وحتى تعرف ما إذا كان طريقك صحيحًا ، قم بإقامة صلة بالقرآن والصلاة واطلب المشورة من الأشخاص ذوي المعرفة.
إنّ القرآن الكريم هو الكتاب المقدس الذي يحمل في طياته الكثير من العلوم والحكم، ويُعدّ دليلًا شاملًا للمسلم في حياته اليومية. يتناول القرآن موضوع التمييز بين الحق والباطل، ويعالج كيفية تحديد الصواب من الخطأ في مختلف جوانب الحياة. من المهم أن نفهم هذه الأمور لنتمكن من السير على الطريق المستقيم. يعدّ التوجيه الإلهي في هذا الصدد ذا أهمية قصوى، حيث يُعلم الإنسان كيف يمكنه التغلب على التحديات والصعوبات التي قد يواجهها في مسيرته الحياتية. وفي سورة آل عمران، الآية 186، يقول الله تعالى: "لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا". هذه الآية تذكّرنا بضرورة الصمود في مواجهة الأعداء والتحديات، وضرورة ألا نستسلم أو نرضى بالهزيمة. فالحياة مليئة بالعقبات، ومن الطبيعي أن نشعر أحيانًا بعدم اليقين حول المسار الذي نختاره. لكن مع ذلك، يجب علينا أن نكون مستعدين لمواجهة تلك التحديات بقوة وصبر. وفي خضم مواجهة الصعوبات، يُعدّ الاستعانة بالمعرفة وبالآراء الحكيمة من الأمور الأساسية. ينبغي للمرء أن يلجأ إلى الأشخاص الذين يمتلكون الخبرة والمعرفة في الأمور الحياتية والشرعية، فكبار العلماء والمفكرين يمكن أن يقدموا المساعدة في البحث عن الإجابات الصحيحة. ويجب أن نتذكر أن التفكير في آيات القرآن وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم يمكن أن يكون دليلا قويا في توجيهنا نحو الاختيارات الصحيحة. وفي سورة البقرة، الآية 2، يقول الله تعالى: "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۗ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ". توضح هذه الآية أن كتاب الله هو دليلٌ لاينبغي لنا أن نشك فيه. يرتبط هُدًى بهداية المجتمعات والأفراد، وإذا كنت مرتبطًا بالقرآن، فلن تواجه مشكلة في استنباط احتياجاتك واحتياجات حياتك من الآيات الكريمة. إنّ القراءة والتدبر فيها يمكن أن تساعد في توضيح الكثير من الحالات التي نقابلها في حياتنا. علاوة على ذلك، فإن سورة المؤمنون، الآية 2، تُبرز الصبر والصلاة كعنصرين أساسيين لتفادي الانحراف عن الخطة. يقول الله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ". هذه الآية تدل على أن المؤمنين الذين يتحلون بهذه الفضائل سينجحون في امتحانات الحياة. إذًا، في الأوقات التي نشعر فيها أننا لسنا على المسار الصحيح أو عندما نواجه شكوكًا في تصرفاتنا، يجب أن نبحث عن الإرشاد من خلال الدعاء والتواصل مع من هم صالحون في سلوكهم، وأن نتفكر في آيات القرآن لننجو بأنفسنا ونجد الطريق الصحيح. إن فهم كيفية التفريق بين الحق والباطل هو أمر مهم للغاية خاصة في عالمنا المعاصر، حيث تكثر الاختلاطات والاختلافات. الدين ينبهنا إلى ضرورة التحلي بالعدل وعدم الانحياز، والتمسك بالقيم الأخلاقية. فالمسلم الذي يلتزم بتعاليم القرآن والسنة، يكون له البصيرة في الرؤية العامة للأمور، مما يمكنه من اتخاذ القرارات الصائبة. من الضروري أيضًا في أيامنا الحالية تكوين شبكة من الأصدقاء والمعارف الذين يتعاونون معًا لنشر الخير وتوجيه بعضهم البعض نحو الصواب. فكما يقول الله تعالى في سورة التوبة، "وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ"، أي أن المؤمنين متعاونون فيما بينهم. وهذه مجتمعهم هي المنارة التي توجههم وتمدهم بعونٍ في أوقات الشدائد. أخيرًا، يجب على كل إنسان أن يتذكر أن الحياة ليست رحلة سهلة، بل مليئة بالتحديات والصعوبات التي تختبر إيماننا وصبرنا. ومع ذلك، فإن التمسك بإيماننا والتوجه إلى الله بالدعاء والصلاة، وكذلك قراءة كتابه الكريم، ستكون هي السبل التي تقودنا إلى النجاح والتوفيق. إن الارتباط بآيات القرآن يهدي القلوب، ويعطي الأرواح القوة لمواجهة كل العواصف وضمان سلامتنا الروحية والنفسية في زمن الصعوبات. ومع كل ذلك، نؤكد على أهمية أن يكون الإنسان واعيًا لقراراته، مُتحليًا بالنضج والحكمة. لأن الحياة ليست فقط مسيرًا للحصول على ما نريد، بل هي رحلة نحو بناء الذات وفهم أعمق للوجود. لذلك، يجب أن نسعى دائمًا إلى التفكر في أهدافنا الحياتية، وأن نسعى للوصول إلى معاني أعمق في كل فعل نقوم به.
في يوم من الأيام ، كان علي يجلس ويتأمل في حياته. كان دائم القلق بشأن ما إذا كانت القرارات التي يتخذها صحيحة أم لا. بعد فترة ، قرر العودة إلى آيات القرآن. تذكر أنه في سورة آل عمران تم التأكيد على الصبر في وجه الصعوبات. مرت الأيام ، ووجد علي السلام من خلال قراءة القرآن. أدرك أنه لا يستطيع معرفة كل شيء ، ولكن من خلال استشارة الأفراد المطلعين واتباع المبادئ القرآنية ، يمكنه تجنب الضلال عن المسار الصحيح.