فعل الخير يحسن المجتمع ويجلب السلام الداخلي لأنفسنا.
فعل الخير والإحسان يشكلان ركيزتين أساسيتين في الحياة الإسلامية، وقد تم التأكيد عليهما في القرآن الكريم كمبادئ يجب على المسلم أن يتحلى بها. إن الإسلام ليس مجرد عبادات فردية، بل يدعو إلى التفاعل الإيجابي مع المجتمع، حيث أن الحياة بجانب الآخرين تتطلب وجود الحب والتعاون والبر. إن هذه المفاهيم تعزز من قوة المجتمع وتساعد في بناء أسرة سعيدة وصحية. في سورة البقرة، الآية 267، يشير الله عز وجل إلى المؤمنين بوجوب إنفاق بعض من الطيبات التي كسبوها من خلال العمل والجهد. يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ". هذه الآية تدعونا لأن نكون جزءًا من المجتمع من خلال إنفاق ما نملك من خيرات، مما يعكس روح التضامن والمسؤولية تجاه الآخرين. إن فعل الخير هنا لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يشمل أيضاً العطاء بالمعرفة والوقت والجهد، حيث إن القيم الإنسانية لا تقاس بالمقاييس المادية فحسب، وإنما أيضًا بالمساهمات التي تُغذي الأرواح وتجلب السعادة إلى القلوب. عندما يقوم شخص ما بمبادرة لفعل الخير، فإنه لا يحسن فقط ظروف الآخرين ويعمل على تحسين أحوالهم، بل يشعر أيضًا بالسلام الداخلي والفرح. إن الدعم العاطفي والاجتماعي الذي يتم تقديمه للآخرين يعزز من شعور الانتماء والعلاقات الاجتماعية الإيجابية. فكان من وصايا النبي محمد صلى الله عليه وسلم الإحسان إلى الآخرين، وهذا ما يتجلى في أحاديثه التي تدعونا إلى الرحمة والعطاء. في سورة آل عمران، الآية 92، يقول الله: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون". توضح هذه الآية أن جزءًا من فعل الخير يتطلب التضحية، مما يعكس أن العطاء الحقيقي هو ما يأتي من القلب، أي ما يقدمه الإنسان من دون أية توقعات لمكافآت. هذه التضحية، التي تتطلب من المؤمن تقديم ما يحبه، تدل على النية الصادقة التي يجب أن تتحلى بها أفعالنا. إن المجتمع الذي يزخر بالذين يضحون بأنفسهم وبما يحبون من أجل الآخرين، هو مجتمع قوي ومتحد، حيث تنعدم فيه الأحقاد والضغائن. بالإضافة إلى ذلك، فإن فعل الخير في حياتنا اليومية له تأثيرات إيجابية ليس فقط على الأفراد بل على العلاقات الاجتماعية. العمل من أجل الآخرين يسهم في تعزيز الروابط الإنسانية، ويقربنا إلى الله ويرضي ربه. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أفضل الناس أنفعهم للناس"، وهذا يعكس القيم الإسلامية العليا التي تدعو إلى خدمة الآخرين وتقديم المساعدة للمحتاجين. إن التآزر والتعاون بين أفراد المجتمع يساهمان في بناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة التحديات. عندما نتبنى فعل الخير كجزء من حياتنا اليومية، فإننا نساهم في نقل طاقة إيجابية تسهم في بناء مجتمعات تتمتع بالتفاهم والتسامح. يمكن أن تتجلى هذه الأعمال الجليلة في الكثير من الأشكال، من المساعدة في الأعمال الخيرية، إلى التطوع في الأنشطة المجتمعية، أو حتى تقديم الدعم النفسي والمعنوي للأفراد المحتاجين. إن العمل التطوعي هو أحد الوسائل المحورية التي تعزز من روح العطاء والنفس السخية. في النهاية، الشخص الذي يسير في طريق الخير سيحصل على العديد من المكافآت والبركات في يوم القيامة. فقد وعد الله عز وجل بوجود جزاء عظيم لمن يقوم بالأعمال الخيرية والإحسان، حيث يقول سبحانه وتعالى في سورة الذاريات، الآية 56: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ". من هنا، يتضح أن العبادة ليست فقط في الصلاة والصيام، بل تشمل أيضًا كل عمل خير نقوم به. لذا، يجب أن نتذكر دائمًا أن المبادرة لفعل الخير هو عمل نبيل وجدير بالثناء، فهو ليس فقط لمساعدة الآخرين، ولكنه أيضًا يساهم في نمونا ونجاحنا. فلنجعل من فعل الخير جزءًا أساسيًا من حياتنا، ولنسعَ إلى نشر الإيجابية والعطاء في كل مكان، فنحن في النهاية، جميعًا مرتبطون ببعضنا البعض. إن كل فعل خير نقوم به، مهما كان صغيرًا، يحمل معه بذور الأمل والتغيير، ويعكس مدى اهتماماتنا وتواصلنا الإنساني. لذا، فلنبدأ اليوم بخطوة بسيطة نحو الخير، ولنجعل العالم مكانًا أفضل للجميع.
في يوم من الأيام ، تذكر عادل أنه كل يوم عندما كان يمر بالقرب من منزله ، كان يرى عددًا من النساء المسنات يكافحن لعبور الشارع. قرر أن يتخذ زمام المبادرة ويساعدهن. من خلال القيام بذلك ، لم يضيء فقط روحه الخاصة ولكن أيضًا خصص الوقت والاهتمام لهؤلاء الأفراد المحتاجين. مرت الأيام ، وأدرك عادل أن عمله الطيب ألهم الآخرين ليقوموا بأعمال الخير أيضًا.