نعم ، الله يرى أسف الناس على أفعالهم السيئة ونقص إيمانهم.
في القرآن الكريم، يمثّل موضوع الندم والأسف أحد الأبعاد الروحية العميقة التي يتم تناولها في العديد من الآيات. إن الندم لا يعكس فقط شعور الإنسان بالأسف على أفعاله، بل يعد تجسيدًا للوعي الروحي الذي يتطلب من الإنسان إعادة النظر في سلوكه واستجابته لأوامر الله سبحانه وتعالى. وفي هذا السياق، يبرز دور الآيات القرآنية في توضيح هذا المفهوم الهام. أحد الآيات اللافتة الذي تتناول هذا الموضوع هي آية 37 من سورة المؤمنون، حيث يقول الله تعالى: "سوف يندم الناس يوم القيامة بسبب عدم إيمانهم بالله وأعمالهم السيئة". تعكس هذه الآية حقيقة أن الندم سيكون تجربة جماعية يوم القيامة، حيث يتحسر الناس على ما فاتهم من حسنات وعلى إهمالهم لواجباتهم الدينية. ينبع هذا الندم أساسًا من إهمال ذكر الله وتجاهل أوامره. فالإنسان الذي يعيش بعيدًا عن ذكر الله واتباع تعاليمه هو بالضرورة عرضة للشعور بالندم في الآخرة. إن الندم هنا ليس فقط شعورًا سطحيًا بل هو شعور عميق يستحق التفاعل معه بشكل إيجابي من قبل الإنسان. وفي سورة الزمر، تأتي الآية 56 لتوضح جوانب أخرى من الندم، حيث قال تعالى: "لئلا يقول أحد: يا ليتني كنت مع الرسل". في هذه الآية، يعبّر الله عن مشاعر الندم التي تصاحب الغفلة عن الحق وابتعاد الإنسان عن الجادة المستقيمة. إن الندم هنا ينشأ عن عدم وجود صلة وثيقة مع الله والفشل في الدين، مما يترتب عليه إحساس بالخسارة العميقة. عندما نتأمل في هذه الآيات، نجد أن الندم لا يتوقف عند حدود التجربة الإنسانية فحسب، بل يتجاوز ذلك ليكون دعوة للعمل والتغيير. يذكر الله عباده في مواضع أخرى في القرآن أنه بالرغم من معرفته بحالهم، يتعين عليهم أن يتخذوا خطوات نحو الحقيقة والارتباط الروحي. إن الله تعالى يرحم التائبين ويوفر لهم بركاته، مما يجعل الندم ليس نهاية المطاف بل بداية جديدة. ففي الواقع، يمثل الندم علامة على وعي الإنسان وإدراكه لخطاياه، مما يمكن أن يقود إلى التوبة والعودة إلى الله. علاوة على ذلك، نجد في الكتاب الكريم العديد من الآيات التي تبرز كيف يمكن للإنسان أن يستفيد من الندم والتحسر على ما فاته. فالندم قد يؤدي إلى تغييرات إيجابية في أوضاعهم من خلال الالتزام بأوامر الله. وعلى الرغم من أن الندم يرتبط في كثير من الأحيان بالشعور السلبي، إلا أنه يمكن أن يكون دافعًا قويًا للإصلاح الذاتي والتوبة. فالإنسان الذي يعاني من الندم على معاصيه هو أكثر عرضة للعودة إلى الله واستغفاره. لذلك، يمكننا أن نستنتج أن موضوع الندم والأسف في القرآن الكريم يتجاوز مجرد كونه شعورًا إنسانيًا، بل هو دعوة دائمة إلى العودة إلى الصواب والتقرب إلى الله. كما أنه يشير إلى حقيقة أن الرب الرحيم يفتح أبواب التوبة لكل عباده، مما يمنحهم فرصة للبدء من جديد. في الختام، يمكن القول أن الندم أداة فعّالة في حياة المؤمن، حيث يوفر له فرصة للتفكر والتغيير والانصراف إلى الله. إن الحكمة من وراء تناول موضوع الندم في القرآن الكريم تكمن في تعليم الإنسان أن يكون واعيًا لأفعاله وأثرها عليه وعلى الأخرى، وأن يسعى دائمًا إلى مراجعة سلوكه واستدراك ما فات. وهكذا، فإن الندم، كما هو موضح في آيات القرآن، يمكن أن يكون سببًا لتجديد الإيمان والشعور بالطمأنينة والأمان مع الله. إن حمل الإنسان لندمه والاعتراف بخطاياه سيفتح له آفاقًا جديدة في حياته الروحية، مما يدفعه نحو إدراك أعمق لمفهوم الإيمان والتقوى.
في يوم من الأيام ، قرر رجل يُدعى علي أن يتقدم في حياته بالخيرات. تذكر آيات القرآن وفكر في كيفية الاستفادة القصوى من حياته. كل يوم ، حاول الاقتراب من الله من خلال الدعاء والأعمال الصالحة. أدرك علي أن ندم الناس في عالم اليوم ينبع من بعدهم عن الله ونسيان آياته. شعر أنه قد وجد غذاءً لروحه وقلل من الندم والأحزان بمحبته ولطفه تجاه الله والإنسانية.