نعم، يذكر القرآن الكريم أن جميع البشر يخضعون لاختبارات مختلفة لقياس صبرهم وإيمانهم.
إن الاختبار هو سمة بارزة في حياة البشر، وقد تم التأكيد على هذا الموضوع في القرآن الكريم عبر العديد من الآيات التي تتناول معنى الاختبار ووسائل تحققه. الله سبحانه وتعالى يختبر الناس ليقيس إيمانهم وإرادتهم، وهذا الاختبار يعتبر جزءاً لا يتجزأ من الخطة الإلهية التي تنظم حياة البشر. في سورة البقرة، في الآية 155، يقول الله: "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَ الْأَنفُسِ وَ الثَّمَراتِ ۗ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ". هذه الآية القصيرة تحمل معاني عميقة، حيث تشير إلى أن الله يختبر البشر بمواقف متنوعة مثل الخوف والجوع وفقدان المال. الهدف من هذا الاختبار هو تعزيز إيمان البشر وصبرهم، لتكون مواقفهم تعبيراً عن إيمانهم الحقيقي بالله. فالإنسان، في خضم التجارب والابتلاءات، يظهر معدنه الأصيل، ويثبت إيمانه عند الشدائد. الاختبار هو فرصة لمراجعة النفس ومعرفة كيف يمكن للفرد أن يتصرف في الأوقات الصعبة. وكما ورد في سورة الملك، الآية 2: "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا". الفهم العميق لهذه الآية يكشف أن الحياة والموت قد خُلقا للاختبار. إذن، فكلما واجه الإنسان صعوبات أو صدمات في حياته، فإنه يتعرض لاختبار يحدد نقاط قوته وضعفه. هذا النوع من الاختبار لا يقصد به إلحاق الأذى بالناس، بل هو لإثبات جدارتهم في هذا الوجود. إن اختبار الله سبحانه وتعالى ليس محصوراً في جانب واحد من الحياة، بل يتناول جميع جوانبها. يمكن أن تأتي الاختبارات في صورة فقدان شخص عزيز، أو مواجهة مرض، أو تجربة الفقر، أو حتى في حالة الازدهار. إذ أن النعم أيضاً تعتبر امتحاناً، فبعض الأشخاص قد ينجرفون في بحار الشكر بينما يغفل آخرون عن شكر الله في وقت النعم. وفي سورة الأنبياء، الآية 35، نجد الذكر: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ". تُظهر هذه الآية أن كل إنسان سيذوق موتًا، ويجب عليه أن يستعد لذلك، إلى جانب اختبارات الحياة التي تتضمن شرورًا وخيرات. هذا يعني أن الله يختبر عباده بشكل مستمر ليُظهر المحسنين منهم والمسيئين. ليس من السهل دائماً تجاوز هذه الاختبارات بنجاح. فالكثير من الناس قد يجدون أنفسهم في حالة من اليأس أو الإحباط أثناء محنتهم. لكن لمن يؤمن بالله ويصبر، فإنها ستكون له درجة عالية في الآخرة. والصبر هو أحد أجمل الصفات التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان، لأن الصبر يجعله يواجه مصاعب الحياة بثبات وثقة. لذا فإن المؤمن ينبغي عليه أن يتحلى بالصبر، وأن يدرك أن الابتلاءات ما هي إلا اختبار من الله لم تنشأ عبثًا، بل لحكمة عظيمة. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر، وكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، وكان خيرًا له". من المهم أن ندرك أن هذه الاختبارات ليست نهاية المطاف، بل هي جزء من المسار الذي يجعلنا أقرب إلى الله. فالفشل في الاختبار قد يكون فرصة للتعلم والنمو، ويكون بداية جديدة نحو النجاح. يجب أن نتعلم كيف نواجه التحديات، ونفهم أن النعم تأتي مع المسؤولية، والابتلاءات تأتي مع الأجر. في الختام، الاختبار هو جزء لا يتجزأ من وجودنا في هذه الحياة. لكل إنسان طريقه الخاص للتعامل مع هذه الاختبارات، لكن يجب عليه أن يعي أن الله سبحانه وتعالى يمتحن إيمانه وإرادته، وأن النتائج هي نتاج ما يقدمه من عمل وإيمان. فلنستعد جميعًا لمواجهة الاختبارات بحزم، ونعتمد على الله في كل خطوة نخطوها.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل اسمه علي يعيش في مدينة. في بعض الأحيان ، كان علي يشعر بالإرهاق من تحديات الحياة ، ولكنه كان دائمًا يتذكر أن اختبارات الحياة هي جزء من نعمة إلهية. كان يتأمل كثيرًا في آيات القرآن ويرى أن كل ألم يعاني منه كان يقوي إيمانه. في يوم من الأيام ، قرر مشاركة هذا المنظور مع الآخرين وأخبر صديقًا يمر بأزمة: "لدينا جميعًا اختبارات تساعدنا على النمو ، وينبغي علينا ألا نخاف منها بل مواجهتها بالإيمان والصبر." تمكن صديقه تدريجيًا من التغلب على صعوباته ، وكان علي سعيدًا لأنه تمكن من مساعدته.