الله يهدئ القلوب القلقة بذكره والاعتماد عليه ، ولا يكلف نفسًا إلا وسعها.
في القرآن الكريم، يؤكد الله سبحانه وتعالى على قوته في تهدئة القلوب المضطربة في مواضع عدة. فالكثير من الآيات تشير إلى أهمية الصبر والتوكل على الله كأفضل السبل لتحقيق السلام الداخلي. وفي سورة الرعد، آية (28) يقول الله تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ". هذه الآية توضح بجلاء أن ذكر الله عز وجل هو المصدر الأساسي لراحة القلب وطمأنينته. فكلّما استشعر الإنسان القلق والتوتر، عليه أن يتوجه بذكراه إلى الله، ليجد في ذكره عزاءً وهدوءاً. كما نجد في سورة البقرة، آية (286) حيث يقول الله تعالى: "اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا". بمعنى أنه سبحانه وتعالى لا يكلف نفسًا إلا بما في وسعها. فهذا يبعث برسالة أمل في قلوب المؤمنين، حيث يذكرهم أن الله يعرف مقدار طاقتهم وما يمكنهم تحمله، وبالتالي يجب على الإنسان ألا يفقد الأمل في الظروف الصعبة، لأن الله القادر على كل شيء معه. في هذه الآية، نجد دعوة للتوكل على الله والاطمئنان إلى قدرته وعلمه. وفي سورة الزمر، آية (53) يقول الله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنتُمُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۖ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ". هذا النص القرآني يدل على أن الله قد بسط رحمته ومغفرته لجميع عباده، وأن الخيرات في هذه الدنيا والآخرة وفيرة لمن يحسنون الأعمال. كما أن الصبر ليس فقط سبباً لتحقيق السكون النفسي، بل يعد أيضاً وسيلة لتلقي الأجر العظيم من الله بلا حساب. ومن الجدير بالذكر أن موضوع التوكل على الله يأتي مكملاً لمفهوم الصبر. فالتوكل يعني الثقة في الله، والتفويض إليه، والشعور بأن الله هو المدبّر لأمور الكون، وأنه على العبد التحرك بأسباب الحياة مع الالتجاء إلى الله في كل صغيرة وكبيرة. لذلك، فإن مزج الصبر بالتوكل يؤدي إلى إيجاد حالة من التوازن النفسي، مما يحث النفس على الصبر والتحمل في وجه الصعوبات. إضافة إلى ذلك، نجد في القرآن الكريم أمثلة عديدة لأشخاص واجهوا تحديات جسيمة، لكنهم لم يفقدوا بصيرتهم ولم يسمحوا للقلق أن يستحوذ عليهم، بل تعاملوا مع الظروف بأمل وصبر. على سبيل المثال، قصة النبي أيوب عليه السلام، الذي ابتلي ببلاء عظيم، لكنه استمر في الدعاء والصبر حتى جاء الفرج. لذا، ينبغي على المؤمنين أن يعوا أهمية الصبر والتوكل على الله في حياتهم اليومية. إن التهيئة النفسية لمواجهة المصاعب والالتزام بالذكر والتفكر في آيات الله وسنته من الأمور الأساسية لتحقيق الرضا والسلام الداخلي. فكلما قوي إيمان الإنسان بتدبير الله، كلما توافرت له السكينة والثقة بالنفس. وبهذا، يمكن أن نستشف من آيات القرآن الكريم أن ذكر الله يحُدّ من القلق ويجلب الراحة، وأن الصبر هو مفتاح الفرج والأجر العظيم. إن البحث عن الطمأنينة في الله يجب أن يكون الأساس الذي يبني عليه المؤمن دعائمه النفسية. لذا، لنحاول أن نتذكر دوماً أن في ذكر الله حلاً لكل الألم، وأن الصبر والتوكل هو الطريق لنيل الآمال والنجاحات. في الخاتمة، تعتبر الآيات التي تناولناها دعوة لتنمية الوعي الروحي في أوقات القلق والتوتر، حيث يشدد القرآن الكريم على أهمية العلاقة بين العباد وربهم. فالصبر والتوكل هما رفيقان أساسيان في طريق المؤمن نحو الرضا والسعادة. والنجاح في مواجهة تحديات الحياة يتطلب إدراكاً حقيقياً لمكانة الله في حياة كل فرد، فالاعتماد عليه والتوجه إليه بأدعية الصبر والسكينة هي خطوات بسيطة لكنها عميقة الأثر في حياة كل مؤمن. وشكراً.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل يشعر بالقلق والقلق بشأن مستقبله ، وفتح كتابًا وقرأ آيات من القرآن. فجأة، واجه الآية من الرعد 28 ، التي علمته أنه فقط من خلال ذكر الله يمكنه استعادة السلام إلى قلبه. قرر التركيز أكثر على ذكر الله والسعي في الصلاة والعبادة. مع مرور الوقت ، شعر بمزيد من السلام وتمكن من نظر إلى مشاكله من منظور إيجابي والحفاظ على أمله.