فرق بين العلم النافع والعلم غير النافع

العلم النافع يساعد على نمو الأفراد والمجتمع ، بينما العلم غير النافع يمكن أن يؤدي إلى الضلال.

إجابة القرآن

فرق بين العلم النافع والعلم غير النافع

تُعتبر المعرفة من أبرز القيم الإنسانية التي حثّ عليها القرآن الكريم، حيث تعكس هذه القيم الضرورة الملحة للعلم في جميع جوانب الحياة. تتجلى أهمية المعرفة في تعزيز الفرد والمجتمع، فهي ليست مجرد مجموعة من المعلومات، بل تُعتبر عنصرًا أساسيًا في تشكيل الشخصية الإنسانية والثقافة المجتمعية. إنّ العلم الذي ينفع الناس ويسهم في تطورهم هو العلم الذي يسعى إلى بناء مجتمع قائم على الأخلاق والقيم الإنسانية، بينما العلم الذي لا يقدم فائدة قد يؤدي بالإنسان إلى الضلال والانحراف. في القرآن الكريم، نجد أن هناك دعوات متعددة للتوجه نحو العلم، وهذا يظهر بصورة جلية من خلال الآيات القرآنية التي تشدد على أهمية التعلم والتفكّر. فعلى سبيل المثال، يقول الله تعالى في سورة الجاثية، الآية 23: "أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ". تشير هذه الآية إلى خطورة استخدام المعرفة بطرق غير شرعية، حيث يمكن أن تتسبب في انحراف الإنسان عن الطريق المستقيم إذا اتبع هوى نفسه. على الجانب الآخر، نجد في سورة المؤمنون، الآية 14 إشارة مهمة إلى العلم النافع وأثره العميق: "ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ مکینٍ". هنا، يُبرز النص الرباني أن العلم الذي يؤتي ثماره يكمن في الخلق والإيجاد وفي بداية الحياة وما بعدها، مما يُشدد على ضرورة الفهم العميق للنفس البشرية وأهمية الاعتناء بالعقل. كما تُظهر المحطات القرآنية أن العلم النافع يجب أن يكون في خدمة الإنسانية. وبهذا الشكل، يُعزّز القيم النبيلة ويرتقي بالمجتمعات إلى مستويات أعلى. فلا يمكن اعتبار العلم مجرد وسيلة للحصول على ترتيبٍ اجتماعي أو اقتصادي، بل يجب أن يكون وسيلة لبناء الشخصيات وتعزيز الإرادة والإيمان. تتطلب المجتمعات من الأجيال الجديدة أن تتعلم مبادئ المعرفة الصحيحة، وذلك عبر تعليم قائم على أسس راسخة. إن التعليم بلا توجيه قد يفضي إلى الانزلاق نحو الأفكار الضالة أو الضلال الفكري، ولذلك يجب أن يكون نظام التعليم مُهذبًا وقائمًا على مفاهيم واضحة. ولقد أوضح القرآن أهمية النية السليمة في طلب العلم، حيث يُعبر عن أن كل ما يُكتسب يجب أن يكون في صراع مع الجهل والضلال. عند النظر إلى العصور الحديثة، نجد أن التقدم التكنولوجي قد وفّر إمكانيات هائلة لدخول المعلومات إلى مجتمعاتنا بصورة غير مسبوقة. ولكن مع تزايد هذه المعلومات، تزداد المسؤولية في كيفية الاختيار. ليست كل المعلومات التي نتلقى حولنا تُعتبر علمًا نافعا، بل ينبغي أن نمارس النقد والتحليل لتفادي الانزلاق إلى معلومات غير موثوقة. لذا، الإجتهاد في تمحيص النقد وتحليل المعلومات أصبح جزءًا لا يتجزأ من شخصية الفرد المتعلم. العلم النافع يمنح القوة للفرد، فبفضل تلك المعرفة، يستطيع الفرد أن يحلل ما حوله، يتفكر في الظواهر المحيطة به، ويختار الطريق الصحيح لحياته. إن تعزيز الفهم الدقيق يساعد الأفراد على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين، وهي نقطة انطلاق لأي مجتمع ناجح. لذا، يجب أن نركز على تعليم الشباب طرق التفكير التحليلي والنقدي وزيادة القدرة على فهم الذات والمجتمع. في النهاية، يمكننا القول بأن العلم والمعرفة في القرآن الكريم يُعدان بمثابة نور يهدي الإنسان نحو دروب الحق. إن تحمل المسؤولية لاكتساب المعرفة الصحيحة يُعتبر واجبًا يتعين على كل فرد القيام به، وعلينا أن نستمر في ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار الأخلاق والمبادئ السليمة. إن المعرفة والوعي هما الأساس لبناء مجتمع قوي وسلمي يدعونا جميعاً إلى الخير والعطاء، لذا فلنسعى دائما لأن يكون علمنا في خدمة الآخرين وبالقرب من خالقنا، فإذا كانت معرفتنا هي سبيل خدمة الإنسانية، فإننا نستطيع معًا بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

في يوم من الأيام ، قرر علي ، شاب مليء بالشغف ومحبي للمعرفة ، القيام برحلة إلى أراضي المعرفة. أراد أن يفهم ما هي المعرفة التي ستفيد له وتعطي معنى لحياته. خلال هذه الرحلة ، تحدث مع العديد من العلماء. وقال له أحد العلماء: "العلم النافع هو الذي يقربك من الله ويهدئ قلبك وروحك." بعد هذه الرحلة ، اكتسب علي فهمًا أفضل للمعرفة وقرر أن يتعلم ما سينفعه ليس فقط بل الآخرين أيضًا.

الأسئلة ذات الصلة