احترام الطبيعة واجب ديني كما يشير القرآن. يجب على البشر السعي لحماية البيئة.
تعتبر الطبيعة موردًا لا غنى عنه لجميع الكائنات الحية، وقد أكد القرآن الكريم في مواضع عدة على أهمية احترامها والحفاظ عليها. إن رسالة الإسلام تدعو إلى التعايش السلمي مع الطبيعة، وتعتبر حماية البيئة واجبًا دينيًا وأخلاقيًا. ولقد أشار القرآن الكريم بشكل غير مباشر إلى هذه القضايا، مما يعكس أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية في المجتمع. في سورة الأنعام، الآية 38، يقول الله تعالى: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يُطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ." يشير هذا القول إلى أن جميع مخلوقات الله تعيش في تنوعها الخاص، ولها حقوق متساوية في حماية الكائنات الحية الأخرى. إن هذه الآية تعزز الفهم بأن المخلوقات ليست فقط أدوات تخدم الإنسان، بل هي جزء لا يتجزأ من النظام البيئي وتلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن الطبيعي. لذا، فإن التعدي على أيٍ من هذه المخلوقات هو بمثابة اعتداء على النظام الطبيعي. علاوة على ذلك، نجد في سورة النساء، الآية 30، تحذيرًا من الله بعدم ظلم النفس أو ظلم المخلوقات الأخرى، حيث ذكر: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَموالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ". يوضح هذا الأمر أن عدم احترام البيئة أو إلحاق الضرر بها يعتبر ظلمًا، إذ أن للطبيعة حقوقها مثل حقوق الإنسان. إن هذه الآية تمثل دعوة واضحة للحفاظ على الكائنات الحية وعدم التسبب في أي أضرار تلحق بها جسيمة. في سياق الحديث عن الفساد، تتحدث سورة البقرة، الآية 205، عن بعض الناس الذين يسعون إلى الفساد في الأرض، مما يشير إلى أن الممارسات السلبية مثل التلوث والإهمال في استخدام الموارد الطبيعية يمكن أن تؤدي إلى تدهور طبقته، مما يعبر عن الفساد. تدعو هذه الآية الجميع إلى الامتناع عن القيام بأي أفعال ضارة بالطبيعة والعمل في سبيل الحفاظ عليها. لذلك، فإن فهم دور الإنسان في حماية البيئة هو جزء لا يتجزأ من فلسفة الأخلاق الإسلامية وجزء من العبادة التي يتقرب بها المؤمنون إلى الله. بالإضافة إلى ما تم ذكره، تأتي الأحاديث النبوية لتدعم وتؤكد على ديانة الحفاظ على الطبيعة. فقد قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها". هذا الحديث يسلط الضوء على أهمية زراعة الأشجار والعناية بها، وكذلك التأكيد على أن كل عمل خير، مهما كان صغيرًا، له قيمة عظيمة. يشير هذا إلى توازن الحياة، حيث يستفيد البشر منها على جميع الأصعدة. إن حث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على توفير الماء والحفاظ على الموارد الطبيعية يُظهر أيضًا آثار الحفاظ على الطبيعة في الإسلام. لقد ورد عن النبي أنه قال: "لا تُسبِّبوا الأذى إلى الحيوان، ولا تتسببوا في الإساءة إليه". وهكذا، يأتي الأمر دليلاً واضحًا على أن العناية بالحياة البرية ومواردها تعكس تقوى المسلم. في النهاية، يتبين لنا أن احترام الطبيعة والحفاظ عليها ليس واجبًا دينيًا فقط بل هو ضرورة اجتماعية. إن مسؤولية كل شخص تكمن في حماية الأرض والموارد الطبيعية التي يعتمد عليها الجميع. إن الرؤية الإسلامية تعزز الفهم الصحيح للعلاقة بين البشر والطبيعة، حيث يُريد الله لنا أن نكون حماة لهذه الكائنات بدلاً من أن نكون مُهلكين لها. ومن خلال هذا، نكون قادرين على بناء أمة تحترم كافة حقوق المخلوقات، مما يحقق التوازن بين الإنسان والبيئة. إن القرآن والحديث الشريف يقدمان لنا نماذج يُحتذى بها في العلاقات الطبيعية، مما يستدعي منا العمل بجدية لحماية بيئتنا وضمان استدامتها للأجيال القادمة. وبالتالي، يتطلب منا العمل على تشملّ جميع جوانب الحياة من التعلم والتوعية إلى المشاركة الفعلية في حماية الطبيعة.
كان هناك طائر صغير يدعى كوكب في غابة جميلة. كان يغني للأشجار ويلعب مع الزهور كل يوم. وفي يوم من الأيام، لاحظ أن البشر يؤذون الغابة ويقطعون الأشجار. قرر كوكب جمع جميع الطيور الأخرى لرفع أصواتهم للناس. غنوا أغاني جميلة لتذكير الناس بأنه يجب الحفاظ على الطبيعة. شجع فعلهم الصغير البشر على التفكير واحترام الغابة. ومع مرور الوقت، عادت الغابة لتصبح حيوية ومشرقة مرة أخرى.