تلعب الأسرة دورًا رئيسيًا في التربية الدينية للأطفال ، ويمتلك الآباء مسؤولية كبيرة في تعليمهم القيم القرآنية.
تعتبر الأسرة العنصر الأساسي في تشكيل شخصية الفرد وتوجيهه نحو السلوك القويم، ولا سيما في المجالات الدينية والأخلاقية. تلعب الأسرة دورًا حاسمًا في التربية القرآنية، حيث تسهم بشكل كبير في بناء قاعدة صلبة من القيم والمبادئ الإسلامية لدى الأطفال. يُظهر القرآن الكريم بوضوح أهمية الأسرة ودورها في التربية الصحيحة للأطفال، من خلال التأكيد على العلاقة بين الأهل والأبناء وضرورة تربية النشء على المبادئ الدينية والأخلاق الفاضلة. في سورة لقمان، نجد أن الآيات 13 و14 تقدم نصائح قيمة جدًا من الحكيم لقمان إلى ابنه. يقول لقمان لابنه: {يا بُنَيَّ أَحْبِبْ اللّهَ وَالْوالِدَيْكَ}، وهذا دليل على أهمية عبادة الله واحترام الوالدين في التربية القرآنية. من هنا، يتضح أن الأسرة يجب أن تكون محور التربية الدينية للأطفال، حيث يتعلم الأبناء من خلال النماذج السلوكية التي يقدمها لهم الآباء. علاوة على ذلك، تقدم سورة التحريم، الآية 6، تأكيدًا على مسؤولية الآباء في حماية أسرهم وتوجيه أبنائهم نحو السلوك الجيد والديني. حيث يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}. هذه الآية تدل على أن التربية لا تقتصر فقط على الجانب الفكري، بل تشمل توجيه الأبناء نحو السلوك الصحيح وتعليمهم كيفية حماية أنفسهم من الفتن. تلعب الأسرة، باعتبارها أول وأهم مؤسسة اجتماعية، دورًا حيويًا في تشكيل شخصية الأطفال. فعندما ينشأ الأطفال في بيئة أسرية محبة وداعمة، فإنهم يشعرون بالأمان والاستقرار مما يساعدهم على فهم القيم الدينية بسهولة. لذلك، يُعتبر خلق بيئة محبة في الأسرة أحد المفاتيح الأساسية للنجاح في التربية الإسلامية. الآباء هم النموذج الأول الذي يتبعه الأطفال، ولذلك يجب عليهم تقديم نماذج سلوكية إيجابية تعكس القيم الإسلامية. فعندما يرى الأطفال والديهم يطبقون تعاليم الدين في حياتهم اليومية، فإنهم يتعلمون كيفية التفاعل مع الآخرين ويكتسبون الصفات الجيدة مثل الصبر، والتسامح، والرحمة. من المهم أن يتذكر الآباء أن أسلوب التربية الذي يعتمدونه سيؤثر بشكل كبير على شخصية أبنائهم، حيث يُظهر الدراسات أن الأطفال الذين ينشأون في أسر تربيهم على القيم الإسلامية يكونون أكثر قدرة على مواجهة التحديات الحياتية. ولذلك، على الآباء تعزيز القيم الدينية من خلال سلوكياتهم وتعاملاتهم مع أبنائهم ومع الآخرين. من المهم أيضًا أن يُشجع الآباء أطفالهم على أداء العبادات مثل الصلاة والقراءة من القرآن، حيث أن ذلك يعزز من تعلقهم بالدين ويجعلهم يشعرون بأهمية هذه العبادات في حياتهم. ينبغي على أولياء الأمور أن يخصصوا وقتًا لمناقشة معاني الآيات والأحاديث النبوية مع أبنائهم وتفسيرها لهم بلغة بسيطة تمكنهم من فهمها. لا يمكن إغفال دور المجتمع المحلي في دعم الأسرة في عملية التربية الدينية. إذ يمكن للمساجد والمدارس القرآنية أن تكون بمثابة دعم للأسر بتوفير بيئات تعليمية مناسبة تعزز من القيم الإسلامية في نفوس الأطفال. وبالتالي، يتطلب الأمر تضافر الجهود بين الآباء، والمعلمين، والمجتمع لضمان خلق جيل متمسك بقيمه الإسلامية. عند التركيز على التربية القرآنية في الأسرة، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الأوقات التي يقضيها الآباء مع أبنائهم هي فرص قيمة لتوجيههم وتعليمهم. لذلك، ينبغي على الآباء أن يكون لهم دور فعال في حياة أبنائهم، وليس فقط في الجوانب المادية. فهم مطالبون بأن يكونوا مستمعين جيدين لأبنائهم، وأن يتفهموا مشاعرهم واحتياجاتهم، مما يسهم في بناء علاقات أسرية قوية. ختامًا، يمكننا القول إن الأسرة هي الحاضنة الأولى لقيم التربية القرآنية، وهي المسؤولة عن تشكيل شخصية الطفل منذ نعومة أظفاره. كلما اهتمت الأسرة بتربية أبنائها على أسس الإسلام، زادت فرص نجاحهم في الحياة وتحقيقهم لسعادة دائمة. فلتكن الأسرة والاجتهاد في تعاملها مع الأبناء أساسًا للتربية الدينية الناجحة، وليكن محورها دائمًا هو كتاب الله وسنة نبيه.
في يوم من الأيام كان هناك صبي يدعى علي يتعلم القرآن وكان قلقا بشأن تربيته الدينية. سأل والدته: "كيف يمكنني الاقتراب من الله؟" ابتسمت والدته وقالت: "من خلال حبك واحترامك لنا ، واتباع مبادئ القرآن ، يمكنك اتخاذ خطوات في هذا الطريق." رد علي: "سأبذل جهدي لأكون أفضل ابن لك ولم أبي. أريد أن نتحرك نحو الله معًا." وأثروا على بعضهم البعض بالحب والصداقة وبدؤوا التربية القرآنية.