القرآن لا يتحدث مباشرة عن المهارات الاجتماعية ولكنه يبرز مبادئ مثل السلوك الحسن والتعايش.
لا يتحدث القرآن الكريم مباشرة عن المهارات الاجتماعية، لكنه يضع مبادئ مهمة وفعالة في حياة البشر الاجتماعية. يعتبر بناء العلاقات الاجتماعية السليمة والتواصل الجيد مع الآخرين من الأمور الأساسية التي تضمن نجاة الفرد والمجتمع في زمننا الحالي. تعد المهارات الاجتماعية من الضروريات التي يجب على كل إنسان أن يمتلكها لتحقيق التفاعل الإيجابي مع من حوله. في هذا المقال، سوف نستعرض كيف أن القرآن الكريم قد سلط الضوء على الأسس اللازمة لتعزيز هذه المهارات، من خلال عدد من الآيات الكريمة التي ترتبط بالسلوكيات الاجتماعية والقيم الإنسانية النبيلة. القرآن الكريم، كتاب الله، يتحدث بلغة الحكمة والعمق، ويحث على التعايش السلمي مع الآخرين. واحدة من هذه المبادئ المهمة هي أهمية التعايش السليم والسلوك الحسن مع الآخرين. في هذا السياق، تأتينا آية من سورة الحجرات آية 13، حيث يقول الله: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا...". هذه الآية الكريمة تعكس البداية الحقيقية لفهم الانتماء إلى المجتمع البشري. حيث تدل على أن البشرية شأن مشترك يجتمع فيه كل الناس، بغض النظر عن أعراقهم أو أديانهم. فما يهم هو القيم الإنسانية المشتركة، والتواصل المجتمعي الذي يعزز من الاستقرار والسلام. إن التعارف، كما جاء في الآية، ليس مجرد تعارف عابر، بل هو دعوة للتفاعل والتواصل الحقيقي، والذي يُساهم في بناء مجتمع صحي ومترابط. بالإضافة إلى ذلك، نجد في سورة لقمان الآية 19، تأكيدًا آخر على أهمية السلوك الحسن والتواضع تجاه الآخرين، حيث يقول الله: "وَابْتَغِ فِي مَشِيكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ...". هذه الآية تبرز قيمة التواضع واحترام الآخرين، من خلال النصائح الحكيمة التي تساهم في تحسين طريقة التفاعل. فالتواضع في المشي وخفض الصوت يعكسان الأخلاق الحميدة والاحترام في العلاقات الاجتماعية. في السياق نفسه، وجدت دراسات علمية كثيرة تشير إلى أهمية المهارات الاجتماعية في حياة الأفراد. إذ تُظهر الأبحاث أن هناك علاقة وطيدة بين القدرات الاجتماعية وتحصيل النجاح في الحياة، سواء في مجالات العمل أو الحياة الخاصة. يساهم التواصل الفعال في تعزيز العلاقات الإنسانية، كما يساعد على بناء الثقة بين الأفراد. وبالتالي، فإن العدالة والمودة من القيم التي دعا الإسلام إلى تعزيزها، وهي ترتبط بشكل وثيق بتطوير المهارات الاجتماعية. يمثل السلوك الحسن جزءًا مهمًا من المعلومات المستفادة من القرآن الكريم. فالتعامل الحسن مع الآخرين والإحسان إليهم يُعد من أعظم العبادات التي تقرب العبد إلى ربه. حيث يُستشهد بآيات متعددة تصف كيفية التعامل مع الآخر، مثل تقديم المساعدة والمودة، بما يُعزز العلاقات الاجتماعية. يقول الله في سورة البقرة الآية 177: "لَيسَ الْبِرُّ أَن تُوَلُّوا وجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ والمَغرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَن آمَنَ بِاللَّهِ..."، ويُظهر ذلك أن التقوى والعلاقات الاجتماعية الموجهة نحو الخير هي من أبرز مظاهر البر. وعلى النقيض من ذلك، نجد أن التصرفات السلبية مثل النميمة والفتنة تُعتبر ضمن الأسباب التي تفسد العلاقات الاجتماعية، ويشير إليها القرآن. في سورة الحجرات، يحذرنا الله من الغيبة والنميمة ويحث على بناء الثقة بين الأفراد. وهذا مبدأ أساسي في تطوير المهارات الاجتماعية، حيث يُظهر ضرورة الاعتدال في التعامل واحترام مشاعر الآخرين. من المهم أيضًا أن ندرك أن المهارات الاجتماعية لا تقتصر على التواصل اللفظي، بل تشمل أيضًا الإيماءات والتعابير الوجهية. فالقرآن يؤكد على أهمية الالتفات إلى مشاعر الآخرين، والتحلي بالرحمة والإنسانية في كل تفاعل. كما أن التفاهم والاحترام المتبادل هما أساسهما العلاقات الإنسانية. في الختام، يمكن القول إن القرآن الكريم يتناول الأسس اللازمة لتعزيز المهارات الاجتماعية من خلال بيان هذه المبادئ. حيث يدعو المسلمين إلى إقامة تواصل إيجابي وفعال مع الآخرين والاهتمام بالأخلاق السامية. تبيّن الآيات القرآنية أن السلوك الحسن، والاحترام، والتعاطف، والتعايش السلمي هي جميعها سمات إنسانية تسهم في بناء مجتمع متماسك وصحي. وبالتالي، فإن فهم وتعزيز هذه المبادئ يساعدان في تطوير المهارات الاجتماعية التي تعود بالنفع علينا كأفراد وكأمة.
في يوم من الأيام، كانت هناك فتاة تدعى سميرة تعاني من مهارات اجتماعية ضعيفة، التحقت بورشة عمل. في ذلك المكان، علمها المعلم كيفية التواصل مع الآخرين واحترام مشاعرهم. مع مرور الوقت، أدركت سميرة كيف يمكنها أن تتواصل بشكل أفضل مع أصدقائها وتبني ثقة أكبر. الآن، تشعر بالسعادة كل يوم وتعلم كم يمكن أن تغير الصلة بالآخرين حياتها.