لفهم أن الله معنا ، يجب أن نلجأ إلى الصبر والصلاة ونؤمن بأنه بجانبنا.
في القرآن الكريم، تتجلى عظمة الله في جميع آياته، حيث نجد أنه يذكّرنا بوجوده الدائم بجانبنا. تعد الآيات القرآنية من أهم مصادر الإلهام والقوة للمؤمنين، خاصة خلال الأوقات الصعبة. وقد تم التأكيد على هذه المعاني العميقة في العديد من السور والآيات، والتي تذكّر الإنسان دائمًا بأن الله هو السند والرفيق في كل الأوقات. لقد تم تناول هذه الفكرة في آيات مختلفة في القرآن، ومن أبرز هذه الآيات هي الآية 153 من سورة البقرة، التي تقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ." تبرز هذه الآية أهمية الصبر والتوجه إلى الله بالصلاة في الأوقات العصيبة، حيث يعد الصبر قوة روحية تجعلنا نحس بوجود الله وهيمنته على مجريات حياتنا. تدعو الآية المؤمنين إلى الاعتماد على الصبر والصلاة كوسيلة لتعزيز الإيمان والشعور بقرب الله منهم. فالصلاة، كما نعلم، ليست مجرد عبادة، بل هي وسيلة للتواصل مع الله وتفريغ المشاعر والأفكار. في لحظات الصعوبة، نجد أن الصلاة تساعدنا على التركيز والهدوء، مما يمكننا من التعامل مع التحديات بطريقة أفضل. إن الإيمان بأن الله معنا، خاصة في الأوقات الصعبة، هو مصدر للتشجيع والطمأنينة. بالإضافة إلى ذلك، نجد تأكيدًا آخر للمعنى ذاته في سورة التوبة، الآية 51، التي تقول: "قُلْ لَن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا." هذه الآية تحمل معاني عميقة تتعلق بالقضاء والقدر. حيث تذكّرنا بان كل ما يحدث في حياتنا هو بمشيئة الله، وأنه ليس هناك شيء قد يحدث بدون إرادته. إن الأقدار والمحن التي تمر بنا هي جزء من حكمة الله والتي يعلمها فقط هو. ولذلك، يجب علينا أن نتقبل ما كتبه الله لنا ونؤمن بأنه دائمًا يراقب أحوالنا. هذا الاعتقاد يجعلنا نشعر بأننا لسنا وحدنا، بل أن الله يسير معنا في كل خطوة. فالإيمان بقضاء الله وقدره يساهم في تعزيز شعور الاطمئنان والسلام الداخلي، ويساعدنا على تجاوز التحديات بالصبر والثبات. عندما نثق في حكمته وشريطنا، يصبّ ذلك في مصلحتنا، ونجد أنفسنا قادرين على مواجهة الحياة بشكل أفضل. علاوة على ذلك، نجد في سورة هود، الآية 52، التأكيد على وعد الله للمؤمنين، حيث يقول: "وَإِنِّي مَعَكُمْ." هذه العبارة تعكس مدى قرب الله منا، ويدلّ على دعمه وحمايته للعباده المؤمنين في كل الأوقات. إن الشعور بأن الله معنا لتصبح قوة دافعة لنا. فعندما نقوم بأداء العبادات، من صلاة وصوم وزكاة، فإننا نشعر بتقربنا من الله، وهذا يعزز من إحساسنا بأن الله دائمًا بجانبنا. الصلاة تعيد لنا الصلة بالله وتمكننا من التفاعل معه، مما يسهل علينا مواجهة تحديات الحياة. بالإضافة لذلك، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أهمية الوضوح في النية عند القيام بالعبادات. عندما نكون صادقين في نوايانا ونسعى لرضا الله، يزيد من شعورنا بالقرب الروحي. إن هذه النية الطيبة تعبر عن مستوى إيماننا وتؤكد على رغبتنا في أن نكون دائمًا في حالة قرب من الله. وبهذه الطريقة، يصبح الإيمان بقدرة الله وحكمته جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من المهم أيضًا أن ندرك أن الله مع العباد الصالحين، وبإيمانهم بما يقدّره الله لهم، يصبحون نموذجًا بقيادة الله. إذ يتجلى هذا الإيمان في حياتهم، ليصبحوا مصدر إلهام للآخرين من حولهم. فعندما نعيش حياتنا بغرض الإيمان والطاعة، نكون ضمن جماعة المؤمنين الذين يشعرون بوجود الله في حياتهم. وفي النهاية، إن الإيمان بعلم الله وقدرته، إلى جانب السعي في سبيله، يُعدّ من أهم علامات وجوده في حياتنا. باختصار، إن القرآن الكريم يزخر بالآيات التي تدل على قرب الله منا، وهذه الآيات توفر لنا الأمل والسكينة في مواجهة صعاب الحياة. من خلال الإيمان والممارسة اليومية للعبادات، فإننا نحظى بدعم الله، مما يزيد من شعورنا بالإيجابية نحو الحياة. لذا، علينا أن نتذكر دائمًا أن الله معنا، وأن نواصل السعي نحو تحقيق الأهداف والنجاحات، مستعينين بالصبر والصلاة والتقرب إلى الله في كل الأوقات.
ذات مرة ، قرر شاب يُدعى علي أن يفهم معنى الحياة بشكل أفضل. كان يبحث عن علامات تدل على أن الله حاضر في حياته. في يوم من الأيام ، أثناء جلوسه في ساحة مسجد وهو يدعو ، لاحظ رجلاً مسنًا يقترب منه وقال: 'يا شاب! إن الله مع الصابرين. لا تفقد الأمل فيه تحت أي ظرف من الظروف.' أعطته هذه الجملة الأمل والسلام ، ومنذ ذلك اليوم ، حاول الاقتراب من الله من خلال الصبر والصلاة.