يتواصل الله مع عباده بطريقة غير محسوسة من خلال الوحي والإلهامات الداخلية.
إن التواصل بين الله وعباده يعد من أبرز وأعمق الموضوعات في العقيدة الإسلامية، فهو يمثل الأساس الذي يبني عليه المؤمن إيمانه ويحدد مسار حياته. في هذا المقال، سوف نتناول كيفية التواصل بين الله وعباده، مستندين إلى النصوص القرآنية والتفسيرات المختلفة، محاولين إلقاء الضوء على الطرق التي يتجلى بها هذا التواصل، وأثره في حياة الأفراد والمجتمع. التواصل الإلهي هو مفهوم يتعلق بكيفية تفاعل الله مع خلقه، وهو يحمل دلالات عميقة على مستوى الروح والعقيدة. يتسم هذا التواصل بخصائص مميزة تعكس علاقة الله بخلقه. يُظهر القرآن الكريم أن الله يتواصل مع عباده بطرق متعددة، لكنها ليست مباشرة كما قد يظن البعض. إن هذه الوسائل تشمل الوحي، الإلهامات الباطنية، وأثر الإيمان في قلوب وعقول البشر. الوحي يمثل وسيلة خاصة يتحدث الله من خلالها إلى أنبيائه وبعض اختياراته من البشر. في سورة الشورى، الآية 51، نجد تأكيدًا على هذا الأمر حيث قال الله تعالى: "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب". تمثل هذه الآية دلالة واضحة على أهمية الوحي في توجيه المجتمع البشري، حيث ينقل الله من خلاله التشريعات، المبادئ الأخلاقية، والرؤى اللازمة لضمان صلاح الفرد والمجتمع. يعد الوحي بمثابة الكتاب الذي يضيء الطريق ويرسم ملامح الحياة لكل الأفراد، وهو وسيلة التواصل الأكثر قدسية وسموًا. بالإضافة إلى الوحي، يعمل الله أيضًا على وضع أفكار وإلهامات في قلوب عباده، بهدف إرشادهم إلى الطريق الصحيح. يتجلى ذلك في سورة البقرة، الآية 186، حيث يقول الله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب". يشير هذا النص القرآني إلى مدى قرب الله من عباده واهتمامه بما يجول في قلوبهم وأفكارهم، مما يحقق شعورًا بالأمان والطمأنينة. إن هذا القرب يمثل تجسيدًا للعناية الربانية بالإنسان، مما يجعله يشعر بأنه ليس وحده في مواجهة تحديات الحياة، بل محاط بالرعاية الإلهية التي ترشده دائمًا. علاوة على ذلك، نجد في سورة مريم، الآية 65، تأكيدًا على علم الله بجميع أفعال عباده، حيث يُشير الله إلى أنه على علم بكل ما يدور في حياة البشر. هذه المعرفة ليست مجرد اطلاع، بل تعكس أيضًا اهتمامًا كبيرًا بصلاح حال الإنسان وإرشاده إلى الخير. إن إدراك المؤمن بأن الله يراقبه ويعلم ما يجري في داخل نفسه يعزز من تقواه ويشجعه على التصحيح والتغيير نحو الأفضل. يتضح من خلال هذه الآيات أن التواصل بين الله وعباده يتم بطرق متعددة، رغم أن هذا الاتصال قد لا يكون محسوسًا للبشر بشكل مباشر. قد يشعر البعض بأن غياب التواصل المباشر يعني وجود فجوة بين الله وعباده، لكن الحقيقة تتجاوز ذلك بكثير. فالوحي، الإلهام، والقرب الإلهي جميعها أدوات تعمل على بناء علاقة قوية بين الله وعباده، وترشدهم إلى النجاح في الدنيا والآخرة. وفي العصر الحديث، يظل هذا الموضوع حيويًا ومثيرًا للاهتمام بالنسبة للمسلمين، إذ يوفر لهم أساسًا قويًا لفهم عقيدتهم وتعزيز إيمانهم. إدراكهم لكيفية هذا التواصل وكيفية تفاعل الله مع قلوبهم يعزز من شعورهم بالأمان والطمأنينة، ويحفزهم على الاستمرار في الدعاء والتوجه إلى الله في جميع شؤون حياتهم. إن هذه العلاقة الرائعة، التي تتمثل في التواصل بين الله وعباده، تعكس عمق الإسلام كدين شامل يهتم بجوانب الروح والنفس والمجتمع. فالتواصل الإلهي لا يقتصر فقط على اللحظات الدينية ولكن يتجاوزها ليشمل جميع جوانب الحياة اليومية، مما يوفر للمؤمنين الشعور بالتوجيه والدعم في مواجهة التحديات. في ختام هذا المقال، يمكن القول بأن التواصل الإلهي هو نقطة انطلاق نحو فهم أعمق لطبيعة العلاقة بين الخالق والمخلوق. فالتواصل عبر الوحي والإلهام يمنح الحياة معاني أعمق، ويعكس قدرة الله على التواصل مع عباده بطرق غير محدودة، مما يعزز من تقوى الإنسان ويقربه من خالقه. لذلك، يعد اكتشاف هذه السبل ضروريًا لكل مسلم يسعى لتقوية إيمانه وتعميق علاقته بالله تعالى. إن البعد الروحي لهذا التواصل يفتح آفاقًا جديدة للمؤمنين ويساعدهم على التغلب على الصعوبات والضغوطات في حياتهم اليومية.
في يوم من الأيام ، كان شاب يدعى سليم يبحث عن معنى حياته. تأمل في ما إذا كان الله يتحدث إليه أم لا. قرر سليم أن يدعو ويطلب الإرشاد من الله. خلال اليوم، صادف فجأة آيات من القرآن أضاءت قلبه وأدرك أن الله كان حاضرًا في حياته، يرشده. شعر بالسلام والسعادة، وفهم أنه يجب عليه دائمًا أن يسعى للحفاظ على صلته بالله.