في القرآن ، يعد السحر والشعوذة من الممارسات المذمومة التي يحظرها بشدة وتضر بالأفراد.
في القرآن الكريم، يُعتبر السحر والشعوذة من الممارسات المدانة والمحظورة التي تتضمن إساءة استخدام القوى الخارقة لإيذاء الآخرين. يتناول القرآن هذه القضايا بحرية ووضوح، حيث يُذكر في سورة البقرة، الآية 102، قصة هاروت وماروت، وهما من الملائكة اللذين أُرسلوا إلى البشر ليعلموهم السحر. ولكن المفهوم هنا يتجاوز مجرد تعليم السحر، إذ يؤكد القرآن أن هذه المعرفة كانت بمثابة اختبار وفتنة للناس، ويجب أن يتجنبها أي شخص يسعى وراء الحق والهدى. يُشير النص القرآني إلى أن اتّباع السحر يعدّ خروجا عن طريق الرشد والاستقامة، وانغماساً في الفتن والفساد. إن السحر يشكل تهديدا حقيقيا على المجتمعات، فهو يُدمر الروابط الاجتماعية، ويؤجج المشاعر السلبية وتأجيج الأحقاد بين الناس. تُسهم ممارسات السحر في نشر الفتنة التي تُؤذي الأفراد والمجتمعات، وتؤدي إلى تدخلات غير طبيعية قد تُسيء إلى الرفاهية العامة. ولذلك، أوضح القرآن أهمية التحذير من الساحرين وشرورهم، وأوصى المؤمنين بالاحتماء بالله تعالى واللجوء إلى بعده في مواجهة هذه المخاطر. في السياق ذاته، هناك آيات أخرى في القرآن تُشير إلى أهمية اللجوء إلى الله في مواجهة السحر والشعوذة. فقد ذُكرت سورتي الفلق والناس كمصدرتين للمؤمنين للطلب من الله الحماية والعون ضد كل ما يُضرهم، بما في ذلك السحرة. فهذه السور توفر دعاءً يتوجه به المؤمنون إلى الله، يُعبر عن الثقة في قوته وقدرته على حمايتهم من الشرور. فقد جاء في سورة الفلق: (قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق)، مما يدل على أهمية التوجه إلى الله في طلب الحماية. السحر، كما تم تناوله في القرآن، ليس مجرد اعتقاد أو ممارسة عابرة، بل هو مجال ينطوي على الكثير من التحديات الروحية والوجودية. فالذين يمارسون السحر لا يؤذون الآخرين فحسب، بل يجرون على أنفسهم آثامًا عظيمة وتحديًا للقوانين الكونية التي وضعها الله. إن الله دعا عباده إلى الإيمان به، والاعتماد عليه، بدلاً من البحث عن طرق غير مشروعة أو ضارة. يُعتبر الإيمان بالله والثقة في قوته الخالصة من الأمور الأساسية التي يجب أن يتمسك بها المؤمنون، فهي تمنحهم السكينة والسلام الداخلي، وتساعدهم في مواجهة أي مشكلات أو تحديات قد تعترض طريقهم. من الجدير بالذكر أن القرآن يوضح كيف أن السحر يتعارض مع جوهر الإيمان. فالساحر ينحرف عن صراط الله المستقيم، وينقل نفسه إلى طريق الشك والضياع. وفي هذا السياق، يُعبر القرآن عن أهمية العودة إلى الله والابتعاد عن هذه الممارسات الضارة. يُهمنا أن ندرك أن ممارسة السحر ليست مقتصرة على الأفراد فحسب، بل تؤثر على المجتمع بأسره، وتخلق سلسلة من الألم والمعاناة التي قد لتحل على الناس. إن الواقع اليوم يشير إلى انتشار السحر والشعوذة في بعض المجتمعات، مما يتطلب الوعي والحرص على عدم الانجرار وراء هذه الأمور. يُشجع الدين الإسلامي على استنشاق القوة الإيمانية والاعتماد على الله بدلاً من ممارسات السحر، حيث إن النفس البشرية قد تُفتن بالبحث عن القوة والسيطرة على مصير الآخرين، وهو ما يتعارض تمامًا مع قيم الإيمان والعدالة. بشكل عام، يُظهر القرآن الكريم السحر والشعوذة كانتها ممارسات مخزية ومضرة، سواء بالنسبة للآخرين أو لأولئك الذين يمارسونها. إن التحذيرات القرآنية تُشير إلى أهمية مُراجعة النفس والتمسك بفكرة الإيمان القوي بالله، وضرورة الابتعاد عن الخطوط الحمراء التي تُغذي الفتن. من المهم أن نتذكر أن اللجوء إلى الله هو السبيل لتجاوز الفتن والمشكلات، وأن الثقة في خالق الكون تمنحنا الاستقرار والطمأنينة في كافة أوقاتنا. يجب على المؤمنين أن يكونوا على دراية بمخاطر السحر والشعوذة، وأن يتعهدوا بإشاعة القيم الروحية الحقة في مجتمعاتهم وتعزيز علاقاتهم بالمولى سبحانه وتعالى.
كان هناك رجل يعيش في قرية مشغول بالسحر. كان يعلم الآخرين السحر بحثًا عن القوة والثروة. ولكن في ليلة ممطرة ، أدرك أن حياته خالية من الحب والسكينة. لجأ إلى آيات القرآن وأدرك أن السحر لا يؤدي إلا إلى الفساد وإيذاء الآخرين. منذ تلك اللحظة ، قرر أن يعود إلى نور الإيمان ويغير حياته. بدأ يعلم الآخرين أن يعتمدوا على الله بدلاً من الانغماس في السحر.