يمكن تشجيع الأطفال على المسجد من خلال إقامة دروس تعليمية وأنشطة ثقافية ودعوتهم للصلاة جماعة.
تشجيع الأطفال على الانخراط في المسجد وزرع حبهم لهذا المكان المقدس مسؤولية مهمة تقع على عاتق الآباء والمجتمع المسلم. المسجد ليس فقط مكاناً للصلاة، بل هو مركز إشعاع ثقافي وروحي، حيث يجتمع فيه الناس لطاعة الله ولتحقيق التواصل الاجتماعي وتعزيز الروابط الإنسانية. لذا، فإن البداية في تعليم أطفالنا حب المسجد والانخراط في أنشطته يجب أن تكون ضمن أولويات كل أسرة. يعتبر القرآن الكريم مرجعاً أساسياً في تثبيت أهمية العبادة وأداء الفروض الدينية، ولا سيما الصلاة في المسجد. وقد أشار القرآن بشكل صريح إلى مسؤولية الآباء في تعليم أبنائهم، وهذا يستدعي منا كأولياء أمور أن ندرك ماهية هذا الدور وكيف يمكننا تنفيذه بفاعلية. أهمية وجود الأطفال في المسجد تكمن في أنهم يتعلمون أسس الدين بشكل ممارس ويعتادون على الأجواء الروحانية. ومن الطرق الفعالة لتحقيق هذا الهدف هي إقامة دروس تعليمية خاصة للأطفال في المسجد. خلال هذه الدروس، يمكن تعليم الأطفال مبادئ الإسلام، قصص الأنبياء، وتفسير بعض الآيات القرآنية بلغة تناسب أعمارهم. من خلال هذه الأنشطة، سيتمكن الأطفال من فهم الدين بصورة أفضل، وهذا سيؤدي إلى تنمية حبهم للمسجد ورغبتهم الطبيعية في الانخراط فيه. كما يمكن جذب الأطفال إلى أنشطة جماعية مثل حلقات الذكر، ودروس تفسير القرآن، ولقاءات الأنشطة الرياضية والثقافية. هذه الأنشطة لا تعزز فقط من روح الجماعة، بل تتيح للطفل فرصة الالتقاء بأصدقاء مؤمنين وأخلاقيين، مما يعزز من فهمهم للدين ومنهجهم في الحياة. وأثبتت العديد من الدراسات أن الأصدقاء يؤثرون بشكل كبير على سلوك الأطفال وقراراتهم، ولهذا فإن العثور على أصدقاء في المسجد يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي طويل الأمد. الأمهات والآباء يجب أن يكونوا قدوة لأبنائهم من خلال مشاركتهم في الأنشطة الدينية. فإذا رأى الطفل والديه يذهبون إلى المسجد بانتظام ويصلون جماعة، فهذا سيؤثر عليه بشكل عميق. يمكن للآباء دعوة أطفالهم للصلاة جماعة في المنزل أو في المسجد، وتحفيزهم على الذهاب في كل يوم أحد أو يوم الجمعة. من المهم أن يشعر الأطفال بأن المسجد هو جزء من حياتهم اليومية. بالطبع، من الممكن أيضاً تطبيق بعض المفاهيم التربوية في هذا المجال مثل المكافآت لتشجيعهم على المضي قدماً. بالإضافة إلى الأنشطة التعليمية والدينية، يمكن أن تقدم الندوات الثقافية والبرامج في المسجد حقائق دينية وفلسفات إسلامية. هذه المبادرات تعزز التعلم وغرس قيم التسامح والمحبة والمودة. يستطيع الآباء مشاركة تعاليم قرآنية مثل الآية من سورة آل عمران (الآية 138): "هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين". وهذه الآية تعتبر تذكيرًا بمسؤولياتنا في إدراك أهمية المسجد كوسيلة للتوجيه والإرشاد. في الواقع، المسجد يجب أن يكون بمثابة بيت للجميع، وخاصة للأطفال والشباب، حيث يمكنهم التعبير عن أنفسهم دون أي خجل أو خوف. ولذلك، فإن تعزيز شعور الانتماء والمحبة في قلوب الأطفال تجاه المسجد يتطلب جهوداً متواصلة من الأسرة والمجتمع. يجب أن نعمل جميعاً من أجل خلق بيئة تشجع الأطفال على الالتحاق بالمسجد، وكما يجب أن نتجاوز مفهوم المسجد كمكان للعبادة فقط إلى مفهومه كنقطة انطلاق لكل ما هو جيد ومفيد للمجتمع. في النهاية، تبقى رسالة المسجد ضرورة في الحياة اليومية للأطفال، وهذا يتطلب منا جميعاً الالتزام والتفاعل المستمر مع أبناء المجتمع. من خلال تجمعاتنا وأنشطتنا، يمكننا أن نعيد إحياء حب المسجد في قلوب أطفالنا، وبدورنا يمكننا تشكيل جيل مؤمن وواعٍ لأهمية دينه ومجتمعه. نحن بحاجة إلى تعزيز الفهم والإخلاص الحقيقي للدين، وأن نبني مجتمعاً يتمتع بتعاطف وروح جماعية تتجاوز المساجد إلى جميع جوانب الحياة.
في يوم من الأيام، كانت هناك عائلة أطفالهم لا يظهرون اهتمامًا كبيرًا بالمسجد. تساءل الأب كيف يمكنه جذبهم إلى المسجد. قرر إقامة احتفال صغير في المسجد كل يوم جمعة ودعا أطفاله للانضمام إليه. كانوا متحمسين وزاروا المسجد، حيث سمعوا قصصًا عن الصلاة وآداب المسجد من الكبار. تدريجيًا، أصبح الأطفال يحبون المسجد واعتبروه منزلهم الثاني.