يؤكد القرآن الكريم على أهمية التغذية الصحية ورعاية كل من الروح والجسد ، مشيرًا إلى أهمية التفاعلات الاجتماعية الإيجابية.
القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المصدر الأول للأحكام والتشريعات في الإسلام. يتحدث القرآن عن كثير من جوانب الحياة، ويعتبر أفضل مرشد لنمط حياة صحي ومتوازن. إن اهتمام القرآن بالصحة ليس فقط في الجانب الجسدي، بل يتعداه إلى الروحاني والنفسي والاجتماعي، مما يبرز أهميته كدليل شامل لكل مسلم ساعٍ نحو حياة صحية متكاملة. تظهر آيات القرآن الكريم أهمية العناية بالجسد والروح، حيث يذكرنا أهمية التغذية الصحية. كما جاء في سورة البقرة، الآية 172، التي يأذن الله فيها للمؤمنين بتناول الطعام الطاهر والطيب وينهاهم عن الملوثات. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ" (البقرة: 172). هذه الآية تعكس أهمية اختيار الأطعمة التي تعزز الجسم وتنعش الروح، لأنها تعزز الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء. لا يقتصر الأمر على التغذية، بل يشمل نمط الحياة الصحي في الإسلام أيضًا الالتزام بالحدود الإلهية. ففي سورة المائدة، الآية 87، يُشجع المسلمون على الامتناع عن المحرمات، مما يعني أن الالتزام بالتعاليم الإسلامية هو جزء لا يتجزأ من الحياة الصحية. يقول الله تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" (المائدة: 87). كما يشمل نمط الحياة الصحي الانخراط في الأنشطة اليومية، والابتعاد عن الكسل والبطالة. فقد تحدّث الله عن مفهوم الوقت وأحوال البشر في سورة العصر، مشيراً إلى أن الإنسان في حالة خسارة، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق والصبر. يقول الله تعالى: "وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" (العصر: 1-3). هذه الآية تؤكد على أهمية النشاط والعمل والإنتاجية في حياة المسلم، مما يشجع على اتباع نمط حياة نشيط. الحياة الصحية في الإسلام أيضًا تعني التواصل الاجتماعي وتعزيز العلاقات الإنسانية. يتضمن ذلك الأنشطة الاجتماعية والتفاعل الإيجابي مع الآخرين، حيث يعدون جوهر حياة صحية. إن الاجتماع مع الأهل والأصدقاء، والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية، يساهم في تحسين الحالة النفسية ويعزز من الروابط الإنسانية. الآية 36 من سورة النساء تؤكد على الإحسان إلى الوالدين والأقارب، حيث يقول الله تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (النساء: 36). هذه الآية تعكس أهمية التفاعلات الاجتماعية الإيجابية التي تسهم في بناء مجتمع صحي وقوي. من المؤكد أن الحياة الصحية ليست مجرد التزام بتعاليم غذائية أو رياضية فقط، بل تشمل أيضًا العناية بالصحة النفسية والروحية. يجب أن يُفهم أن العناية بالنفس تشمل طاعات مثل الصلاة والعبادات التي تروي الروح وتمنح النفس السلام الداخلي. إن العبادات التي يؤديها المسلم تعتبر من أهم عناصر صحة الروح، فهي تتجاوز الأبعاد الفردية لتصل إلى الزوايا الاجتماعية، حيث تساهم في تقوية الروابط بين المسلمين. فالصفوف الموحدة في الصلاة، والأعياد الجماعية، ومناسبات الإحسان، كلها تعكس نموذجًا مثاليًا لحياة صحية قائمة على المحبة والتعاون. يتضح من ذلك أن القرآن الكريم يتناول أنماط الحياة الصحية بمختلف الطرق، موضحًا العديد من التفاصيل للمسلمين، ومدللاً على كيفية تحقيق التوازن بين الحياة الروحية والجسدية. يشمل ذلك جوانب التعليم، والعمل، والتغذية، والأخلاق، والعلاقات الاجتماعية. إن الالتزام بتعاليم القرآن ليس مجرد واجب ديني، بل هو أساس لحياة متكاملة يسعى كل فرد لتحقيقها. ولتأكيد النقطة، يمكن القول إن القرآن الكريم يقدم تصورًا متكاملًا حول الصحة تعكس قيم الإسلام الأساسية، وتحث المسلمين على العناية بأنفسهم من جميع النواحي. فتكون النتيجة مجتمع صحي، صالح وممارس للأخلاق السامية، محققًا لأسمى معاني الحياة التي يرتضيها الله. لذلك، يجب على كل مسلم أن يستلهم من هذه التعاليم ويضعها موضع التنفيذ في حياته اليومية، مراجعة عاداتهم وأساليب حياتهم لضمان أن تكون متوافقة مع ما جاء في القرآن الكريم.
في أحد الأيام ، قرر رجل يُدعى حسام أن يتبنى نمط حياة أكثر صحة. كان يستيقظ ويبدأ يومه بالصلاة لتغذية روحه. ثم يشارك في التمارين الرياضية ، يتبعها باختيار الأطعمة الصحية. أدرك حسام أنه مع هذه التغييرات ، لم تتحسن صحته البدنية فحسب ، بل شعر أيضًا بمزيد من السلام. يومًا بعد يوم ، بدأ أصدقاؤه أيضًا في الانجذاب إلى نمط الحياة هذا.