نعم ، الله يهتم بدموع البشر ويرى مشاعرهم.
إن الحياة الإنسانية مليئة بالتجارب العاطفية المتنوعة، حيث يواجه الناس مشاعر مختلفة تتراوح بين الفرح والحزن، البكاء والضحك، القوة والضعف. في هذا السياق، يلعب القرآن الكريم دورًا هامًا في توضيح كيفية تعامل الإنسان مع مشاعره وكيفية استجابته لظروف الحياة المختلفة. يتناول القرآن الكريم العديد من الحالات العاطفية للإنسان، ولعل من أبرزها مشاعر البكاء والحزن، التي تبرز في العديد من الآيات القرآنية العميقة والمعبرة. تعتبر سورة البقرة، الآية 286، من الآيات المهمة التي توضح علم الله بحالات الناس العاطفية والقدرات الفردية لكل إنسان، حيث ورد فيها: 'لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها'. هذا النص القرآني يرسخ فكرة أن الله يمتحن عباده بقدر طاقتهم، وأنه على علم بما يختلج في صدورهم من مشاعر وأحاسيس. وبالتالي، يمكن أن نتفهم من خلال هذه الآية أن الله يراقبنا ويعرف أبعاد مشاعرنا، مما يمنحنا الثقة والراحة في أوقات الأزمات. إن مشاعر الحزن والبكاء تعتبر من أعمق التجارب الإنسانية، فقد يشعر الإنسان أحيانًا بأنه في دوامة من الألم والعذاب، لكن، عندما نتوجه إلى الله طالبين رحمته، نجد أن تلك المشاعر تتحول إلى وسيلة للتواصل الروحي بين الإنسان وخالق الكون. ففي هذا الإطار، تبرز الآية 61 من سورة الأنعام، التي تنص على: 'وهو القائم على كل نفس'. هذه الآية تعكس مدى اهتمام الله بعباده وبكل أحوالهم، وأنه ليس فقط خالقهم بل أيضًا حافظهم ومراقب لمشاعرهم. إن البكاء في الإسلام ليس علامة على الضعف، بل هو وسيلة تعبير عن الحزن والضيق، وهو أحيانًا علامة على الندم والرغبة في الاستغفار. إن دموع الإنسان تمثل لغة خاصة للتواصل مع الله، حيث تعكس الحاجة الماسة إلى رحمته وعفوه. عندما يبكي الإنسان، فهو يعبر عن شعور داخلي عميق، ويظهر من خلال دموعه كيف أن قلبه يعتصره الحزن والألم. وفي نفس السياق، نجد في سورة المؤمنون، الآية 118، دعاء يتجلى فيه التوجه إلى الله: 'وقل رب ادخلهُم مدخل صدقٍ وأخرجهم مخرج صدقٍ'. تتسم هذه الآية بجمالها في أنها تدعو الناس للرجوع إلى الله في أوقات الصعوبات وطوال فترة الحزن. إن الرغبة في طلب الرحمة والمغفرة من الله تتركز في قلب المؤمن، ويزداد هذا الإحساس في أوقات الابتلاء؛ مما يجعل العلاقة بين العبد وربه أكثر عمقًا. فعندما نرفع أيدينا للدعاء، فإننا نفتح قلوبنا لنوروحنا وتوجهنا إلى الله، طالبين العون والمساعدة. إن انشغال الله بمشاعر عباده يعكس صورته الرحيمة والحنونة. يتضح في كثير من الأحيان أن الإنسان قد يتعرض لصعوبات في حياته، وقد يشعر بالإحباط والعزلة. لكن يجب أن نتذكر أن البكاء والحزن هما جزء من التجربة الإنسانية، وفي ذات الوقت، فإن الله يراقبنا ويستمع إلينا. لذلك، عندما تخرج الدموع من عينيك، تذكر أن تلك الدموع هي رسالة صادقة إلى الله، تعبر عن احتياجك ورغبتك في التقرب إليه. يتعلم الإنسان من القرآن أن الفترات الصعبة والفترات التي يتعرض فيها للحزن ليست سوى تجارب. وكما ورد في العديد من النصوص الدينية، فإن المصائب قضاء وقدر، لكن يجب على الإنسان أن يستفيد من هذه التجارب لتعزيز إيمانه. إن على المؤمن أن يستدرك تلك اللحظات الحزينة للدعاء والتضرع إلى الله، طالبًا رحمته وعونه. في هذا الإطار، فإن حالة الحزن يمكن أن تكون جسرًا للتواصل الروحي مع الله، حيث يفتح القلب لاستقبال الرحمة. باختصار، إن القرآن الكريم يقدم العديد من الدروس حول كيفية التعامل مع المشاعر الإنسانية مثل الحزن والبكاء. يعزز في قلوب المؤمنين الفكرة بأن الله رحيم وعليم بكل ما يمر به عباده من مشاعر، وأن التوجه إليه في أوقات الشدة هو أفضل وسيلة للتغلب على الصعوبات والمحن. دموع الإنسان، إذًا، ليست مجرد علامات للتعبير عن الحزن بل هي أيضًا رموزٌ للتواضع والعبودية، وهي تعكس مدى حاجتنا إلى الله ورغبتنا في نيل رحمته. يُحث المسلمون على التواصل مع الله في أوقات الشدة عبر الدعاء والصلاة، ليختبروا قُربهم من الله ويستشعروا رحمته وحنانه عليهم.
في يوم من الأيام ، كان رجل يصلي ويطلب مساعدة الله. كان يبكي ويعبر عن ألمه وحزنه من قلبه. في تلك اللحظة ، شعر بشعور من الراحة والعزاء قادماً من الله. أدرك أن الله كان يستمع بألفة وصادق إلى ألمه ، وفي تلك اللحظة الرائعة ، عاش شعوراً عميقاً من السلام.