مساعدة الفقراء واجب وتعتبر عبادة تجلب البركات للفرد.
تعتبر مساعدة الفقراء والمحتاجين واحدة من المبادئ الأساسية التي تُعزز بها التعاليم الإسلامية، حيث أن الإسلام حث على العطاء ومد يد العون للآخرين، فالفقر هو أحد التحديات الكبرى التي يواجهها المجتمع، ولذا فإن مساعدة الفقراء ليست مجرد فعل تطوعي، بل هي مسئولية تقع على عاتق كل مسلم. الجهود المبذولة في سبيل مساعدة المحتاجين تتجاوز الحدود الفردية لتنتقل إلى مستوى جماعي، مما يسهم في تعزيز روح التضامن والتراحم بين أفراد المجتمع. لقد جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد أهمية هذه القيم. ففي سورة المائدة، الآية 55، نجد أن الله سبحانه وتعالى يوضح أن أولياء الأمور هم الله ورسوله والذين آمنوا ويؤدون الصلاة ويعطون الزكاة، وهذه الشهادة تعكس التزامنا كمسلمين بمساعدة الآخرين من خلال تقديم الدعم المالي أو العيني للأشخاص الذين يحتاجون إلى ذلك. إن دفع الزكاة يمثل جزءًا أساسيًا من عبادة الله، ويمثل تطهيرًا للمال وتكفيرًا للخطايا، حيث أن الزكاة لا تُفيد الفقراء فحسب، بل تزيد من بركة الأموال وتساعد في تحقيق السعادة والطمأنينة في الحياة. كما نجد في سورة البقرة، الآية 177، تأكيدًا آخر على أهمية مساعدة المجتمع، حيث قال الله: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب". هذه الآية توضح أن البر ليس مجرد واجب ديني، بل هو أيضًا موقف أخلاقي يتطلب من الفرد أن تكون لديه رغبة حقيقية في دعم من هم في أمس الحاجة للعون. إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أيضًا كان من أبرز الداعين لمساعدة الفقراء في أحاديثه النبوية. فقد ورد عنه أنه قال: "من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منا"، مما يعني أن اللامبالاة تجاه معاناة الآخرين تُعتبر خيانة للإنسانية. في حديث آخر يقول: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله"، فهذه النصوص تسلط الضوء على العلاقة بين العمل الخيري ومكانة الإنسان في المجتمع. إذا نظرنا إلى العالم المعاصر، نجد أن مشاكل الفقر مستمرة وتُعد إحدى أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي. تظهر الإحصائيات أن هناك ملايين الأشخاص يعيشون تحت خط الفقر، مما يزيد من الحاجة إلى تقديم المساعدات بشكل فعال وسريع. لذلك، تُعد مبادرات الجمعيات الخيرية والجهود الفردية جزءًا لا يتجزأ من عملية مكافحة الفقر. وبشكل ملموس، يجب علينا أن نشارك في مساعدة المحتاجين من خلال التبرعات، سواءً كانت نقدية أو عينية، أو من خلال التطوع في أنشطة اجتماعية تخدم هذه الفئات. إن كلمة "تطوع" تعكس روح العطاء والكرم، حيث يمكن لكل فرد أن يُحدِث فرقًا في حياة الآخرين من خلال تقديم القليل من وقته وجهده. كما أن المجتمعات التي تساهم في مساعدة الفقراء تُظهر مزيدًا من التماسك والتعاون، مما يعود بالنفع على المجتمع ككل. تزدهر المجتمعات التي تعمل باستمرار على مساعدة المحتاجين، حيث تُقَوِي هذه الممارسة المعاني الإنسانية والأخلاقية، وتعفير المفاهيم المسيطرة على الحياة اليومية. يتشاركون الناس في أفراحهم وآلامهم، مما يعزز روابط الأخوة والمحبة. وبذلك، يتم تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في القضاء على الفقر والجوع. في النهاية، فإن مساعدة الفقراء والمحتاجين هي ليست مجرد تكليف ديني، بل هي سلوك حضاري يعكس إنسانية الفرد. يجب أن ندرك جميعًا أن مساعدة المحتاجين تزيد من البركة في أرزاقنا وتُعزز من سعادتنا، كما أنها تصنع مجتمعًا متماسكًا وقويًا. فالخير الذي نفعله لأجل الآخرين يعود علينا بمنافع عديدة، ويظهر في حياتنا اليومية. نحن مطالبون جميعًا بأن نكون Instruments of Change، وأن نُبدع في تقديم العون لكل من يحتاج إليه، لنكون جزءًا من الحل، لا جزءًا من المشكلة.
كان هناك رجل فقير يجلس في الشوارع يتأمل السماء. فجأة مر رجل ثري ورآه. تذكر الرجل الثري آيات القرآن وقرر مساعدة هذا الرجل الفقير. أعطاه بلطف بعض النقود وقال: 'أنت من بركات الله، وعندي واجب أن أساعدك.' شكر الرجل الفقير الذي كانت عيونه مليئة بالدموع ورد: 'ليوفقك الله في الدنيا والآخرة.' بعد ذلك اليوم، أدرك الرجل الثري أن مساعدة الفقراء ليست مجرد عمل صالح بل تزيد من بركاته وسعادته.