يمكن أن تكون الرغبات متوافقة مع رضا الله طالما أنها تُصاغ ضمن القيم الإسلامية والنوايا الحسنة.
في القرآن الكريم، تتجلى أهمية الرغبات والأماني كجزء لا يتجزأ من الطبيعة الإنسانية. فالإنسان بما أنه كائن عاقل يشعر بالحب، ويتطلع إلى تحقيق أمانيه وآماله، إلا أن هذه الرغبات ينبغي أن تتماشى مع رضى الله وطبقًا للإطار الشرعي الذي وضعه الدين الإسلامي. إن القرآن يدعونا دائمًا إلى التفكير في نوايانا وأهدافنا من الرغبات، ويحفزنا على تحويل هذه الرغبات إلى فرص للتقرب من الله، وطلب مرضاته، بدلاً من أن تكون وسيلة للابتعاد عنه. تتجلى هذه المعاني بوضوح في سورة آل عمران، الآية رقم 14: 'زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِّنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِیرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَیْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَوٰةِ الدُّنْیا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ'. تشير هذه الآية إلى أن حب الشهوات جزء طبيعي من النفس البشرية ولكن ينبغي أن تكون تلك الشهوات والأماني ضمن حدود مرسومة من الدين. إن الرغبات التي نشعر بها، مثل الطموح لتحقيق النجاحات في العمل أو الحصول على المال، ينبغي أن تكون مشروطة بنية استخدامها في سبيل الله. فعلى سبيل المثال، إذا أراد شخص ما تحقيق المزيد من الثروة، يجب أن تكون نيته هي استخدام تلك الثروة لمساعدة الآخرين، وتعزيز العمل الخيري، ودعم المشاريع التي تعود بالخير على المجتمع. كما أن القرآن يحتوي على العديد من القصص التي تظهر كيف كانت رغبات الأنبياء موجهة لغاية أسمى، وهي خدمة الله والبشرية. فلنأخذ مثال النبي إبراهيم عليه السلام، الذي كانت أمانيه تتعلق بتوحيد الله ودعوة الناس إلى عبادة الله الواحد, وأيضاً النبي موسى عليه السلام الذي عانى كثيرًا من أجل إنقاذ قومه من الظلم والفساد. كل هذه الأمثلة تسلط الضوء على كيف يمكن أن تكون الرغبات متوافقة مع رضا الله إذا ما كانت نتاج نوايا صادقة وإخلاص في العمل. وبهذا نجد أن العلاقات الإنسانية، والاستفادة من الشهوات، يمكن أن تبقى في إطار مقبول دينيًا، بينما تساهم أيضًا وراء أهداف نبيلة. وعند النظر إلى مفهوم الرغبات والأماني في إطار القيم الإسلامية، نجد أن هناك قواسم مشتركة تعكس الإيمان بأن الحياة الدنيا، على الرغم من بأنها ستزول، إلا أن الإنسان يمكن أن يستغل كل لحظة فيها لتحقيق ما يرضي الله. لهذا السبب يذكرنا القرآن بأهمية الدعاء والصلاة في تصحيح المسار الذي نسلكه. يبين لنا أن الضراعة إلى الله والدعاء له يعتبران عوناً في تقوية إيماننا، ويعطينا الفرصة للتفكر في مسارنا ورغباتنا. إذا نظرنا إلى بعض الآيات الأخرى في القرآن، نجد أن هناك تحذيرًا واضحًا من الانغماس في الشهوات، والتي تعد أحد الأسباب الرئيسة للانحراف عن الطريق الصحيح. لذا، كان من المهم أن نفهم كيف يمكن للرغبات أن تكون محركًا للحياة إذا تم توجيهها بشكل صحيح. لذا، من الضروري أن نعود إلى أنفسنا ونسأل: هل رغباتنا تتماشى مع القيم الإسلامية؟ هل نتمنى الخير لأنفسنا وللمجتمع؟ وهكذا، يمكن القول أن الرغبات ليست شيئًا سيئًا بالضرورة، بل يمكن أن تكون نعمة إذا كانت مرتبطة بالإخلاص في العمل والتفكر في العواقب. في الختام، ينبغي أن نتذكر أن الرغبات والأماني جزءٌ لا يتجزأ من الحياة الإنسانية. وحتى في حال وجودها، يجب أن نحرص على أن تكون نيّتنا طيبة وموجهة نحو مرضاة الله. فالنجاح الحقيقي يكمن في كيفية تحويل هذه الرغبات إلى أفعال تخدم الدين والمجتمع. عسى الله أن يوفقنا جميعًا لما فيه الخير.
ذات مرة، كان هناك رجل اسمه علي يتأمل فيما هو مهم حقًا في حياته. كانت لديه العديد من الرغبات، لكنه لم يكن متأكدًا من كيفية جعلها تتماشى مع رضا الله. في يوم من الأيام، قرر تخصيص المزيد من الوقت للصلاة والدعاء. بعد فترة، أدرك كيف أن الله يحقق له رغباته بأفضل طريقة ممكنة. تعلم أن التركيز على الله ووجود نوايا صادقة يمكن أن يضيء طريقه.