يؤكد القرآن على الحب والرحمة تجاه الأطفال ، ويعتبر ذلك واجبًا دينيًا.
في القرآن الكريم، يُعتبر حب الأطفال ورعايتهم من أهمية كبيرة في الإسلام، حيث تم التأكيد على ذلك في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. من خلال تناول الموضوع بطريقة شاملة، يمكننا استكشاف الأبعاد المختلفة لهذا المفهوم الإنساني النبيل. إن الأطفال هم ثمرة الطيبة ومنارات المستقبل، لذا يجب علينا العناية بهم وتربيتهم بطريقة تحافظ على قيم الإسلام وتعزز من شخصياتهم في المجتمع. تتميز السور القرآنية بعدد من الآيات التي تتحدث عن ضرورة حب الأطفال ورعايتهم. في سورة الإسراء، الآية 31، يُنصح الآباء بألا يستسلموا لليأس فيما يتعلق بمستقبل أطفالهم، بل عليهم أن يعلموا أن الله قد وفر الرزق لكل كائن حي. هذه الآية تعكس الأمل والتفاؤل في نفوس الآباء، وتُعزز من أهمية توفير بيئة تربي فيها الأطفال على الثقة بالنفس والأمل في الحياة. كما ذكرنا، المعاملة الحانية لأبناء وبنات المجتمع ليست مُجرد شعور إنساني، بل هي واجب ديني يتطلب من الأهل القيام به. وقد جاء في سورة التحريم، الآية 6، أوامر واضحة للآباء بحماية أنفسهم وعائلاتهم من نار الجحيم، مما يشمل ضرورة التربية السليمة للأطفال وتوجيههم نحو الأخلاق الإسلامية. النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان قدوة في كيفية تعامل الكبار مع الأطفال. فقد أظهر أهمية كبيرة للعطف والرحمة تجاههم. ورد في العديد من الأحاديث النبوية أن الرسول كان يُعبِّر عن حبه للأطفال، وكان يُكرمهم ويُظهر لهم العطف، وهناك مقولة مشهورة عنه أنه قال: "ليس منا من لم يُجلِّ الكبير، ويرحم الصغير." هذه المقولة تعكس الجانب الأخلاقي في التعامل مع الأطفال، مما يعزز من رؤية الإسلام العميقة في احترام حقوقهم. حب الأطفال في الإسلام لا يقتصر على مجرد مشاعر العطف، بل يتعدى ذلك ليصبح جزءًا لا يتجزأ من التربية الصحيحة. يعكس ذلك ضرورة بناء بيئة أسرية آمنة ومليئة بالمودة لتنشئة الأطفال بالشكل الصحيح. يجب أن يسعى الآباء إلى تزويد أبنائهم بدروس في الأخلاق والمبادئ الإسلامية منذ الصغر، ليصبحوا أفراداً نافعين في مجتمعاتهم. علاوة على ذلك، فإن التربية الصحيحة للأطفال تتطلب من الآباء بذل الجهد في توفير التعليم والرعاية الصحية اللازمة. كما يُعتبر توفير الغذاء الجيد والمناسب للأطفال أحد أشكال الحب والعناية، فهم يحتاجون إلى التغذية السليمة لنموهم الجسدي والعقلي. لا شك أن اللعب والترفيه جزء مهم من حياة الأطفال، ويجب أن يحظوا بفرصة للعب بحرية وأمان. فالبحث والدراسات تؤكد أن اللعب يعزز من مهارات التفكير والإبداع ويقوي الروابط الاجتماعية بينهم. كما أن من واجب الآباء تعليم الأطفال المبادئ الإسلامية القويمة، مثل الصدق، والأمانة، والعدل. ينبغي غرس القيم الأخلاقية في نفوس الأطفال من خلال القدوة الحسنة، وبشرح معاني هذه القيم وكيفية تطبيقها في حياتهم اليومية. نعود إلى الآيات القرآنية التي تمثل مرجعًا هامًا في حب الأطفال. فإن الآيات التي تتعلق بحماية حقوق الأطفال وضمان سلامتهم تبرز الأهمية الكبرى لهذا الموضوع. على سبيل المثال، يقول الله تعالى في سورة الأنفال، الآية 28، "وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ"، مما يدعو الآباء إلى مراعاة حقوق أبنائهم وعدم تجاهل مسؤولياتهم تجاههم. وفي النهاية، لابد من توعية المجتمع بأهمية تقديم الحب والرعاية للأطفال، لأنهم يمثلون مستقبل الأمة. دور الآباء والمربين يشمل توعية المجتمع بأهمية التربية الإسلامية القائمة على الحب والتسامح. إن حب الأطفال يُعتبر استثمارًا في المستقبل، فكل طفل يُربَّى بشكل صحيح اليوم هو فرد سيبني مجتمعه غدًا. وفي الختام، يجب أن يتمتع الأطفال بالرعاية والحب، كما ينبغي أن يعرف الكبار أنه يوجد مسؤولية كبيرة تجاه الأجيال المقبلة. تكفل تعاليم الإسلام حماية حقوق الأطفال وتوفير بيئة آمنة ومليئة بالمحبة والرعاية لهم، وفي ذلك صلاح المجتمعات واستقرارها.
في يوم من الأيام في حي صغير ، قرر أب يُدعى علي أن يُظهر المزيد من الحب لأبنائه. تذكر الآيات القرآنية التي تعتبر حب الأطفال أمرًا ضروريًا. بدأ علي يومه بضم أبنائه واللعب معهم. أصبح أبناؤه سعداء ، وشعر علي أيضًا بالفرح. أدرك أن حب أبنائه ليس واجبًا فقط ، بل هو مصدر سعادة وسلام في الحياة.