يجعل الله عباده محبوبين بناءً على الإيمان والأعمال الصالحة والنوايا الصادقة.
إن الله سبحانه وتعالى يختار بعض عباده ليكونوا محبوبين له، وذلك لأسباب متنوعة ترتبط بالتقوى والإيمان. وقد ورد في القرآن الكريم إشارات عديدة توضح كيفية كسب محبة الله، والتي تُعتبر هدفًا نبيلًا يسعى إليه كل مؤمن. إن حقيقة أن حب الله ليس مجرد نعمة بل حالة تتطلب جهودًا متواصلة وإخلاصًا في العبادة تؤكد على أهمية التقوى والعمل الصالح. في سورة آل عمران، الآية 19، تبيّن الآية الكريمة أن "إن الدين عند الله الإسلام"، مما يعكس أن التسليم لله والإسلام هما من الشروط الأساسية للاعتراف بمكانة الفرد ومحبتهم عند الله. فمن خلال هذا التسليم، يعبر المؤمن عن استسلامه لما كتبه الله ورضاه عما قدره، مما يُظهر طاعته العميقة لله. علاوة على ذلك، نجد في سورة مريم، الآية 96، التأكيد على أن "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًّا". فالمؤمنون الذين يسعون لأداء الأعمال الصالحة ينالون حب الله، وهذا الحب يترجم في قلوب الناس أيضًا، مما يعني أن البارّين والمخلصين في أعمالهم يكون لهم مكانة مميزة في المجتمع، ويحظون بالتقدير والمودة من المحيطين بهم. إن القلوب الطاهرة والأرواح الرحيمة تعكس سلوكًا نبيلًا يُسهل عملية كسب الحب الإلهي. فالأفراد الذين يلتزمون بالصدق والإحسان، والذين يبتغون وجه الله في جميع أعمالهم، من المرجح أن ينالوا حبًا خاصًا من الله ورضاه. يتجلى ذلك بوضوح في توجيهات النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، الذي قال في حديث نبوي: "إذا أحب الله عبدًا، جعل حبًا له في قلوب الآخرين"، مما يدل على أن محبة الله تنعكس على محبة العباد أيضًا. يُظهر الإسلام أن حب الله ليس مجرد تعبير لفظي، بل هو حالة من القلوب والأرواح. يتطلب الأمر توجيه النوايا والإخلاص في الأعمال الصالحة، فلا يكفي أن يُعبر الفرد عن إيمانه بالله فحسب، بل يجب أن تكون هذه العقيدة مفعلة بشكل دائم من خلال الأفعال والسلوكيات التي تعكس القيم الرفيعة. من المهم أن تنعكس هذه المحبة في حياة الفرد عن طريق تحسين علاقته مع الآخرين، حيث أن محبة الله ستؤدي إلى محبة العباد. فكلما كان الإنسان أقرب إلى الله، كان أكثر قدرة على نشر المحبة والود بين الناس. الأفراد الذين يغرسون في قلوبهم مبدأ الإحسان والصدق والعطاء ليس فقط ينالون حب الله، بل يساهمون أيضًا في بناء مجتمع يتمتع بالتراحم والتكافل. ولتحقيق هذه المحبة، ينبغي على المسلم أن يحرص على القيام بالأعمال التي تقرّبه إلى الله. إن الصلاة، والزكاة، والصيام، وقراءة القرآن هي بعض من الوسائل التي تعزز العلاقة بين العبد وربه. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المسلم أن يسعى لمساعدة الآخرين، والتعامل معهم بأخلاق حسنة ومحبة. أيضًا، علينا أن نفهم أن محبة الله ليست مرتبطة بمكانة معينة أو بقدرات فردية، إنما هي متاحة لكل من يتبع الطريق الصحيح ويعمل وفق تعاليم الإسلام. فالمؤمن الحق هو الذي يسعى دائمًا للارتقاء بروحه والعمل على سد نواقصه ليكون أقرب إلى الله. يمكن أن تُعتبر النوايا الصادقة أساسية في كسب محبة الله، حيث أن الله يعلم ما في قلوب عباده لكنه أيضًا يحب من يظهر نواياه من خلال أعماله. فالمؤمن الذي يُخلص في نيته ويمسح قلبه من الحسد والغل قد ينال من رحمة الله ما لا يُتصور. في الختام، يتضح أن كسب محبة الله يتطلب الإخلاص في العبادة، والقيام بالأعمال الصالحة، والتوجه القلبي الخالص نحو الله. إن السعي لكسب حب الله هو رحلة تستمر مدى الحياة، تتطلب مجهودًا وتفانيًا، لكنها مكافأتها عظيمه في الدار الآخرة. لذا، يجب علينا جميعًا أن نعمل بجد لتكون قلوبنا مليئة بالحب الإلهي وأن نجعل أفعالنا تتماشى مع تعاليم ديننا الحنيف، لنكون من عباده المحبوبين.
كان هناك رجل مؤمن يدعى حسن ، كان دائمًا يفكر في الآخرين ويسعى لمساعدتهم جميعًا. تعلم من القرآن وبذل جهده للقيام بأعمال صالحة. ذات يوم ، سأل أحد أصدقائه: 'حسن، لماذا أنت محبوب جدًا؟' أجاب حسن: 'حب الله هو أفضل نعمة يمكن أن يمتلكها المرء. أريد فقط أن أكون جيدًا وأن أنشر الخير.' هذه الكلمات تركت أثراً في قلب صديقه وألهمته ليبحث عن حب الله أيضًا.