يحب الله العبيد الآثمين إذا عادوا وتابوا ، ممتداً الرحمة الخاصة نحوهم.
في القرآن الكريم، تُعتبر محبة الله لعباده من المفاهيم الأساسية التي تعكس عمق العلاقة بين الخالق وخلقه. إن مفهوم الحب في الإسلام ليس مجرد إحساس عاطفي بل هو دلالة على الرحمة والرحمة التي يغدقها الله على عباده، وهو ما يتماشى مع صفاته العظيمة. فقد أثبت الله في مواضع عديدة في كتابه الكريم، أنه يحب عباده، خاصة أولئك الذين يتوبون ويعودون إلى طريق الحق والاستقامة. لذا، فإن هذا الموضوع يستحق التعمق في فهمه، حيث يُظهر كيفية تحقيق الرضى الإلهي من خلال التوبة والأعمال الصالحة. أحد الآيات البارزة التي تتحدث عن محبة الله وعطفه على عباده تأتي في سورة البقرة، في الآية 222، حيث يقول الله تعالى: "واتقوا الله إن الله تواب رحيم". هذه الآية تحمل في طياتها دعوة واضحة للتقوى والرجوع. إن عبارة "تُوَاب" تشير إلى أن الله يقبل التوبة من عباده المذنبين، وهذا يُظهر سعة رحمة الله ولطفه، فقد شهد القرآن الكريم على أن التوبة هي إحدى أبواب الرحمة التي يُفتح لمن يسعى إليها بصدق وإخلاص. إن الله لا يصف نفسه فقط بأنه تواب، بل يصف نفسه أيضًا بأنه رحيم، مما يعني أن الله لديه عطف خاص تجاه الذين يخطئون ويبحثون عن طريق الخلاص. وعلاوة على ذلك، تبرز سورة المائدة الآية 54 أهمية التوبة والرجوع إلى الله حيث يُشير الله إلى أنه ولي الذين آمنوا ويتركون الذنوب، وهذا يسلط الضوء على أن المحبة الإلهية مشروطة بالإيمان والابتعاد عن المعاصي. هذا المفهوم يؤكد على أهمية الثنائية بين عمل الإنسان وما يستحقه من جزاء من الله. إذا عاد المذنبون إلى الله وندموا على ما فعلوا وتابوا بصدق، فإن حب الله سيشملهم ورحمته ستكون لهم وُكْنَاً. لكن يتعين علينا الانتباه إلى أن المحبة الإلهية ليست مجرد هبة بلا قيود. فهي تأتي مع شرط التعبّد والطاعة لأوامر الله والابتعاد عن ما نهى عنه. فالله يحب العبيد الذين يسعون لأداء الأعمال الصالحة، ويجعلون من العبادة وسيلة للتقرب له. لذا، فإن المحبة الإلهية تتطلب منا كعباد أن نتفاعل معها من خلال تطوير علاقتنا مع الله عبر الطاعات والتغمير في الأعمال الحسنة. إن محبة الله تعكس الطبيعة الفطرية للإنسان نحو الله، وقد أوجد الله تعالى علاقة محبة متنوعة مع عباده. إن الله لا ينظر إلى القلوب فقط بل ينظر إلى الأعمال، ولذا فهو يطلب من عباده أن يحرصوا على الطهارة والنقاء في أفئدتهم وأعمالهم. وقد أعد الله العديد من السبل التي تساعد عباده على التوبة، وهذا يعكس كرمه ورحمته. من الأمور المهمة التي يجب أن نفهمها عن محبة الله أن التوبة ليست مجرد خطوات ثانوية يقوم بها العبد، بل هي تحوّل حقيقي في القلب. التوبة تعني العودة إلى الله بصدق وإخلاص، وتغيير التصرفات السيئة، والسعي للأفضل. ويجب على الإنسان بعد التوبة أن يسعى جاهدًا لتحقيق الأعمال الصالحة، فيا ربّ، اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. إن الله تعالى يمنح عباده الفرصة دائما لإصلاح أنفسهم وهو ما يُبرز صفاته العظيمة. إن التوبة تُعتبر فسحة من دوائر الحياة، حيث يُشرع الله الباب لعباده العائدين إلى الرشد، وكيفية التغلب على الأهواء والشهوات التي قد تعصف بهم. إن متابعة الإنسان لذكر الله واستحضار صفاته الجميلة يعينهم على الاستقامة والثبات. أخيرًا، فإن محبة الله لعباده ليست محصورة فقط في أولئك الذين لم يذنبوا، بل تشمل أيضًا الذين انحرفوا ثم عادوا بنية صادقة. لذا، يجب أن نتذكر دائمًا أن التوبة صعبة ولكنها ممكنة، ومن خلالها يمكن للعبد أن يعيد علاقته الوطيدة بالله. يجب أن نسعى للمداومة على التوبة، والرجوع إلى الله دائماً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الرحلة الروحية تتطلب الصبر والإصرار. وحب الله هو خير هدية يمكن أن يُنالها الإنسان، وعلينا أن نحفظ ما منحنا الله ونستثمره في أعمالنا. بالتالي، فإن العلاقة بين الله وعباده ترتكز على فكرة الحب والتوبة، وما أحوجنا إلى فهم ذلك والسعي لتحقيقه في حياتنا اليومية. فمحبة الله هي كنز لا يضاهيه شيء، ونظراً لعظمتها، يجب أن نعمل على تحقيقها من خلال الأفعال الصالحة والتوبة الدائمة. في النهاية، يجعل الله من محبته للمؤمنين قوة تدفعهم للسير في طريق الحق، وتجعلهم دائماً يتطلعون إلى القرب من خالقهم.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل يُدعى حسن يمر بأوقات صعبة. شعر بالابتعاد عن الله وغطته الحزن. تذكر آيات القرآن وقرر التوبة والعودة إلى الله. رفع يديه إلى السماء وسأل الله المغفرة. في اللحظة التي عبر فيها عن نيته النقية والصادقة ، شعر بسلام غريب في قلبه. شعر أن الله قد اقترب منه وأحبه.