تشير الرحمة إلى حب الله ونعمته، بينما تشير المغفرة إلى عفو الذنوب.
الرحمة والمغفرة كلاهما صفتان إلهيتان وقد تم الإشارة إليهما بطرق مختلفة في القرآن. الرحمة تعني حب الله ورحمته لعباده؛ بمعنى أن الله، برحمة وإحسانه، يحمي عباده في أوقات الشدة ويغدق عليهم نعمه. على سبيل المثال، في آية من سورة الكهف، يقول الله: 'وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ' (سورة الكهف، الآية 58)، مما يدل على رحمة الله اللامتناهية تجاه عباده. بالإضافة إلى ذلك، رحمة الله تشمل ليس فقط المؤمنين ولكن جميع البشر. من ناحية أخرى، المغفرة تعني العفو عن الذنوب والخطايا، وعندما يغفر الله ذنوب عباده ويخلصهم من العقاب، تُسمى هذه المغفرة. في سورة الزمر، الآية 53، يقول الله: 'قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۖ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ'. في هذه الآية، وُعد المغفرة والثواب للمؤمنين. في الحقيقة، الرحمة تشير إلى الحب والعاطفة ورأفة الله، بينما المغفرة تمثل عفواً عن الزلات والذنوب. كلا الصفتين تعكسان العلاقة العميقة بين الله وعباده والحاجة للتوبة والرجوع إليه. أخيراً، يمكن القول إن الرحمة تشير إلى النعم واتساع رحمة الله، بينما المغفرة تعبر عن عمل من أعمال الإنعام التي تُمنح للأفراد المستحقين.
في أحد الأيام، تذكر رجل يدعى أحمد آيات القرآن وفكر في عمق رحمة الله ومغفرته. قرر أن يطلب العفو عن أصغر ذنوبه ويشكر الله على رحمته. في اليوم التالي، عندما استيقظ مبكرًا في الصباح، شعر بإحساس من السلام والسعادة يتدفق في قلبه. أدرك أحمد أن رحمة الله كانت دائمًا بجانبه وأنه يجب أن يعود إلى الله من أجل المغفرة.