يمكن أن يؤدي العمل الزائد إلى نسيان الله وبالتالي إضعاف الإيمان. يجب على الأفراد تحقيق التوازن بين العمل والعبادة.
في القرآن الكريم، يتضح أن العبادة وذكر الله لها أهمية كبيرة في حياة المؤمن. واعلم أن الحياة اليومية قد تأخذ الناس بعيدًا عن الله، حيث ينغمس الأفراد في مشاغلهم، مما قد يجعلهم يغفلون عن عبادتهم وذكر الله. يؤكد الله، من خلال آياته، على ضرورة تذكره في كل لحظة من حياتنا. على سبيل المثال، في سورة المؤمنون، يقول الله تعالى: "ألم تحسبوا أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون؟" (المؤمنون: 115). هذا السؤال البلاغي من الله يحمل دلالة عميقة، حيث يذكرنا بتفاهة الانغماس في الأمور الدنيوية، ويدعو الناس للتفكر ومراجعة أهدافهم الحياتية. فكل إنسان مدعو ليجعل ذكر الله أولوية في حياته، خاصة في ظل المشاغل التي قد تؤثر سلبا على إيمانه. في سياق مماثل، في سورة الجاثية، تبرز آية أخرى تشير إلى عواقب اتخاذ الأهواء آلهة من دون الله، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: "ألم تر إلى الذين اتخذوا آلهتهم أهواءهم من دون الله؟" (الجاثية: 23). هذه الآية تدل على كيف أن الانغماس في الأهواء والمشاغل قد يحول الإنسان عن ذكر الله، ويجعله ينسى المسؤوليات التي يجب عليه الالتزام بها تجاه ربه. إن الشغل الزائد عن الحد يُعد من أبرز المشاكل التي قد تواجه الأفراد في مسيرتهم الإيمانية. فالتعلق بالأعمال الدنيوية بشكل مفرط قد يجعل الإنسان يغفل عن دينه وواجباته. فقد ينسى التوجه للصلاة والذكر والعبادة بسبب مشاغل العمل، مما يؤثر على إيمانه بشكل ملحوظ. كما أنه من الضروري أن يُوازن الشخص بين عمله وعبادته. فبالإضافة إلى العبادات المفروضة مثل الصلاة والصوم، يحتاج المؤمن إلى أن يأخذ بعين الاعتبار أن كل عمل يقوم به يمكن أن يتحول إلى عبادة إذا وُضع فيه النية الصادقة للإقتراب من الله. فكما يقول الله تعالى في سورة البقرة: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" (البقرة: 2). فذكر الله يؤدي إلى طمأنينة القلب ويعزز الإيمان، وهو النور الذي يهدي الإنسان في ظلمات الحياة. إن الاعتماد على العمل كوسيلة للتقرب إلى الله هو أمر نبيل. فالعمل في حد ذاته ليس مذمومًا إذا كان بنية صادقة. ومع ذلك، من المهم أن نستحضر في قلوبنا واجباتنا الدينية وأن نبقي ذكر الله في كل مساعينا. يجب على المؤمن أن يحافظ على استحضار الله في قلبه وعقله، سواء كان في العمل أو في حياته اليومية. وفي خضم هذه المشاغل وصراعات الحياة، يأتي دور المجتمع والأسرة في دعم الأفراد لترسيخ هذه القيم. فالتذكير بآيات الله وحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتعليم الأجيال الجديدة أهمية العبادة وذكر الله، يمكن أن يسهم في تقوية الإيمان. علاوة على ذلك، يمكننا أن نرى من خلال السيرة النبوية كيف كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان مشغولًا بمسؤولياته في نشر الإسلام، يعطى الأولوية لذكر الله، سواء من خلال الصلاة أو تلاوة القرآن. فعلى الرغم من مشاغله الجسيمة، كان دائمًا يعود إلى الله ويستغفر له. وهذا يشكل نموذجًا يحتذى به لكافة المسلمين اليوم. يمكن للخلاصة أن تكون أن الحياة تحتاج إلى توازن. فإغراق النفس بالعمل أو الشهوات قد يقود إلى غفلة عن عبادة الله، مما يؤدي إلى تراجع الإيمان. لذا، من الضروري على كل فرد أن يخصص وقتًا يوميًا للتواصل مع الله، سواء من خلال الصلاة أو القراءة أو التأمل، ويدرك أن كل عمل يمكن أن يكون عبادة إذا كانت نية المؤمن صادقة وقلبه متعلق بالله. وأخيرًا، نذكّر أنفسنا بآية التحفيز الدائمة: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ" (البقرة: 152)، مما يعني أن ذكر الله يتسبب في تذكيره لعبده، لذا دعونا نبدأ من الآن ونزيد من ذكر الله، تقربًا إليه ونشرًا للإيمان في قلوبنا.
في يوم من الأيام ، أثناء عمله ، تذكر أمير آيات القرآن. أدرك أنه أصبح غارقًا في العمل لدرجة أنه نسي الله. بعد ذلك ، قرر أن يولي اهتمامًا أكبر للصلاة وذكر الله ، مما منحه شعورًا أكبر بالسلام وزاد من إيمانه.