إن جمال الدنيا يخدع، لكنه لا يجب أن يبعدنا عن الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله.
يشير القرآن الكريم إلى جمال الدنيا ويشدد أيضًا على طابعها الخادع. في سورة آل عمران، الآية 14، يقول الله تعالى: 'زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث.' تصف هذه الآية جمال الملذات الدنيوية وتذكرنا بطبيعتها المغرية. ومع ذلك، تحذرنا من أن هذه الجماليات لا ينبغي أن تخدعنا، حيث إن حياة الدنيا عابرة وثراؤنا الحقيقي يكمن في الأعمال الصالحة والقرب من الله. في سورة الأنفال، الآية 28، يقول الله: 'واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وإن الله عنده أجر عظيم.' تذكرنا هذه الآية بأن هذه الثروات والأبناء هي اختبار، وفي النهاية، لدى الله مكافأة عظيمة لنا في الآخرة. لذلك، يجب ألا نعتاد على الجمال العابر للدنيا، بل ينبغي علينا توجيه اهتمامنا إلى الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله. وأخيرًا، تذكرنا سورة التغابن الآية 15: 'إنما أموالكم وأولادكم فتنة، والله عنده أجر عظيم.' تعيد هذه الآية التأكيد على أن التعلق بالممتلكات الدنيوية قد يمنعنا من تحقيق الآخرة. لذا، نشجع على تقييم جمال الدنيا بحكمة واعتباره وسيلة لتعزيز إيماننا وقربنا من الله.
قصة من سعدي: ذات يوم، رأى مسافر أن الخنازير تلعب وتستمتع في الغابة. اقترب منهم، فقال أحد الخنازير: 'نحن نستمتع بالأشياء التي نراها لأننا نعرف فقط سعادة الدنيا.' أجاب المسافر: 'لكن جمال الدنيا ليس دائمًا، وعلينا أن نفكر فيما يبقى في الآخرة.' جعلت هذه النصيحة الخنازير تتفكر وتفكر فيما هو أبعد من ملذات الدنيا.