للاقتراب من الله ، من الضروري اتباع النبي ، والمشاركة في الصلاة ، وأداء الأعمال الصالحة.
تُعَدُّ العلاقة بين الإنسان وخالقه من أعظم وأهم العلاقات التي يمضي الإنسان في حياته بحثًا عن تحقيقها. في هذا السياق، يوضح القرآن الكريم بوضوح طرائق الاقتراب من الله، وهذا يتجسد بوضوح في آيات عدة من الكتاب الكريم. من بين هذه الآيات، نجد آية سورة آل عمران، حيث يقول الله تعالى: "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ". وفي هذه الآية يظهر أن إحدى أفضل وسائل الاقتراب من الله هي اتباع رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم). إن حب الله تعالى يتطلب الالتزام بتعاليم النبي، وهذا الالتزام سيوصل العبد إلى مرتبة رفيعة من القرب من الله. علاوة على ذلك، نجد في الآية 22 من سورة البقرة التي تقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا". إن التركيز على مفهوم التقوى والقول بالحقيقة في هذه الآية يؤكد على الاتجاه الصحيح الذي يجب أن يسلكه المؤمن للوصول إلى الله. السلوك المستقيم هو مفتاح العلاقة القلبية الحقيقية مع الله، وهو الطريق الذي يفضي إلى رضاه. إن الوسيلة الأخرى للاقتراب من الله هي الصلاة والدعاء. في سورة غافر، الآية 60، يقول سبحانه وتعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ". وهذه الآية تذكرنا أن الله يستجيب لدعواتنا، مما يعزز العلاقة بين الخالق والمخلوق. إن الدعاء هو مناجاة الله، فرصة للتواصل مع العلي القدير، فكلما ازداد الانسان في الدعاء، كلما شعر بالقرب من ربه. أيضًا، تعتبر الأعمال الصالحة من أبرز الوسائل للاقتراب من الله. في سورة المؤمنون، الآية 51، تأتي الآية: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحَاتٍ". التدبر في هذه الآية يظهر أن السعي نحو الأعمال الخيرية والصحيحة يقربنا من الله. فكلما استمر الإنسان في القيام بالعمل الصالح، سواء كان ذلك في صلة الرحم أو العطاء للفقراء أو إطعام الجائعين، فإنه يكسب ود الله ومغفرته. ومن هنا، يمكن القول إن القرآن وضع لنا أسسًا راسخة لنستطيع من خلالها الاقتراب من الله بشكل عاجل. يعد اتباع سنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من أولى الخطوات التي يجب على المؤمن أن يخطوها، فهي الطريق إلى حب الله. وما أجمل أن يشعر الإنسان بمودة الله، وخاصةً في هذا الزمن الذي يكثر فيه الفتن والمغريات. بالإضافة إلى الصلاة والدعاء، ينبغي للمرء أن يسعى للتقرب من الله من خلال التأمل والتفكر في آيات القرآن وما تحمله من عبر. إن قراءة القرآن ليست مجرد عبادة، بل هي رحلة في فكر الإنسان، تدفعه للتفكر في عظمة الخالق وصنعه. لذا فمن الضروري تخصيص وقت لقراءة القرآن وفهم معانيه، فهذا سيساهم في تهذيب النفس وارتفاع الروح نحو السماء. إن مفهوم التقوى هو سبيل آخر مهم للوصول إلى الله. فالتقوى تعني أن يراقب الإنسان الله في كل أفعاله وأقواله، مما يؤدي إلى حياة مستقيمة ورضا الله عليه. المؤمن المتقي هو ذلك الذي يسعى دائمًا إلى فعل الخير والابتعاد عن الشر، وبالتالي فإنه يكسب رضوان الله ويحقق قربًا أكبر منه. أما بالنسبة للدعاء، فهو اللقاء الروحي بين العبد وربه. عندما يرفع الإنسان يديه بالدعاء، إنما هو يتقرب من الله بصدق وعفوية، وهو يفوض له أموره كلها. إن الدعاء هو سلاح المؤمن، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مفتاح فتح القلوب وصلاح النفوس. ومن الضروري أيضًا أن نفهم أن الأعمال الصالحة ليست محصورة فقط في العبادات، بل تشمل كل فعل خير يقوم به الإنسان في حياته اليومية. إن مساعدة الآخرين، والعمل في المشاريع الخيرية، والعطاء دون انتظار مقابل، كلها أمور تقربنا إلى الله وتعطينا شعورًا بالسكينة والطمأنينة. ختامًا، فإن الاقتراب من الله يحتاج إلى جهد واستمرارية، ويجب أن يكون في قلوبنا حب حقيقي لخالقنا. القرآن الكريم أعطانا الخريطة الواضحة التي تساعدنا في هذه الرحلة الروحية. من خلال اتباع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، والالتزام بالصلاة والدعاء، والسعي نحو الأعمال الصالحة، نستطيع أن نصل إلى ما نصبو إليه من قرب وحب الله.
في يوم من الأيام ، قرر شاب يُدعى سينا تغيير حياته والاقتراب من الله. ذهب إلى المسجد وقضى أيامه في الذكر والدعاء. قرر أن يقوم بعمل صالح كل يوم ، ويساعد والديه ، ويتحدث عن الدين مع أصدقائه. سرعان ما أحس أن وجود الله يتردد بشكل متزايد في حياته ، مما يمنحه سلامًا عميقًا.