يمكن للبشر أن يتغيروا من خلال التوبة والانخراط في الأعمال الصالحة.
تغير الإنسان هو موضوع مهم ومعقد في حياة البشرية، فهو يعكس قدرة الإنسان على النمو والتطور والتكيف مع البيئات المختلفة والتحديات التي يواجهها. إن مفهوم التغيير ليس غريباً على النفس البشرية، بل هو عنصر أساسي من جوانب الحياة الإنسانية. فالإنسان يأتي إلى هذا العالم ويعيش فترة من الزمن مليئة بالتجارب والاختبارات، ويسعى بشكل مستمر ليكون أفضل مما كان عليه. يُعتبر التغير من الظواهر الطبيعية التي تطرأ على الإنسان لأسباب عديدة، منها الظروف المحيطة، التجارب الشخصية، التأثيرات الاجتماعية والثقافية، وكذلك تأثير الدين والروحانية. في القرآن الكريم، يؤكد الله سبحانه وتعالى على مفهوم التغيير كجزء من طبيعة الإنسان، ويشير إلى إمكانية التغيير عند التوبة والاعتراف بالذنوب. في سورة الفرقان، الآية 70، يقول الله تعالى: "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا". تُظهر هذه الآية أهمية التوبة والإيمان، حيث تشير بوضوح إلى أن التغيير الإيجابي يمكن أن يتحقق من خلال الأعمال الصالحة. التغيير الإيجابي ليس مجرد فكرة، بل هو مسار يتطلب الجهد والإرادة الصادقة. لهذا، يجب على الإنسان أن يسعى دوماً لتحقيق ذاته، وعدم الاستسلام للضرورات السلبية أو التحديات. ويجب عليه البحث عن سبل التغيير الإيجابي، سواء كان ذلك من خلال تطوير مهارات جديدة أو العمل على تحسين سلوكه وعلاقته بالآخرين. في سورة البقرة، الآية 2، يأمر الله المؤمنين بالصبر والشكر، حيث يقول: "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ". تعكس هذه الآية ضرورة الالتزام بالهداية الإلهية والسير على الطريق المستقيم، مما يساعد الفرد في تحديد أهدافه وتغيير حياته للأفضل. إن التغيير الفعال يتطلب أساساً من الإرادة والعزيمة، وهذا ما أكده الله في سورة الرحمن، الآية 13: "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ". تُعبر هذه الآية عن أهمية فهم نعم الله وآلائه التي تجلب السعادة والتغيير الإيجابي، مما يجب أن يُحفز الفرد على ممارسة الشكر على النعم واستخدامها في فعل الخير. ومن هنا، يتضح أنه من خلال الوعي والإرادة والمثابرة، يمكن للإنسان أن يُحدث تغييرات جذرية في حياته. إن الطلب من الله العون والمساعدة ينطلق من الإيمان بقدرته ورحمته، وهو ما يجعل العلاقة مع الخالق شريان الحياة الذي ينبه الفرد إلى أهمية الاستمرارية في السعي نحو الأفضل. يجب على الأفراد أن يدركوا أن التغير لا يأتي بين عشية وضحاها، بل هو رحلة طويلة تتطلب الوقت والجهد. كما أن البيئة والمجتمع يلعبان دوراً محورياً في تغيير الإنسان. إذ أن التأثيرات الاجتماعية والثقافية يمكن أن تُشكل أفكار وأخلاقيات الأفراد، وبالتالي يمكن أن تسهم في تحسينهم أو تراجعهم. البنات الاجتماعية، وحالة الاقتصاد، واللغة، والمعتقدات الدينية، كلها جوانب تُساهم في تشكيل شخصية الإنسان، مما يستدعي من الأفراد اتخاذ خطوات إيجابية نحو التغيير. إليك بعض النقاط التي يمكن من خلالها تعزيز فكرة التغيير في حياة الفرد: 1. تحديد الأهداف: يجب على الشخص أن يكون لديه رؤية واضحة حول ما يريده من حياته وكيف يخطط لتحقيق ذلك. 2. التعلم المستمر: المعرفة هي مفتاح التغيير، ويساعد التعليم المستمر على تطوير الذات وفتح آفاق جديدة. 3. التعامل مع الفشل: الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو درس يجب تعلمه والاستفادة منه. 4. الدعم الاجتماعي: وجود نظام دعم من أفراد العائلة والأصدقاء يمكن أن يُعزز من قدرة الفرد على التغيير والوصول إلى أهدافه. 5. الإيمان: الإيمان بالله وثقة الفرد في قدراته تعزز من قوته الداخلية وتمكنه من مواجهة التحديات. بهذا، يمكننا أن نستنتج أن الإنسان قادر على التغيير عندما يكون لديه الإيمان، الإرادة، والقدرة على التحمل. من خلال الالتزام بالمبادئ والقيم الإيمانية، يمكن للإنسان أن يُعيد صياغة حياته وفقاً لما يُرضي الله ويحقق السعادة النفسية والروحية. التغيير الإيجابي هو رحلة مستمرة تتطلب التوجيه الصحيح والدعم المناسب، مما يُؤدي في النهاية إلى حياة أفضل وفوز في الآخرة.
في يوم من الأيام، كانت مريم تفكر في كيفية تحقيق تغييرات إيجابية في حياتها. قررت أن تسترشد بآيات القرآن. من خلال قراءة الآيات، أدركت أنها بحاجة لبدء طريق جديد من خلال التوبة والأعمال الصالحة. تدريجياً، شهدت تغييرات إيجابية في سلوكها وعلاقاتها مع الآخرين، وشعرت بسلام أكبر.