مساعدة الفقراء عبادة محبوبة في الإسلام تم التأكيد عليها في القرآن.
في القرآن الكريم، تم التأكيد بوضوح على أهمية مساعدة الفقراء والمحتاجين، وهذا الأمر يعدّ من القيم الأساسية التي يركز عليها الدين الإسلامي. فالصدقة والزكاة ليستا مجرد أعمال خيرية، بل هما عبادة تسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك. يقول الله في سورة البقرة، الآية 273: 'إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها'. تشير هذه الآية بوضوح إلى أهمية إعطاء الصدقة ومد يد العون للمحتاجين، مما يعكس تعاليم الإسلام السامية في مساعدة الآخرين. علاوة على ذلك، نجد في سورة التوبة، الآية 60، وصفًا للزكاة والصدقات كوسيلة لتحقيق الخير والبركة في المجتمع. يقول الله في هذه الآية: 'إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها'. الفقراء والمساكين هم من يتعرضون لأشد أنواع الفقر والحاجة، ويؤكد الإسلام على ضرورة الدعم لمساعدتهم على تجاوز ظروفهم الصعبة. إن دفع الزكاة للفقراء لا يشمل فقط التزامًا دينيًا، بل يعتبر وسيلة أيضًا لرفع مستوى المجتمع ككل. فالفقر ليس مجرد نقص مادي، بل يعكس أيضًا نقصًا في الكرامة الإنسانية. لذا، عندما يقوم الفرد بإعطاء صدقة أو زكاة، فإنما يعزز من مكانة الإنسانية ويساعد على تحسين ظروف الحياة للأفراد والمجتمعات. يعُدُّ دعم الفقراء والمحتاجين تجسيدًا لمبادئ التكافل الاجتماعي، وهي من الأسس التي يعتمد عليها المجتمع الإسلامي. فالأفراد ليسوا وحدهم في مواجهة تحديات الحياة، بل نتشارك جميعًا في مسؤولية المساعدة والدعم. وقد قصَّ الله في القرآن عدة قصص تتعلق بالأنبياء والصالحين الذين كان لهم دور كبير في دعم المحتاجين. ومن بين هذه القصص، نجد قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام، الذي جسد أسمى معاني الكرم والعطاء، حيث كان دائمًا ما يسهم في مساعدة الفقراء والمحتاجين. كما تُظهر قصة نبي الله أيوب عليه السلام، الذي صبر على الابتلاءات التي ألمت به، أنه لم ينسَ أبداً الفقراء والمعوزين، بل ظل يساعدهم وينفق عليهم رغم الظروف القاسية التي مرّ بها. هذا الدرس القيّم يشير إلى أنه حتى في أحلك الأوقات، يجب علينا ألا نغفل عن مساعدة الآخرين، وأن الكرم ليس له حدود زمانية أو مكانية. في عصرنا الحالي، نواجه تحديات كبيرة تتعلق بالفقر والبطالة، ويجب أن نكون على وعي تام بوجود العديد من الفئات التي تحتاج إلى الدعم. مساعدة الفقراء ليست نصيحة بل واجب علينا جميعًا. فلا ينبغي أن ننسى أن كل ما نقدمه لهم هو جزء من واجبنا الإنساني والديني. هذه المساعدة لا تعود بالنفع فقط على المحتاجين، بل تسهم أيضًا في تعزيز الروابط الاجتماعية وتقوية التماسك في المجتمع. ومع ذلك، فإنّ المؤمن يجب أن يتذكر أن المسألة لا تتعلق فقط بالمال. فالكلمة الطيبة، وبذل الجهد لمساعدة المحتاجين، والإحسان إليهم، تعتبر أيضًا من أوجه الدعم. لذا، يجب أن ندرك أنّ مساعدة الفقراء والمحتاجين هي واجب على كل مسلم، وهي عبادة تجلب القرب من الله وتفتح أبواب الرحمة والبركة في الحياة. تذكرنا الآيات القرآنية والقصص النبوية بأن مساعدة الفقراء ليست مجرد عمل خيري، بل هي عبادة أساسية في حياتنا الإسلامية. وعندما نتبنى هذه المبادئ ونطبقها في حياتنا اليومية، نكون قد استجبنا لنداء الله وأدخلنا الرحمة إلى قلوبنا وبيوتنا ومجتمعاتنا. إن العمل من أجل الفقراء والمحتاجين هو تحقق لمفاهيم الإنسانية والشعور بالآخرين. ويجب علينا أن نكون حريصين على أن لا نكون من الذين يتجاهلون آلام ومعاناة الآخرين، بل يجب أن نكون من الأنصار والمدافعين عن حقوق الفقراء والمحتاجين، وأن ندعو الآخرين للانضمام إلينا في هذه المهمة النبيلة. دعونا نتذكر قول الله تعالى في سورة المعراج: 'وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ'. لنكن جميعًا من المؤمنين الذين يتذكرون واجبهم تجاه الفقراء، ولنساعدهم بكل ما أوتينا من قوة، فالمجتمع الذي يتكاتف فيه الأفراد لرفع معاناة الآخرين هو مجتمع يستطيع مواجه كل التحديات. في الختام، إن مساعدة الفقراء والمحتاجين ليست فقط واجب ديني بل هي أيضًا واجب إنساني، وعلينا جميعًا أن نعمل من أجل تحقيق هذا الهدف، لأننا في النهاية مسؤولون عن بعضنا البعض. وقد علمنا ديننا الحنيف أن من يسعى في قضاء حاجة أخيه، فإن الله سيسعى في قضاء حاجته، فلنكن من أولئك الذين يسعون لرفع الفقر وإعلاء راية العطاء والمشاركة في المجتمع.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل يدعى حسن يتوجه إلى السوق عندما صادف بعض الفقراء. شعر بالرحمة في قلبه تجاههم ، فقرر أن يسحب بعض المال من جيبه لمساعدتهم. عندما سلم المال إلى المحتاجين ، أضاءت الابتسامات وجوههم وشعر حسن باندفاع من الفرح والسلام. في تلك اللحظة ، أدرك أن مساعدة الفقراء لا تساعدهم فقط ، بل هي أيضًا طريق نحو رضا الله.