وعد الله في القرآن بأنه سيجعل مخرجًا في الشدائد ، ويجب على المؤمنين الوثوق بهذا الوعد.
في عصرنا الحالي، يتعرض الأفراد للكثير من الضغوط سواء كانت اجتماعية، اقتصادية، أو نفسية. في هذه الظروف الصعبة، تبرز أهمية الإيمان وتذكر وعد الله لعباده. في القرآن الكريم، يبرز وعد الله لعباده بفتح أبواب الفرج في أوقات الشدائد والتحديات. هذه الفكرة المتعمقة تنعكس في الآيات الكريمة التي تبث الأمل والحماس في النفوس، مما يعكس حكمة الله ورحمته الواسعة. في سورة الطلاق، نجد الآيات 2 و3 التي تقول: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"، وهذه الآية تعكس مركزية التقوى في حياة المسلم. فالتقوى، باعتبارها خشية الله والامتثال لأوامره، تفتح أبواب المغفرة والرزق، وتجعل الإنسان في حالة من الاطمئنان والراحة النفسية. تضع هذه الآيات حجر الأساس لفهم أهمية التقوى في حياة المسلم. فعندما يسير المسلم في دروب الحياة، قد يواجه العديد من العقبات التي تتطلب منه الصبر والثبات. لذلك، تأتي هذه الآيات كمنارة ترشد المسلم إلى سبيل الفرج. وعلينا أن نتذكر أن الخروج من الأزمات يكون دائمًا بالإيمان والتقوى، فهذا هو السبيل الذي يتوجب علينا اتباعه. هذه الفكرة ليست مجرد تأكيد ديني، بل هي دعوة صادقة للتحلي بالإيمان والثقة في رحمة الله. فعندما يواجه الإنسان صعوبات، سواء كانت مالية، أسرية، أو حتى روحية، يتوجب عليه التمسك بثوابت إيمانه وتقديم التضحيات اللازمة. فكما ورد في الآية، فإن الله وعد بأن يجعل للمتقين مخرجًا من الضيق، وهذا يسلط الضوء على دور الإيمان في تجاوز الأزمات. على جانب آخر، نتبين أن هذا الوعد ليس مقتصرًا على نوع محدد من الصعوبات، بل يمتد ليشمل جميع جوانب الحياة. على سبيل المثال، القضايا المالية التي قد تواجه الكثيرين، يمكن للتقوى أن تكون مصدرًا للرزق غير المتوقع. فعندما يلتزم الفرد بالصلاة والتصدق والابتعاد عن المحرمات، فإن الله يهيئ له الرزق من حيث لا يحتسب. وفي نفس السياق، نجد في سورة الانشقاق الآية 6 تأكيدًا آخر على هذه الحقيقة: "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا". تدل هذه الآية بوضوح على أن الفرج يأتي دائمًا مع الأوقات الصعبة. ويشدد العلماء على أن اليُسر لا يأتي فقط كمكافأة بعد العسر، بل هو مصاحب له، مما يعكس حكمة الله ورحمته العظيمة. فعندما نمر بأوقات عسر، يجب أن نذكر أنفسنا بأن اليُسر آتٍ لا محالة، وأن نتجه إلى الله بالدعاء والطلب. الأزمات الروحية أيضًا تعتبر من التحديات الكبيرة التي يمكن أن يواجهها المسلم. هنا يأتي دور الإيمان كمنارة هداية تساعد الإنسان على التغلب على الأفكار السلبية والقلق. لنتذكر أن الله هو المعين في كل الأوقات، وأن العودة إليه بالدعاء والتضرع يقوي القلب ويجعل المؤمن يستشعر راحتها. علاوة على ذلك، يجب على المسلمين أن يدركوا أن الشدائد لا تأتي إلا بمشيئة الله، وأن هناك حكمة وراء كل اختبار. فالمؤمن يعتقد أن وراء كل صعوبة يسهل الله عليه، وفي ذلك تربية للنفس وتطوير الروح. فعندما يتعرض الفرد لمحن، يمكن أن يتعلم منها الكثير، ويعود أقوى وأكثر فهماً. التمسك بالأمل في أوقات الأزمة هو من أهم المبادئ التي ينبغي أن يعتنقها الفرد. فعلى الرغم من أن الظروف قد تبدو معقدة وصعبة، إلّا أن الإيمان العميق بأن الله سيجعل له مخرجًا يجب أن يكون حافزًا للمسلمين للتمسك بطريقهم. فعندما يُصادفهم العسر، عليهم أن يتذكروا أن الفرج قد يكون أقرب مما يتصورون. قد تأتي الفرصة من حيث لا يعرفون، وهذا ما يجعل إيمانهم بالله أقوى. في كل تحدي، يجب أن نحتفظ بالأمل، وليس معنى هذا تجاهل الصعوبات، بل نركز على الحلول الممكنة. والحل الأول هو التقرب إلى الله. فدعاء المؤمن في هذه الأوقات يمكن أن يفتح له أبوابًًا كانت مغلقة. وعلينا أن نجد في الآيات القرآنية الدعم المعنوي لنحافظ على ثقتنا ورجائنا. في النهاية، يبقى واجب المسلمين أن يلتزموا بالتقوى في كل جوانب حياتهم وأن ينفتحوا على الإيمان والأمل. إن رحمة الله واسعة، وهي تشمل كل من يطلبها بصدق ويعمل لأجلها. علينا أن نتحلى بالصبر والأمل حتى في أصعب اللحظات، فالله رحيم بعباده دائمًا، وهو دائمًا قادر على فتح الأبواب المغلقة. ولنحافظ على يقيننا بأن مع كل عسر يسر، وأن الله هو الملاذ لكل من يسعى إليه. فطريق الإيمان هو الطريق الذي يقودنا إلى الفرج، لنفتح قلوبنا لتقبل رحمة الله ولنكن على ثقة بأنه لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
في يوم من الأيام ، كان رجل غارقًا في هموم حياته. كان يرى أن مشاكل مختلفة تضغط على حياته. في هذه اللحظة ، لجأ إلى صديق له للتشاور. قال له صديقه إن الله دائمًا يأتي بمخرج في أصعب الأوقات. وذكر آيات من القرآن تنص على أن الصبر والتقوى ضروريان في مثل هذه الأوقات. بدعم من ذلك ، قرر الرجل التقرب إلى ربه والثقة به. بعد مرور بعض الوقت ، ساد السلام في حياته ، وتم حل مشاكل كانت تبدو غير قابلة للحل.