لمقاومة الإغراء ، يجب تقوية الإيمان واستخدام الصلاة وقراءة القرآن.
في عصرنا الحديث، يواجه المسلمون تحديات كبيرة تتمثل في الإغراءات والمغريات التي تزداد باستمرار. هذه الإغراءات تعكس التغيرات السريعة التي يشهدها عالمنا المعاصر، مما يدعو إلى أهمية التمسك بالإيمان والقيم الإسلامية في مواجهة هذه التحديات. إذ يتعرض المسلمون اليوم لضغوط كبيرة تؤثر على إيمانهم وتوجهاتهم، مما يجعل الحاجة إلى التمسك بالقرآن الكريم أمرًا ضروريًا لمساعدتنا في مقاومة هذه الإغراءات والحفاظ على التقوى. بالطبع، تلعب الآيات القرآنية دورًا محوريًا في توجيه المؤمنين نحو الطريق الصحيح. ومن الآيات القرآنية التي تؤكد على أهمية القوة الداخلية لمواجهة الإغراءات، نجد سورة آل عمران، الآية 200، التي تقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ". هذه الآية تعكس عمق الفهم الإسلامي في أهمية الصبر والتعاون والتقوى. إذ تدعونا إلى الصبر على الفتن والتعاون مع المسلمين الآخرين من أجل تعزيز قوتنا الداخلية وصمودنا أمام التحديات. لننظر إلى مفهوم الإغراءات، فهي ليست مجرد مغريات خارجية بل تتضمن أيضًا الإغراءات النفسية التي تجذب الفرد للابتعاد عن الإيمان. مفهوم الإغراءات يتطلب منا مجابهتها بالإيمان القوي، حيث يمثل الإيمان نقطة الانطلاق نحو تجاوز المحرمات والفتن التي قد تواجهنا في حياتنا اليومية. ولتحقيق ذلك، يتعين علينا تعزيز إيماننا من خلال الجهود المستمرة في العبادة وقراءة القرآن الكريم، مما يعزز العلاقة بيننا وبين الله عز وجل. إن الدعاء يُعتبر جزءًا جوهريًا في حياتنا اليومية. يجب أن نتوجه إلى الله في كل الأوقات، نسأله العون والتوفيق. وهذا ما نستشفه من سورة البقرة، الآية 186، حيث يقول الله تعالى: "وَإِذا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ". تظهر هذه الآية كيف أن الله قريب منا ويستجيب لدعائنا، وبالتالي يجب علينا السعي دائمًا لطلب العون من الله خاصة عندما نشعر بالضعف أو نواجه الإغراءات. إن الإخلاص في الدعاء يعزز من توجهنا نحو الله ويرفع من ثقتنا بقدرتنا على التغلب على الصعوبات. خلال هذه الأوقات الصعبة، تُعتبر الصلاة وسيلة فعالة للتركيز والتأمل في النفس. فعندما نشعر بالضغط والإغراءات، يمكن للصلاة أن تكون ملاذًا يهدئ خواطرنا ويرجعنا إلى الطريق الصحيح. إن الصلاة تساعد على تطهير القلب وتجديد الإيمان، مما يجعلنا أكثر قدرة على مواجهة التحديات. كما أن قراءة القرآن والمشاركة في الأنشطة العباديّة التي تساهم في تعزيز التقوى والصفاء الذهني يعززان من قدرتنا على المقاومة. علاوة على ذلك، ينبغي لنا إدراك أن الإغراءات لا تأتي فقط من العالم الخارجي؛ بل يمكن أيضاً أن تنشأ من داخل النفس. فالأفكار السلبية والشهوات الداخلية قد تضعف إيماننا، مما يتطلب منا العمل على تطهير قلوبنا وعقولنا من هذه المشاعر. يمكن تحقيق ذلك من خلال التعلم الذاتي، أو الاستشارة مع الأصدقاء أو الأئمة. ومما لا شك فيه أن الأمل يعد من العوامل الإيجابية التي تدفعنا نحو تحسين أنفسنا والتقرب إلى الله. إن العناية بقلوبنا والمحافظة على ارتباطنا مع الله هي الخطوات الأساسية لمواجهة التجارب والإغراءات. عندما نغذي أنفسنا بالذكر والتفكر، نزيد من قوتنا الداخلية وننمي روحنا من خلال العبادة. إن تقوية إيماننا وتقوانا في حياتنا اليومية يساعدانا على أن نكون أفرادًا أفضل، قادرين على تقديم الخير للآخرين ومواجهة كافة التحديات بإيمان وثقة. في الختام، يمكن لجوانب الجهود المستمرة في العبادة والتقرب إلى الله أن تكون أكثر فعالية لمواجهة الإغراءات التي تدهمنا في وقتنا الراهن. يجب أن نضع ثقتنا في الله الذي وعدنا بالنجاح والفلاح إذا اجتهدنا في طلب مساعدته. فإن الاجتهاد في العبادة والسعي نحو التقوى هما المفتاحان اللذان سيمكناننا من مواجهة هذه الإغراءات بقوة وحكمة. لذا، من المهم أن نعمل على تحسين أنفسنا، ونسعى جاهدين لتقوية إيماننا، بغية مواجهة هذه التحديات بحكمة وصبر وثقة.
علي ، شاب يحاول منذ سنوات الحفاظ على إيمانه وتجنب الإغراءات اليومية. يحاول دائماً أن يصلي في وقتها ويقرأ القرآن. في يوم من الأيام ، أثناء جلوسه مع بعض أصدقائه ، واجه إغراءات عرضوها عليه. لكن تذكر آيات القرآن وقال لنفسه: "علي أن ألتمس اللجوء إلى الله وأطلب مساعدته." بعد ذلك ، بالصلاة وذكر الله ، تمكن من الابتعاد عن تلك الإغراءات واتخاذ قرارات أفضل.