رضا الله أعلى من رضا الناس ، ويجب اتباع المبادئ الإلهية في الحياة.
إن القرآن الكريم، الكتاب المقدس الذي يُعتبر دليل حياة المسلمين، يحمل في طياته قيمًا عظيمة ورسائل هامة تتعلق بالعلاقة بين العبد وربه. إن رضا الله هو أحد أبرز هذه الرسائل التي يُسلط عليها الضوء بشكل كبير في هذا الكتاب. فالقرآن يركز كثيرًا على أهمية السعي لنيل رضا الله، ويعتبر التفريق بين رضا الله ورضا الناس من الأمور الأساسية التي يجب على كل مسلم فهمها وتطبيقها في حياته اليومية. إن رضا الله يعد المحور الرئيسي في حياة المؤمن، حيث يُعتبر السعي للوصول إلى هذا الرضا جزءًا لا يتجزأ من عبادة الله. يشير القرآن بشكل واضح إلى أن أفعال الإنسان يجب أن تكون متوافقة مع ما يُرضي الله، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة الصعوبات أو حرارة الانتقادات من الآخرين. في سورة الكافرون، الآية السادسة، يقول الله تعالى: "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ"، وهذا النص يُبرز بوضوح ضرورة الثبات على العقيدة والقيم، حتى في وجه التحديات. هنا، يُدعى المسلم إلى الصمود والثبات في دينه، وعدم الانصياع لرغبات الآخرين إذا كانت تتعارض مع تعاليم الدين. كل مسلم مطالب بأن يمتلك الشجاعة والإرادة لتحقيق ما يُرضي الله، وعدم السماح لرغبات الناس بالتأثير عليه. أحد النصوص الأخرى التي تسلط الضوء على هذا المفهوم تأتي من سورة التوبة، الآية 24، حيث يُنبه الله المؤمنين بأن حب المقتنيات الدنيوية والتعلق بها لن يعيقهم عن تنفيذ أوامره. يقول الله في هذه الآية: "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبُّ إِلَيْكُمْ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ". هذه الآية تُظهر بوضوح أن الانغماس في المواد الدنيوية يمكن أن يقود الشخص إلى الفسق والابتعاد عن الطريق القويم. فالتوازن بين الالتزامات الدنيوية والسعي لتحقيق رضا الله هو مسألة حيوية في حياة المؤمن. بينما يُعتبر من الضروري التصرف بصورة لائقة مع الناس وأخذ رضاهم بعين الاعتبار، ينبغي أن يأتي رضا الله في المقام الأول. في حالات تتعارض فيها رغبات الآخرين مع ما يُرضي الله، يجب أن يتخذ المسلم مواقف واضحة تُعبر عن قيمه الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، تُؤكد آيات أخرى مثل الآية 32 من سورة المؤمنون على نفس الفكرة. في هذه الآية، يُذكر المؤمنون أن إظهار الإيمان والأعمال الصالحة هو الطريق لكسب رضا الله. إن الآية تُبرز أهمية العمل الصالح في تحقيق رضا الله، فالإيمان وحده لا يكفي إذا لم يكن مصحوبًا بالأفعال الصالحة. يقول الله: "وَالَّذِينَ يَهُودُونَ وَالَّذِينَ يَصْنَعُ الْفِتَنَ وَيُشَيِّعُونَ الْفَتَنَ لا يَعْلَمُونَ ...". هذا يعني أن المؤمن الذي يسعى بصدق إلى رضا الله يحتاج إلى صفاء النية في أعماله، وأن يُظهر إيمانه من خلال أفعاله. تكامل الإيمان مع العمل الصالح يُعتبر قمة عبادة المسلم، وهو في جوهره يمثل الطريقة التي يمكن بها تقوية العلاقة مع الله. في الختام، نجد أن رضا الله يجب أن يظل فوق أي اعتبارات أخرى. يجب على المؤمن أن يتحلى بالصبر والعزيمة ليبقى ثابتًا على مبادئه، حتى عندما يواجه التحديات من قبل الآخرين. إن العلاقة بين العبد وربه تأتي دائمًا في المرتبة الأولى، وينبغي أن يكون السعي للحصول على رضا الله هو الدافع الأساسي لكل أفعال المسلم. ينبغي لكل مسلم أن يتأمل في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان مثالًا يُقتدى به في السعي نحو رضا الله وتطبيق تعاليم القرآن في حياته اليومية. إن استحضار هذه القيم يمكن أن يُفضي إلى حياة مليئة بالبركة والنجاح، ويوفر لنا السعادة الحقيقية التي يسعى الجميع للحصول عليها.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل يدعى علي يجلس في السوق ويفكر في حياته. كان يشعر بالقلق بشأن المعايير التي تحكم حياته وما المبادئ التي بنى عليها حياته. في قلبه ، قرر أن يبحث عن علامات رضا الله ويفهم كيف يمكنه تحقيق رضا الناس مع رضا الله. تذكر علي آيات القرآن وقرر أن يعطي الأولوية لرضا الله فوق كل شيء. بمجرد أن اتخذ هذا القرار ، شعر براحة وسعادة كبيرة في حياته وأدرك أنه كلما سعى لتحقيق رضا الله ، تحسنت حياته.