يمكن رؤية الله في أوقات الصعوبات حيث يقترب منا من خلال تجاربنا.
إن القرآن الكريم يمثل نبراسًا هاديًا للمؤمنين في كل جوانب حياتهم، وقد أشار بوضوح إلى أن الله يقترب من عباده خلال لحظات الصعوبات والمشاكل. هذه الحقيقة الكريمة التي أكدها الله سبحانه وتعالى من خلال آياته، تعكس رأفة ورحمة الخالق تجاه خلقه. فلقد جاء في سورة البقرة، ومن خلال الآية 155، يقول الله سبحانه وتعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ." هذه الآية العميقة تحمل في طياتها معاني غنية تعكس اختبار إيمان عباده. فباختبار الله لنا، يرغب أن يقيم صبرنا وإيماننا، ويوجهنا إلى أهمية الإيمان في ظل المحن. إن الاختبارات التي يواجهها الإنسان هي وسائل لفهم العلاقة القوية التي تربطنا بالله سبحانه وتعالى. فإنما نعيشه من تحديات وصعوبات، سواء كانت مادية مثل الفقر، أو معنوية مثل فقدان الأحبة، تُعتبر فرصًا عظيمة لمزيد من التقرب إلى الله. عندما نتأمل في تلك التجارب، نجد فيها خطوات نحو النضوج والبناء الروحي الذي يقربنا من الله ويعزز من إيماننا. عندما نواجه الصعوبات، تنمو رغبتنا في الشعور بحضور الله واللجوء إليه. حيث نجد في القرآن الكريم آيات تذكر أن الصبر والإيمان هما المفتاح للخروج من الأزمات. وفي سورة الأنفال، الآية 28، تذكرنا بأن "وَأَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ۖ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ"، وفي هذا السياق، نتفهم أن المال والأبناء قد يكونوا امتحانًا لنا، وعلينا مواجهته بقلب صابر وعقل يذكر الله. في ظل هذه التحديات، يشعر الإنسان بالحاجة الماسة لشيء يمده بالسلام والدعم، وهذا شعور إنساني طبيعي. ضغط الحياة وأزماتها تُبرز داخلنا رغبة عميقة في إيجاد سكينة القلب. إن الإيمان يظهر كمنارة تنير مسالك الحياة، وعندما تشتد المصاعب، نشتاق لوجود الله بقربنا، فنرى أن كلما تعاظمت المحن، زادت نسبة شعورنا بأن الله معنا. وإنطلق في تلك اللحظات نعمة الرحمة الإلهية وتظهر الحلول من الله سبحانه وتعالى في أوقات ضعفنا. إن الصبر والإيمان هما أساس كل نجاح في تجاوز المحن. فالصبر يُعد من المبادئ الأساسية في الإسلام، فهو وسيلة عملية للتعبير عن الثقة المطلقة بالله جل وعلا. وعند مرورنا بالاختبارات، يجب أن نعتبرها فرصًا لتعزيز إيماننا وتعبيئة أنفسنا بشكر الله. إذ أن اتباع نهج الصبر يعمل على صقل قدراتنا الروحية والنفسية، وهو يعزز من قوتنا في مواجهة تقلبات الحياة. من خلال هذه التجارب، نتعلم كيف يجب علينا تجسيد الإيمان، ليس فقط لنجتاز الصعوبات، ولكن أيضًا لتعميق علاقتنا مع الله. وما بين الحين والآخر، تذكرنا هذه التحديات مدى عمق المعاني الحقيقية للحياة والتي تدفعنا نحو النمو والكمال. إنها حقائق أكثر من مجرد لحظات الفرح، بل تجربة متكاملة تحتوي على الأحزان والسرور. إن مواجهة الصعوبات تمنحنا دروسًا قيمة تعزز شخصياتنا الفعلية وتزيد من قدرتنا على التعاطف مع الآخرين. فالتجارب الصعبة تقوي في داخلنا قيمة التواضع، حيث نتذكر أن كل ما نحن فيه إنما هو بفضل الله سبحانه وتعالى. في النهاية، نحتاج إلى أن ندرك جميعًا أن الاختبارات تأتي من توجيه الله وبحكمة منه. لذا، يجب علينا أن نتقبل هذه الاختبارات بصدر رحب وأن نتحلى بالإيمان والصبر. فالصعوبات ليست مجرد محن، بل هي طرق نحو النضوج الروحي والمعرفي. ينبغي أن نعمل على إثراء إيماننا وتعزيز علاقتنا مع الله، فالتقرب إليه هو السبيل نحو السلام الداخلي والهدوء الروحي. فدعونا نستعد دائمًا لتقبل الصعوبات، ونسعى لتعزيز ذواتنا الروحية من خلال هذه التجارب، وعلى قلوبنا أن تكون مطمئنة بأن الله مع الصابرين، وأن النصر قريب بمقدار قوتنا في الإيمان والصبر.
في يوم من الأيام ، كان عادل يشعر بالقلق بسبب المشاكل التي يواجهها في الحياة. قرر أن يواجه هذه التحديات بشكل صحيح وفكر في آيات القرآن. من خلال قراءة القرآن ، تذكر أنه يمكنه الاقتراب من الله في الأوقات الصعبة والصلاة للمساعدة. ومنذ ذلك الحين ، واجه عادل مشاكله بقلب أكثر انفتاحًا ، يشعر بوجود الله بجانبه.