بدون الهداية الإلهية ، لا يمكن للإنسان أن يصل إلى السعادة الحقيقية.
الهداية الإلهية تعد أساسًا من أسس الحياة الإنسانية، وذلك ما يتضح من خلال النصوص القرآنية الكريمة التي تدل على أهمية هذه الهداية في بناء مجتمع صالح وتوجيه الأفراد نحو الطريق الصحيح. ففي القرآن الكريم، يتجلى التأكيد على أن الهداية ليست مجرد خيار متاح، بل هي ضرورة حيوية لبناء حياة فاضلة. يقول الله عز وجل في سورة البقرة، الآية 2: 'هذا كتاب لا شك فيه، هدى للمتقين.' ومن هنا، نجد أن هذا الكتاب، وهو القرآن، يمثل مرجعًا أساسيًا لكل من يسعى إلى الهداية ويبحث عن الحقيقة. إن الاستفادة من القرآن الكريم كدليل كوني تهدف إلى التفكر والتأمل في معانيه، وتمثل الهداية الإلهية جوهرًا لحياة الإنسان التي لا يمكن الاستغناء عنها. إن الهداية الإلهية تتيح للأفراد تحقيق سعادة حقيقية، تلك السعادة التي تتجاوز المتع السطحية وتغوص في عمق المبادئ والقيم الروحية. إذ أن القرآن الكريم يوفر للبشرية مزيجًا متوازنًا من التوجيه الأخلاقي والفكري، مما يمكّنهم من مواجهة تحديات الحياة اليومية. وعندما ندرك أن الهداية تأتي من الله وحده، فإننا ندرك أيضًا دورنا كأفراد في السعي نحو تلك الهداية. في سورة الأنعام، الآية 125، يقول الله: 'ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجًا.' هذه الآية تعكس حقيقة أن الله هو من يمنح الهداية وهو وحده القادر على إرشاد القلوب إلى الحق. إن الهداية في الإسلام لا تتوقف عند حدود الشعائر والعبادات، بل تمتد لتشمل كافة جوانب الحياة. نحن نحتاج إلى الهداية في علاقاتنا الشخصية، وفي طريقة تفكيرنا، وأيضًا في كيفية تعاملنا مع الآخرين. ومن خلال الهداية الإلهية، نستطيع أن نتبع طرق التفاهم والتسامح، ونتجنب الصراعات والاحتقانات التي يمكن أن تؤدي إلى تدهور العلاقات الإنسانية. كما أن الهداية تساعد الجيل الجديد في تحديد أهدافهم وتوجيه مسار حياتهم نحو الغايات الإيجابية، مما يسهم في تشكيل مجتمع متماسك ومؤمن بالقيم الأخلاقية. يتعين على الأفراد إدراك أن الهداية لا تعني انعدام الجهد من جانبهم، بل تتطلب من الإنسان أن يسعى نحو الحق وأن يتخذ الخطوات اللازمة لتحقيقه. إن استخدام المعرفة والتعلم ومتابعة العبادات يعزز الهداية الإلهية ويمنح الشخص القوة لمواجهة التحديات. ومع ذلك، نجد أن بعض الأفراد قد يواجهون صعوبات في رحلتهم نحو الهداية، وذلك ليس لأنهم لم يبدوا الجهد، ولكن لأنهم قد يفتقرون إلى الإرشاد الإلهي. لذا، يجب على الأفراد أن يتذكروا دائمًا أن الفشل في الهداية لا يعني استسلامهم، بل هو تذكير لهم بأهمية الإيمان والصبر والسعي. إن السعادة الحقيقية التي يمكن أن يحققها الإنسان تأتي نتيجة للهداية الإلهية التي ترشدهم إلى ما هو خير وفاضل. ويؤكد العلماء والمفكرون أن الهداية تشكل البوصلة التي توجه الأفراد نحو الصراط المستقيم. فمن دونها، يغدو الفرد عرضة للضياع والتشتت، ويصبح من الصعب عليه تحقيق توازن في حياته. لذلك، نستطيع القول إن السعادة بدون الهداية الإلهية ليست فقط غير مستدامة ولكن أيضًا غير قابلة للتحقيق، حيث أن الإنسان في حاجة ماسة إلى قوة وهذه القوة تأتي من علاقته مع الله. إن الهداية الإلهية تعني فتح الأبواب المغلقة في طريق الحياة، وتوفير السبل الملائمة لنمو الإنسان وتطوره الروحي والعقلي. وبهذا، نجد أن الهداية الإلهية تُمثل الأساس الذي يقوم عليه كل سلوك إنساني وكل اختيار يتخذه الفرد. فبدون هذا التوجيه، قد يتخبط الناس في متاهات الحياة الضيقة، وقد ينتهي بهم الأمر إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة تؤدي إلى شعور بالندم أو الفشل. أما مع الهداية، فإنهم يصبحون قادرين على رؤية الصورة كاملة، وفهم مغزى الحياة وأهدافها، ومواجهة التحديات بروح عالية وثقة بالنفس. في الختام، يمكننا أن نستنتج أن الهداية الإلهية هي هبة من الله عز وجل، وشرف عظيم لمن ينالها. يجب علينا جميعًا أن نسعى بجد نحو الهداية والتقرب إلى الله، من خلال عبادة وأعمال صالحة. إن هذه الهداية ليست ضرورية فقط لراحة القلب والروح، بل هي أيضًا ضرورية لتحقيق السعادة الحقيقية والأبدية.
في يوم من الأيام ، واجه رجل يدعى سجاد سؤالًا حول ما إذا كان بإمكانه تحقيق هدف حياته بمفرده أو ما إذا كان يحتاج إلى هداية الله. فكر سجاد في القرآن ورأى آيات الهداية. بعد بعض التأمل ، أدرك أن الله وحده يمكنه أن يضعه على الطريق الصحيح. قرر سجاد أن يصلي يوميًا وأن يطلب من الله الهداية. مع مرور الوقت ، تغيرت حياته وأصبح أقرب إلى تحقيق أهدافه.