الرغبة في الشهرة يمكن أن تبعد الشخص عن الله وتقلل من قيمة أعماله.
الرغبة في الشهرة هي سمة إنسانية، لكن القرآن يركز بوضوح على التواضع وتجنب الأنانية. في سورة المائدة، الآية 54، يقال: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا، مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ، فَسَيَأْتِي اللَّهُ بَقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ، أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ.' تُظهر هذه الآية أن حب الله والإيمان يجب أن يكونا لهما الأولوية على أي شيء آخر، وأن الانجذاب إلى الشهرة والشعبية لا ينبغي أن يعيق العلاقة مع الله وطاعته. علاوة على ذلك، في سورة القصص، الآية 83، يُذكر: 'وَآخِرَةُ دَارٍّ لِلْمُتَّقِينَ.' تذكّر هذه الآية المؤمنين بأن الجزاء الحقيقي والقبول الإلهي سيجد في مكان غير هذا العالم، ولذلك فإن الرغبة في الشهرة في هذه الحياة الفانية ستؤدي في النهاية إلى خيبة الأمل والخداع. بالإضافة إلى ذلك، في سورة البقرة، الآية 264، ذكر: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا، لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى.' من الواضح أن النية في كل عمل أمرٌ مهم؛ إذا كان هدف الشخص من القيام بالأعمال هو السعي خلف الشهرة والرؤية، فإن قيمة هذا العمل ستنخفض. في النهاية، فإن مسألة ضياع الوقت والحياة في السعي وراء الشهرة هي مسألة ضرورية أيضًا، حيث إن أفضل الأعمال تلك التي تُؤدَّى ابتغاءً لرضا الله وخدمة الآخرين.
في يوم من الأيام، ذهب رجل يدعى أحمد لزيارة أحد أعظم العلماء في زمانه. كان يريد أن يعرف ما إذا كان يجب أن يسعى إلى الشهرة أم لا. قال العالم، بعقلانية واضحة: 'أحمد، الشهرة مثل الماء الذي يتسرب في الصحراء. في البداية، يبدو حلوًا وممتعًا، لكنه يتحول بسرعة إلى سراب. دعِ أعمالك تكون لله، ولا تطلب نفسك.' ومنذ ذلك اليوم، ركز أحمد على أفعاله فقط ونسى الشهرة.