القرآن نزل لكافة البشرية ورسالتها عالمية.
يؤكد القرآن الكريم بوضوح أن رسالته قد نزلت لجميع الناس في العالم، وليس لفئة أو طائفة معينة. يُعتبر هذا الأمر أحد أبرز معاني القرآن وأهدافه السامية، حيث يتضمن الدعوة إلى عبادة الله الواحد والتوجيه إلى الطريق الصحيح. إن تنوع الرسائل والموضوعات الموجودة في القرآن يظهر بوضوح كيف أن هذا الكتاب العظيم يهدف إلى الوصول إلى قلوب جميع البشر، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو العرقية. في سورة الأنعام، الآية 19، يقول الله تعالى: 'وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ'. هذه الآية تعكس جوهر الرسالة القرآنية في توضيح الطريق المستقيم الذي يضمن السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة. إن اتباع الصراط المستقيم يعني الالتزام بالتعاليم الإلهية والسير على نهج الحق، مما يحمي الإنسان من الانحراف والضلال. أما في سورة إبراهيم، الآية 52، تم التأكيد على أن القرآن له رسالة عالمية، حيث يقول الله تعالى: 'هذا بلاغ للناس ولتُنذروا به ولتعلموا أنما هو إله واحد'. بهذا الوضوح، فإن رسالة القرآن تحمل طابعًا شاملًا، فهي موجهة ليس فقط للمسلمين، بل لكافة الناس، لتكون لهم مرشدًا وإرشادًا نحو الفلاح. تتجاوز رسالة القرآن السياسية والثقافية، فهي تتعلق بالإنسان ككائن عاقل يتمتع بالقدرة على التفكير والتأمل. ففي سورة العلق، الآية 1، يتجلى هذا المعنى بوضوح حيث يقول الله: 'اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ'. تدعو هذه الآية الإنسانية كلها إلى القراءة والتعلم، وهو ما يعد دعوة مستقلة لكل الإنسان ليكتشف معاني الحياة ويتبحر في مكوناتها. إن فعل القراءة هنا ليس مجرد تعلم القراءة والكتابة، بل هو دعوة للتفكير والبحث عن المعرفة، وهو واجب على كل فرد. مما لا شك فيه أن القرآن لا يُحصر في مجموعة من الأحكام الشرعية فقط، بل يتطرق إلى مختلف جوانب الحياة. يتحدث عن الأخلاق، العدالة، الرحمة، والمساواة. كما يقدم توجيهات للعيش في مجتمع متماسك يسوده الحب والتعاون. في العديد من الآيات، يتم التأكيد على أهمية الوحدة بين الناس وتعزيز العلاقات الإنسانية. المسألة الأكثر أهمية هي كيف أن القرآن يدعو جميع البشر للإيمان بإله واحد، وهو الهدف الأساسي الذي يسعى لتحقيقه. إنه يعكس مفهوم التوحيد بطريقة توضح للجميع أن الله سبحانه وتعالى هو خالق الكون ومصدر كل شيء. كما يُستنتج من هذه الآيات أن القرآن ليس مجرد كتاب خاص للمسلمين، بل جاء لجميع الناس ليحضر الهداية والنور للجميع. قد تتعدد تفسيرات معاني القرآن، ولكن يبقى الأساس الذي يرتكز عليه هو توحيد الله والإيمان برسالته. وفي هذا السياق، فإن التقيد بتعاليم القرآن يعتبر طريقًا مباشرًا لتحقيق السلام الداخلي والخارجي لكل فرد في المجتمع. يُعتبر تبني هذه التعاليم مؤشراً على الوعي والإدراك لأهمية العيش وفقاً لما يُرضي الله سبحانه وتعالى، وهو ما يجلب الخير للفرد والمجتمع. من المهم أيضا أن ندرك أن القرآن ليس مجرد نص ديني، بل هو كتاب يحمل رؤية شاملة للعالم. يحثّ الناس على التفكير في عظائم خلق الله، وما فيه من آيات تدل على عظمة الخالق. إن الآيات الكونية التي وردت في القرآن تشجع كل إنسان على التفكير والتأمل في أسرار الكون وكيفية وجوده. وفي الختام، يمكن القول إن رسالة القرآن هي بمثابة شعلة نور تهدي الجميع نحو الحق، وهي دعوة تدعونا إلى النظر داخل أنفسنا وتقييم حياتنا وفقًا لما يرضي الله. إن القرآن هو دليل لكل البشرية، وهو يذكرنا بأن كل منّا مخلوق على هذه الأرض له قيمة ويستحق الحياة الكريمة. فليكن هدف كل إنسان هو السعي لاتباع هذا النور والعيش وفق المبادئ التي أرساها القرآن، من أجل بناء عالم أفضل يعمه الخير والمحبة والتعاون.
كان يا ما كان، في قبيلة صغيرة، رجل يدعى أبو طالب كان يبحث عن الحقيقة في الحياة. كانت في قلبه أسئلة حول الحياة ومعانيها. وفي يوم من الأيام، عثر على القرآن الكريم وقرر قراءته. عندما قلب صفحاته، شعر أن كلماته كانت جراحًا من قلب البشرية، تعد بالحب والتعاطف. أدرك أن رسالة القرآن هي رسالة الحب والتفاهم، وساعدته في تحقيق حياة أفضل. قرر أبو طالب أن ينقل رسالة القرآن إلى الآخرين، ليحدث تحولًا في مجتمعه.