى بالصبر والتدرج في التعلم، فالتعلّم يتطلب جهداً ووقتاً، وهذا ما يُظهر أهمية الالتزام والمثابرة في هذا المسار. إلى جانب ذلك، يجب أن يتحول العلم إلى عمل صالح، حيث إن العلم بدون تطبيق ليس له قيمة. يجب على الفرد أن يسعى جاهداً لتحويل ما تعلّمه إلى أفعال تنعكس بشكل إيجابي في حياته وحياة الآخرين. إن تحصيل العلم النافع يعني أن الشخص يصبح فاعلاً في مجتمعه، ويساهم في البناء والتطور. وبالتالي، العلم يتجاوز حدود المعلومة إلى تطبيق المبادئ والقيم التي تساعد في تشكيل هوية الفرد. الإسلام يشدد على أهمية العمل الصالح، ويشير إلى أن الإيمان يجب أن يقترن بالأفعال. كما في قوله تعالى: "وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار". هذا يعني أن الإيمان شيء، والعمل الصالح شيء آخر، فكلاهما متلازمان لتحقيق الفلاح في الدنيا والآخرة. إنّ التوجه بالدعاء إلى الله مصدر كبير للسعادة والطمأنينة في رحلة تحصيل العلم. فالدعاء يعتبر وسيلة للتواصل مع الله وطلب العون في جميع مجالات الحياة، قال تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ". وبهذا يكون الدعاء دليلاً على اعتماد الفرد على الله، وطلبه العلم النافع ورزقاً واسعاً. إضافةً إلى ذلك، يجب أن نُدرك أن العلم النافع ليس محصوراً في مجالات معينة؛ بل يعم جميع مجالات الحياة. فعلى سبيل المثال، الإنسان بحاجة إلى فهم ديني عميق ليستطيع مواجهة التحديات الحياتية بطريقة صحيحة ومبادئ أخلاقية ثابتة. ومن هنا يمكن القول إن التعليم هو عملية تكاملية تشمل جميع جوانب الحياة. في عصر التكنولوجيا والانفتاح على المعلومات، تتواجد الكثير من فرص التعلم المتنوعة. على الأفراد استغلال هذه الفرص بحكمة وتحري المصادر نفسها. فالإنترنت يوفر لنا إمكانية الوصول إلى المزيد من المعلومات التعليمية والثقافية، ولكن يتوجب على الفرد اختيار ما هو صحيح ومفيد. وجود مصادر تعليمية موثوقة يعزز من الموقع الذي ينبغي أن يكون فيه طلب العلم. على كل شخص أن يتذكر أن السعي للعلم يحتاج إلى إيمان عميق وصدق في الطلب والرغبة في المعرفة. ومن هنا، يصبح مطلب العلم النافع هدفاً رئيسياً يسعى الجميع لتحقيقه. ويجب أن يتذكر دائماً أن الأمور تُقاس بالنية، وأن النية الصادقة تُفضي إلى النتائج الطيبة. في النهاية، تبقى رحلة العلم والثقافة والدين رحلة مستمرة، تتطلب الالتزام والصبر والمثابرة. فالعلم النافع ليس كافٍ بحد ذاته، بل يحتاج إلى عمل وجهد لتحقيق أهدافه. لذا، علينا كأفراد ومجتمعات أن نجعل من العلم النافع جزءاً أساسياً من حياتنا، لكي نخرج بعقول منيرة وقلوب مليئة بالإيمان ويساهم في تقدم الإنسانية. لنضع نصب أعيننا أن العلم النافع هو الخطوة الأولى نحو الإيمان والعمل الصالح الذي يُثّمِن وجودنا.
ذات يوم، كان شاب يسمى سامان يبحث عن هدف حياته. تأمل في نصيحة أستاذه التي كانت تقول: 'العلم النافع ينشأ من النمو الروحي والأخلاقي للإنسان.' قرر سامان أن يدرس آية من القرآن كل يوم ويطبق معانيها في حياته. بعد فترة، لاحظ تغيرات إيجابية في نفسه وأدرك أن العلم النافع لا يساعد فقط في فهم الله بشكل أفضل، بل يؤثر أيضًا بشكل إيجابي على حياته اليومية.