الله دائمًا معنا ، كما يؤكد القرآن. إن ذكره يجلب الطمأنينة إلى القلوب.
في القرآن الكريم، يتم التعبير عن وجود الله المستمر وارتباط البشرية به بوضوح يتجاوز الكلمات والمفاهيم. يتجاوز هذا التواصل الفريد الحواجز الدنيوية ويشمل جميع جوانب حياة الإنسان، حيث يُعبر عن عظمة الله وقدرته ورحمته بشكل يصور عمق العلاقة بين الخالق والمخلوق. إن استشعار وجود الله في حياتنا يعد من الأمور الأساسية التي تعكس إيماننا ووعينا الروحي، ويأخذ هذه العلاقة إلى مستويات أعلى من الفهم والمعرفة. تمتلئ صفحات القرآن الكريم بالآيات التي تدل على قرب الله من عباده، حيث تتجلى قدرته ورحمته في كل تفصيل من تفاصيل الحياة. تعتبر الآيات القرآنية بمثابة مرآة تعكس جوانب الوجود الإلهي، وتذكّر المؤمنين دائماً بأن الله موجود في كل الأوقات، مما يبعث في نفوسنا الطمأنينة والسلام الداخلي. ومن هذه الآيات، نجد الآية الكريمة في سورة البقرة، الآية 286، التي تقول: "لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا". تشير هذه الآية إلى أن الله يتفهم ظروف البشر وحاجاتهم، وتعكس رأفة الله بعباده. فهي تأكيد على أن الله لا يحملنا ما فوق طاقتنا، مما يعني أنه دائمًا إلى جانبنا في تجاربنا وصعوبتنا، بل يسير معنا في دروب الحياة ويعطينا ما نستطيع تحمله. في هذه الآية، نجد استعطافًا خاصًا للمؤمنين، حيث يُظهر الله أنه رحيم ولا يطلب منهم إلا ما يستطيعون، مما يعزز الإيمان والثقة في الله. علاوة على ذلك، نجد في سورة الرعد، الآية 28، ذكرًا لراحة القلوب في ذكر الله، حيث يقول: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ". تعتبر هذه الآية من الآيات المهمة التي تبرز أهمية الذكر في حياة المسلم. فالذكر يعتبر كالنبض الذي يُدخل السكينة إلى قلوبنا، مما يساعدنا على تعزيز إيماننا ويمنحنا القوة لمواجهة التحديات التي قد نعترض لها. يتذكر المؤمن أن ذكر الله هو القاعدة الأساسية للدعاء والتواصل مع الخالق، خاصة في أوقات الشدة، حيث يساهم ذلك في تخفيف الضغوط النفسية ويذكرنا بأننا لسنا وحدنا، بل لدينا قوة أكبر منّا تساندنا دائمًا. وفي سورة الحديد، الآية 4، نجد نصًا يوضح رسالة واضحة عن قرب الله من خلقه، حيث يقول: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ". يعكس هذا التعبير العمق الثاني في علاقة الإنسان بالخالق، حيث يؤكد لنا أننا في كل مكان وزمان، الله موجود بجانبنا. وهذا الوعي الدائم بالوجود الإلهي يعزز من إيماننا ويعمق الشعور بالسلام الروحي. فكلما تذكرنا حضور الله في حياتنا، كلما ازدادت قوتنا وانتعش إيماننا. إن الوصول إلى الله والتواصل معه من خلال الصلوات والدعاء والتفكر يجعلنا نعيش حياة أغنى وأكثر معنى. فكلما استشعرنا قوة الله ورعايته، كلما أصحنا أكثر استعدادًا لمواجهة صعوبات الحياة والتحديات التي قد نواجهها. فالإيمان بوجود الله هو الذي يعطينا القدرة على التحمل ويمنحنا الأمل في أوقات اليأس، حيث يقودنا دائمًا إلى مسارات الأمل والتفاؤل. ومن المهم الإشارة إلى أن الحياة مليئة بالتحديات التي قد نمر بها، ولكن حقيقة وجود الله معنا تلعب دورًا محوريًا في التغلب على هذه التحديات. إن الذكر والتواصل الحقيقي مع الله يمنحنا الدعم النفسي والروحي الذي نحتاجه، ويذكرنا بأن هناك دائمًا نورًا في نهاية النفق. يجب أن نكون دائمًا على استعداد للتواصل مع الله، وفتح قلوبنا له، والاعتراف بوجوده في كل تفاصيل حياتنا، كما ينبغي أن نكون شاكرين على كل النعم التي منحنا إياها. وبالتالي، عندما نعيش هذا الوعي الإلهي، نكتشف أننا نملك أدوات قوية نستطيع من خلالها التغلب على ما يواجهنا من مصاعب. إن معرفة الله بوجوده معنا في كل الأوقات تبعث فينا روح الإيجابية والقدرة على مواجهة الصعوبات. فعندما يسود هذا الوعي، تتحول التحديات إلى فرص للتعلم والنمو، ونحن نخلق مساحة للتعامل الإيجابي مع كل ما يحدث حولنا. في الختام، يجب علينا أن نتذكر أن وجود الله معنا هو مصدر حياة وطمأنينة. إن اللجوء إلى الله والاعتراف بوجوده يعتبر من أهم خطوات تعزيز إيماننا وتوجيه قوتنا في مواجهة الحياة. عند كل خطوة نخطوها، يجب أن نكون على يقين أن الله وحده هو الذي يهدينا ويشدد أزرنا ويمنحنا القوة للاستمرار. إن العلاقة مع الله يجب أن تُعزز من خلال الأفعال والأفكار الإيجابية. فالتوجه لله عز وجل هو المنجاة الحقيقية في عالم مليء بالتحديات، حيث نجد فيه سندًا وملاذًا وراحة نفسية تعزز من قيمتنا ووجودنا في هذه الحياة.
في يوم من الأيام ، سعى شاب يدعى مهدى إلى السلام في القرآن. قرأ آية تقول إن الله دائمًا معه. كانت لهذه الآية تأثير كبير عليه لدرجة أنه قرر أن يقترب من الله في حياته اليومية ويطلب مساعدته. تدريجيًا ، شعر أن كل لحظة من حياته أصبحت أكثر معنى ولم يشعر بالعزلة في الأوقات الصعبة.