يجب أن نشارك نعمنا لمساعدة الآخرين ، مما يقربنا من الله ويجذب المزيد من البركات إلى حياتنا.
إن القرآن الكريم يُعتبر الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهو يحمل في طياته تعاليم سامية تهدف إلى قيادة الإنسانية نحو طريق الخير والرشاد. ومن بين هذه التعاليم النبيلة نجد أهمية الكرم ومساعدة الآخرين، حيث يركز الله تعالى في العديد من آياته الكريمة على واجب العطاء والإيثار، وهو ما يُجسد القيم الأخلاقية الرفيعة التي دعا إليها ديننا الحنيف. إن الكرم يتمتع بمكانة مرموقة في الإسلام، ويجسد أحد أبرز صفات المؤمنين، كما ورد في قوله تعالى: 'يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم' (البقرة: 267). هذه الآية تعكس توجيه الله لعباده نحو ضرورة إنفاق ما لديهم من خيرات لمساعدة الآخرين، مما يُعزز مبدأ الشراكة والتآزر في المجتمع، ويُساهم في بناء روابط إنسانية متينة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العطاء له أبعاد متعددة، فهو يتجاوز كونه مجرد فعل مادي، ليجسد تعبيرًا عن إنسانية الفرد وإحساسه بالمسؤولية تجاه من حوله. عندما يُقدّم الشخص ما لديه لمساعدة الآخرين، فإنه يُسهم في نشر ثقافة الحب والمودة، مما يُعزز الروابط الاجتماعية. فالإسلام يدعو بقوة إلى تعزيز العلاقات الإنسانية عبر فعل الخير وتقديم المساعدة بطرق مختلفة. وفي ذات السياق، يُشير الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة إلى قيمة إنقاذ حياة الآخرين، إذ يقول: 'من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا' (المائدة: 32). هذه الآية تُبرز أهمية المساعدة الإنسانية، حيث تعتبر إنقاذ حياة فرد واحد بمثابة إنقاذ البشرية بأسرها. فمن المهم أن نفهم أن المساعدة ليست مقتصرة على الأمور المادية فقط، بل تشمل أيضًا الدعم النفسي والاجتماعي الذي يُعزز من الأمان والاستقرار. إن مفهوم الكرم في الإسلام لا يقف عند حدود معينة؛ بل يتعداه إلى المشاركة الفعّالة في الأوقات الصعبة. فعندما يواجه أحد أفراد المجتمع محنة أو تحديًا، يتوجب على الآخرين التحرك لمساعدته وتقديم الدعم اللازم له. وهذا يعكس الروح الجماعية التي دعا إليها الإسلام والتي تبرز أهمية التعاون والتآزر. ويرتبط الكرم أيضًا بمشاركة العطاء في الأوقات الجيدة، حيث يجب علينا جميعًا أن نتذكر أهمية تقديم العون في الأوقات السيئة وأوقات الاحتياج، فيما يُعتبر هذا السلوك دليلاً على الأخوة الإنسانية. كما أننا نجد في بعض الآيات الكريمة تأكيدًا على العلاقة المتبادلة بين العطاء والبركات التي يُمنحها الله لعباده. فالآية التي وردت في سورة فاطر، إذ يقول الله: 'إن الذين يتلوون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًا وعلانية، يرجون تجارةً لن تبور' (فاطر: 29)، تُظهر أن العطاء في سبيل الله يُعتبر استثمارًا يُضاعف الأجر والثواب، ويُفتح للفرد بذلك أبواب جديدة للنعم. من خلال العطاء، يُمكن للفرد أن يحظى برضا الله ومغفرته، مما يُعزز من سعادته في الدنيا والآخرة. مع مرور الوقت، يُصبح العطاء عادة محببة تُميّز الفرد، ويصبح الشخص الذي يتسم بحب العطاء يرتقي بمكانته الاجتماعية ويُكسب قلوب الآخرين. فالأشخاص الذين يمارسون الكرم والعطاء هم غالبًا الأكثر سعادة وراحة نفسية، في حين أن أولئك الذين يعيشون بروح المودة والمحبة في قلوبهم يشعرون بالأمان. إن مبدأ المعاملة بالمثل يعدّ قانونًا ثابتًا لدى الله تعالى، حيث يقول: 'إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب' (الזمر: 10)، فكلما أعطينا بصدق، كلما باركتنا السماء وعوضتنا خيرا. في نهاية المطاف، يأتي العطاء ومساعدة الآخرين كعلامة واضحة على الإيمان الحقيقي بالله تعالى ومحبة خلقه. إن الإسلام يعزز قيمة الكرم ويعتبرها من أبرز علامات التقوى. لذا، ينبغي علينا أن نتذكر أن مشاركة جزءٍ مما لدينا ليست مجرد واجب أخلاقي فحسب، بل تمثل أيضًا مصدراً للبركات والسعادة في نظر الله. إن من خلال العطاء، نُظهر محبتنا للعالم من حولنا، ونرتقي بأرواحنا نحو معاني أرقى في الحياة. لنحرص دائمًا على أن نكون كرماء، ولنواصل العمل على مساعدة الآخرين، فذلك يعود علينا وعلى المجتمع بالخير والنفع. فلنجعل من الكرم أساس حياتنا اليومية، ولنحرص على تقديم العون والمساعدة لمن يحتاج، فكل فعل خير يُمكن أن يُحدث فرقًا عظيمًا. ولنتذكر دائمًا أن 'يد الله مع الجماعة'.
في زمن مضى ، كان هناك رجل يدعى حسين يعيش حياة مريحة. كان تقدير المساعدة للآخرين ذا أهمية كبيرة بالنسبة له. في يوم من الأيام ، قرر أن يتبرع بجزء من ثروته للمحتاجين. أدرك أن مساعدة الآخرين جزء من إيمانه وأنها ستجلب بركات إلى حياته الخاصة. بعد أن ساعد حسين المحتاجين ، تدفقت المزيد من البركات إلى حياته ، وشعر بسعادة أكبر ورضا.