التوكل على الله يعني تسليم شؤوننا إليه والاعتماد عليه ، ويجب أن يكون مصحوبًا بالجهد الشخصي.
التوكل على الله هو أحد المبادئ الأساسية للإيمان في الإسلام، وله مكانة بارزة في قلوب المسلمين وهو مذكور بشكل قوي في القرآن الكريم. يعتبر التوكل تذكيرًا دائمًا للمؤمنين بأن الاعتماد على الله هو السبيل الأمثل للنجاح والطمأنينة في الدنيا والآخرة. إذ تُظهر العديد من الآيات القرآنية كيف أنه من الضروري أن نضع ثقتنا في الله، وندع شؤوننا بين يديه، فهو الذي يعرف ما هو الأفضل لنا. الفهم العميق لمفهوم التوكل يتطلب منا أن نتأمل في تفسير الآيات القرآنية التي تتعلق بهذا الأمر. في سورة آل عمران، الآية 159، نجد أن الله سبحانه وتعالى ينصح النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: "فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ". هذه الآية تحثنا على أن الثقة في الله تثمر في اتخاذ القرارات، وأن الإيمان به يؤدي إلى النجاح والفلاح. التوكل يمكن اعتباره كإظهار للثقة المطلقة بالله عز وجل. إنه ليس فقط الاعتماد السطحي، بل هو فعل يتطلب منا الإيمان بأن الله يحقق ما هو أفضل لنا في كل الأحوال، عبدًا كنا أو عالمًا. كما يظهر في سورة الطلاق، الآية 3، "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ"، أي أن الله يكفي من يتوكل عليه حق التوكل. بمعنى آخر، من يضع ثقته في الله، سيحقق له الله ما يحتاجه دون الحاجة للقلق أو الخوف. عندما نتحدث عن التوكل، نجد أن هناك دورًا مهمًا للجهد الشخصي أيضًا. يجب علينا أن نسعى للأهداف ونعمل بجد لتحقيقها، مع العلم تمامًا أننا بعد اتخاذ الخطوات اللازمة، يجب أن نترك النتائج بين يدي الله. هذا يطمئننا ويدفعنا نحو العمل الجاد، كما يعطينا الأمل في تحقيق النجاح. تجدر الإشارة هنا إلى أن التوكل لا يعني التخلي عن بذل الجهد أو الاستسلام للقدرات الذاتية، بل هو عنصر من عناصر النجاح. المسلم الذي يتوكل على الله يسعى لتحقيق أهدافه ثم يترك النتائج لله ضمن حدود الإرادة الإلهية. الدليل على ذلك يبرز في العديد من قصص الأنبياء مثل نبي الله موسى عندما توكل على الله أثناء مواجهته لفرعون، وكذلك نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما أُمر برمي ابنه في النار. ها هنا تأتي اللحظة الصعبة، إذ تكون اليد البشرية عرجاء، لكن القلب المتوكل على الله يجد السلام. في مواجهة التحديات الحياتية، فإن ممارسة التوكل على الله تمثل دافعًا لمواصلة الجهد. على سبيل المثال، إذا كان الفرد عاطلاً عن العمل أو يواجه مشاكل مالية، يمكن أن يكون التوكل مصدراً للأمل في أوقات الصعوبة. الإيمان بأن الله سيعطيه ما يحتاجه ويحقق له الأمن والاستقرار يساعد على التغلب على اليأس والقلق. فالتوكل يجرد الشخص من مشاعر القلق المفرط حول المستقبل، ويدفعه للاجتهاد والسعي وفقاً لوسائل مشروعة. يمكن أن تكون التجارب الحياتية في مكافحة المشاكل المالية تحديات صعبة للغاية، ولكنها في الوقت ذاته هي فرص للتطبيق المثالي لمفهوم التوكل. من خلال استمرارية الإيمان والسعي الجاد، يحقق الشخص نتائج إيجابية، وهذا يتماشى مع قول الله "إن مع العسر يسرا". هذا يعزز الفهم أن النهاية ليست مرتبطة فقط بالألم والمعاناة، بل تتجه نحو الفرج والنجاح من خلال الإيمان والتوكل. التوكل أيضًا يتيح للفرد الراحة النفسية والتوازن. بإزالة العبء الذي يشعر به الإنسان نتيجة التحديات، يفرغ قلبه من الخوف، مما يمكنه من مواصلة طريقه مستعينًا بالله. فهو يعلم أن الله لا يتخلى عنه في أصعب الظروف. في الختام، يعد التوكل على الله أحد المفاتيح الهامة لتحقيق النجاح والسكينة في حياة المسلم. فهو يجمع بين العمل الجاد والثقة المطلقة بالله، مما يسهم في خلق جيل يسعى إلى التقدم في جميع مجالات الحياة، يواجه التحديات بثقة ورضا. يجب أن نتذكر دائمًا أن التوكل لا ينفصل عن العمل، بل يكمل الجهود ويرتفع بها إلى مراتب أعلى. لذا، لنضع في قلوبنا التوكل على الله في كل صغيرة وكبيرة، ولنستمر في الدعاء والعمل فكل شيء بيد الله.
في يوم من الأيام ، كان رجل يعاني من الاكتئاب ولم يعرف كيف يتغلب على مشاكله. قرر أن يبحث عن السلام من خلال الدعاء إلى الله. تم إلهامه ليؤمن بقوة التوكل على الله. بعد هذه الدعوة والتوكل ، شغف بالنشاط للبحث عن فرص عمل جديدة ، وتحسنت حالته ببطء. علمته هذه التجربة أن قوة التوكل على الله يمكن أن تساعده في حل مشاكله.