هل يسمع الله صوتنا الداخلي؟

الله عالم سميع ، ويسمع صوتنا الداخلي.

إجابة القرآن

هل يسمع الله صوتنا الداخلي؟

في القرآن الكريم، تتجلى عظمة الله عز وجل وقدرته من خلال صفاته العظيمة. من أبرز هذه الصفات صفة السمع والعلم، حيث نجد أن القرآن الكريم يوضح بجلاء أن الله سبحانه وتعالى هو السميع العليم. في سورة المؤمنون، أكد الله تعالى في الآية 52 قائلاً 'إن الله سميع عليم'، وهذا التعبير يوضح لنا أن الله يسمع كل ما نقوله ويدرك كل ما نفكر فيه. وهذا يعني أن كل كلمة نلفظ بها أو فكرة تتبادر إلى أذهاننا تصل إلى أذنه. فالله ليس فقط سميعًا للأصوات الظاهرة، بل يعرف أيضًا كل الحديثة في النفوس، لذا، من المهم أن نشعر بأن الله تعالى معنا في كل لحظة من لحظات حياتنا، يعلم ما في قلوبنا ويستجيب لما نحتاج إليه. كذلك، نجد في سورة غافر، الآية 60، توجيهًا يحمل في طياته رحمة الله الواسعة، حيث يقول: 'وقال ربكم ادعوني أستجب لكم'، فهنا نجد تأكيدًا من الله أنه يستمع إلى دعواتنا ويستجيب لها، مما يشجعنا على طلب المساعدة منه في كل وقت. إن الدعاء هو وسيلة للتواصل المباشر مع الله تعالى، وهو يعكس إيماننا بقدرته على تحقيق ما نرغب فيه. فكلما طلبنا منه شيئًا بفؤاد صادق، نكون قد آمنا بأنه يسمعنا ويسرع في تلبية احتياجاتنا. وفي سياق آخر، نجد في سورة الأنعام، الآية 13، قوله تعالى: 'وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم'، مما يشير إلى أن الله سبحانه وتعالى يمكنه سماع كل شيء، سواء كان ذلك في النهار أو في الليل، في الخفاء أو العلن. يعد هذا التذكير لنا بتواجد الله معنا في كل الأوقات دعوة للاطمئنان والثقة في قدرته. فالواقع أن الله لا يغفله شيء، فهو يعرف بمصائبنا وأحزاننا وأفراحنا وأمالنا. وهذا يعد دليلاً على رحمته الواسعة وعنايته الكريمة بمخلوقاته. عندما نفكر في هذه النصوص القرآنية العظيمة، نجد أنها تمنحنا شعورًا بالسكينة والاطمئنان، فالله هو السميع الذي يسمع آلامنا وأفراحنا، وهو العليم الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وهذه المعرفة العميقة بأن الله تعالى سميع وعليم تقودنا إلى أن نكون أكثر وعيًا بما نقول ونتعامل به مع الآخرين. فكثيرًا ما نجد أنفسنا في مواقف صعبة أو أوقات تدعو إلى الاستسلام، ولكن تذكيرنا بأن الله قريب يسمعنا في كل لحظة يشجعنا على الإصرار والمثابرة. إن وجود الله السميع العليم يشكل دعماً كبيرًا لكل مسلم في رحلته بالحياة. فهو الاستناد الذي يمكن أن نلجأ إليه في جميع الظروف، سواء كانت مفرحة أو محزنة. وعندما نعي جيدًا بأن الله هو السميع العليم، يجب علينا أن نكون أكثر حرصًا في تأدية دعوانا والنطق بكلمات النطق الطيب، لأنه سبحانه وتعالى يستمع إلى كل ما نقوله ويدرك ما لا نستطيع أن نذكره. ينبغي علينا تحسين علاقاتنا مع الله من خلال الدعاء والذكر والتفكر في صفاته العظيمة. كما يجب أن يدفعنا ذلك نحو التأمل بحياتنا ونوايانا، لنكن دائمًا على صلة بالقرب من الله. إن هذه الصفات الرائعة الإلهية تجعلنا نشعر بالحب والرحمة تجاه الله، وتدفعنا للعودة إليه في كل منعطف من منعطفات حياتنا. ينبغي أن نتذكر دائمًا أن اللجوء إلى الله في الأوقات العصيبة ليس حلًا فقط بل هو فرصة لتجديد الإيمان والتعلق بخالقه. إن الرغبة في الدعاء والتوكل على الله لا تعني الضعف، بل هي قوة ونقطة انطلاق في مسيرتنا الحياتية. لذلك، كمسلمين، يجب أن نبقى مخلصين في دعائنا لله وأن نكون على ثقة بأننا سنجد الاستجابة في الوقت المناسب. علينا أن نؤمن بأن الله لا يتخلى عن عباده، بل في الأوقات الأكثر إظلامًا قد يحمل لنا نور الأمل والاستجابة. إن كون الله سميعًا وعليمًا هو نعمة من نعم الله يجب أن نحتفي بها، وهي دعوة لكل مسلم للعمل جاهدًا على بناء علاقة قوية ومستمرة مع خالقه. وفي الختام، يجب أن نشكر الله على هذه النعمة التي خصنا بها، وأن نسعى للتقرب إليه أكثر فاكثر عبر الدعاء والعبادة والتوكل عليه. ففي فضائه، نجد راحة النفس وطمأنينة القلب، ويجب أن نتذكر دوماً أن الله هو السميع العليم الذي لا يغفل عن عباده، ويدعوهم دوماً للرجوع إليه في كل الظروف.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

ذات يوم ، قال النبي محمد لأحد أصحابه: 'توكل على الله دائمًا واعلم أنه يسمع صوتك الداخلي ويعلم بأسرارك وآلامك.' أخذ هذا الصحابي هذه النصيحة على محمل الجد ومنذ ذلك اليوم بدأ في الدعاء والتضرع إلى الله. اكتشف أنه مع كل دعاء وكل فتح لقلبه ، كان يشعر بسلام أكبر ويشعر دائمًا بوجود الله بجانبه.

الأسئلة ذات الصلة