قد تكون عدم الرغبة في قبول الحقيقة ناتجة عن الجهل والرغبات الدنيوية ونسيان ذكر الله.
يعتبر القرآن الكريم دليلاً غنيًا وهامًا لحياة الإنسان، حيث يتناول العديد من جوانب الحياة, ويشير إلى العديد من الأسباب التي تمنع بعض الأفراد من اتباع الطريق الصحيح أو اعتناق الإيمان. يُظهر لنا الله في سورة البقرة، الآية 26، أنه لا يخجل من ضرب الأمثال، كقوله: 'إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها...' تشير هذه الآية إلى أن بعض الأفراد، بسبب جهلهم وعدم فهمهم، يجدون صعوبة كبيرة في إدراك الحقائق العميقة للدين. فهم الحقائق هو التحدي الأول الذي يواجهه العديد من الناس، والذي قد يكون ناتجًا عن حواجز نفسية وعاطفية تمنعهم من الاقتراب من الإيمان. هؤلاء الأفراد قد يكون لديهم صورة مشوهة عن الدين أو يتأثرون بمعتقدات خاطئة متداولة بين المجتمعات. الفهم الخاطئ للدين غالبًا ما يكون نتيجة للظروف الاجتماعية والثقافية، مما يجعل من الضروري تقديم المعرفة الصحيحة والمعلومات والدعوة للحوار البناء حول القضايا الدينية. علاوة على ذلك، تلعب الرغبات الدنيوية والأهواء الشخصية دورًا كبيرًا في تأثير قرارات الأفراد اليومية. فهم يميلون إلى التمسك بالماديات والمال والشهوات، مما يبعدهم عن مسار الإيمان. تُذكرنا الآية 100 من سورة يونس: 'وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله...' حيث تؤكد هذه الآية أن الهداية هي هبة من الله، وأن الأمر يعود إليه وحده في توجيه الفرد نحو الحق. فالهداية ليست مجرد مسألة فكرية، بل هي أمر إلهي يتطلب التوجه الصادق للرب ورغبة حقيقية في البحث عن الحقيقة. في واقع الأمر، يستمر بعض الأفراد في ارتكاب الأخطاء بسبب التجاهل المتعمد للعلامات الإلهية استطاعت أن تظهر لهم الطريق. إن نسيان ذكر الله يمكن أن يقود الفرد نحو الكثير من المعاصي والأخطاء. فمتى ما تغافل الإنسان عن الواجبات الروحية، يصبح من السهل عليه أن يقع في فخ مشاعر الشك والضياع. ومن هنا، تظهر أهمية الذكر والدعاء في حياة المؤمن، حيث يوجه الإنسان نحو الصواب ويذكره بأهمية العودة إلى الله في جميع الأوقات. في سورة الزمر، الآية 53، يدعو الله قومه بقوله: 'قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم...' وهذا تأكيد آخر على أهمية الطاعة والاستجابة للنداء الإلهي باستمرار. فدعوات الله المستمرة تدل على رحمته ورغبته في توجيه عباده نحو الصلاح والهداية. من خلال هذه الدعوات، يتم تقديم فرصة جديدة لكل مؤمن ليعود إلى الله، ويتجنب الخرافات والشبهات التي قد تحيط به. لذا يتحتم الأفراد أن يتحرروا من قيود الانغماس في هذه الدنيا الفانية ويدركوا أهمية مشاعر الحب والشفقة والحنان تجاه حقائق الحياة. فالعودة إلى الإيمان والطريق الصحيح تتطلب تخليص القلب من الأهواء الدنيوية، وتعزيز الروحانية والإيمان القوي في الله. هذا يتطلب努力اً وتضحية، ولكن الثمرة ستكون تجربة غنية من السعادة والسلام الداخلي. إن البيئة المحيطة بنا تلعب أيضًا دورًا في تشكيل معتقداتنا وسلوكياتنا. وسائل الإعلام والسوشل ميديا تتأثر بشكل كبير بالشهوات الدنيوية، وقد تدعو إلى قيم وأخلاق لا تتماشى مع مبادئ الدين. لذا يجب على الأفراد أن يكون لديهم وعي كبير واستقلالية في الفكر ليتجنبوا التأثر بالصوت الجماعي الذي قد يحرفهم عن الطريق الصحيح. ختامًا، يجب أن ندرك أن السعادة الحقيقية لا تأتي من الماديات وإنما من القرب من الله واتباع تعاليمه السمحة. الله خلقنا لعبادته والسير في طريق الهدى، ومن الضروري الانتقال من حالة الغفلة إلى حالة الذكر والتقوى. هندسة الحياة الروحية تحتاج إلى مرونة وعزم للتخلص من الضغوطات النفسية والعاطفية التي تعيقنا. فبالإيمان القوي والتقرب إلى الله نستطيع التغلب على كل الحواجز والعقبات التي تواجهنا، وننفتح على جمال الحياة وتصحيح المسار. ولذا، فلنسع جاهدين لنتبع طريق الحق والهدى، ونستقبل دعوة الله بتواضع وامتنان.
تحكي قصة من سعدي عن رجل خرج عن الحق لأسباب مختلفة وعاش في عالم مليء بالكفر والشك. في يوم من الأيام ، بسبب آية من القرآن ، تأمل وقرر العودة. تذكر أن الله يحبه وطمأن قلبه بذكر الله وعاد إلى الطريق الصحيح.