الله لا يترك البشر وحدهم أبدًا وهو دائمًا مساعد لهم في أوقات الشدائد.
في القرآن الكريم، نجد أن فكرة اهتمام الله بحياة البشر ووجودهم ليست مجرد كلمات تُقرأ، بل هي واقع يؤكده النص القرآني بشكل متكرر. إن الله العليم القدير يراقب البشر ويقدم لهم الدعم في مختلف جوانب حياتهم، لا سيما في الأوقات الصعبة التي يواجهونها. لنبدأ بتأمل بعض الآيات القرآنية التي تعكس هذه الرحمة والرعاية الإلهية. في سورة البقرة، الآية 286، قال الله تعالى: 'لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا'. تحمل هذه الآية معاني عميقة تشير إلى أن الله يعرف قدرات البشر وحدودهم، وبالتالي فهو لن يفرض عليهم من الأعباء ما لا يستطيعون تحمله. إن هذا المفهوم يعكس الرحمة الإلهية التي تتجاوز مجرد تقديم التوجيهات، حيث يشير إلى أن الله تعالى يضع في حسبانه الظروف والأوضاع الخاصة بكل إنسان. عدة دراسات تشير إلى أن التحديات النفسية والعاطفية التي يواجهها الأفراد قد تكون مُجهِدة للغاية، وقد تصل بهم إلى الشعور بالوحدة واليأس. لكن الله لطيف بالعباد، وفي أوقات الشدة والقلق، يكون موجودًا ليمنحهم الأمل والسند. يشير القرآن إلى هذا المعنى في سورة آل عمران، الآية 173، عندما يقول: 'لن يُصابوا بما وُعدوا به'. هذا التأكيد يُذكِّر المؤمنين أن الله هو السند الحقيقي، وأنه لا يتركهم في المسعى إلا بعد أن ينالوا ما وعدهم. من المهم أن نتذكر أن الإيمان يحمل الكثير من القوة. في صعوبات الحياة، نجد أن الكثيرين يلجؤون إلى الله، إيمانًا بأن عون الله يأتي بعد الصبر والثقة. إن قدرة المؤمنين على مواجهة التحديات تأتي من إيمانهم بأن الله قريب منهم، وأنهم مهما واجهوا من صعوبات، سيجدون العون الإلهي بانتظارهم. هذا الإيمان هو ما يجعل الإنسان يتجاوز العقبات ويستمر في القتال من أجل تحقيق أهدافه. علاوة على ذلك، نجد أن القرآن يشجع نتطوّر الشخص في العلاقات الاجتماعية. ففي سورة الطلاق، الآية 7، يأمر الله عز وجل بأن الذين لديهم الوسائل ينبغي عليهم استخدام ما أعطاهم الله، حيث يقول: 'وَلْيُنفِقْ مِمَّا آمَتَهُ اللَّهُ'. هذه الآية تدعونا للتفاعل مع الآخرين، ومساعدة المحتاجين، مما يعزز من العلاقات الاجتماعية ويسمح للأفراد بالشعور بالترابط والتضامن. عندما نساعد الآخرين، نُحَسِّن من حياتهم، وفي ذات الوقت نُحسن من أنفسنا. إن المشاركة في الخير والمساعدة تُعطي الإنسان شعورًا بالقدرة على التأثير، مما يعزز من ثقته بنفسه. يتطلب بناء العلاقات الاجتماعية القوية، وجود دعم متبادل بين الأفراد، وهذا ما يساهم في تقليل الشعور بالعزلة والوحدة. معنى الاعتماد على الله يمتد إلى نواحي الحياة جميعها، بما في ذلك العلاقات الأسرية والاجتماعية. إن الأسرة، كمؤسسة اجتماعية مهمة، يجب أن نتواصل فيها ونساعد بعضنا البعض بناءً على التعاليم الإسلامية. هذه العلاقات يقتضي أن تُبنى على المحبة، الإخلاص، والتعاون. عندما نعتني بعلاقاتنا، نُعدُّ أنفسنا لعيش حياة مليئة بالأمل والسعادة. العلاقة مع الله تعتمد على الثقة والتواصل، مما يُعطي الإنسان القوة اللازمة لمواجهة تحديات الحياة. من خلال الدعاء والذكر والعبادات، يمكننا تعزيز هذه العلاقة والاعتماد على الله في كل شيء. في ختام هذا المقال، يمكننا أن نقول إن العلاقة القوية مع الله فإنها تقودنا إلى الاعتماد عليه في كل ما نواجهه من مصاعب. لا بد لنا من الإيمان بأن وحدتنا لا تعني انقطاع العلاقة مع الله، بل هي فرصة لتعميق إيماننا، كما تقول الآيات الكريمة. علينا أن نفتح قلوبنا لدعمه ونعتمد على رحمته، ونثق بأنه لن يتركنا وحدنا في محنتنا، بل سيكون دائمًا معنا لمد يد العون. لذا، يجب أن نتذكر دائمًا أن الاعتماد على الله ليس فقط في الأوقات العصيبة، وإنما أيضًا في جميع مراحل حياتنا، فالطمأنينة والسعادة تتمثل في العلاقة المستمرة والممتدة مع خالقنا. هذه العلاقة تؤكد لنا أن الله يظل دعمًا لنا في كل الظروف، وأن الرحمة والمغفرة والحب الإلهي لا حدود لها. ولا تنسى، أن بالتوجه نحو الله والاعتماد عليه، سنجد دائمًا المساعدة والرعاية التي نحتاجها.
في يوم من الأيام ، واجه شاب يُدعى علي مشاكل في حياته وشعر بأنه غارق في الحزن. بينما كان يفكر في آيات القرآن ، تذكر آية تعد بأن الله لن يتخلى عنه أبدًا. قرر علي أن يضع ثقته في الله ، وفي النهاية وجد أن مشاكله قد تقلصت وأنه واجه المزيد من السلام في حياته. لقد أصبح يعرف الآن أن لديه دائمًا داعمًا ومساعدًا بجانبه.