تعمل اللغة كأداة للتواصل والتعرف ، ويعد الحفاظ عليها أمرًا ضروريًا للهوية الثقافية.
إنّ اللغة تمثل أحد أعمق أدوات التواصل بين البشر، فمع تنوع الثقافات واللغات، تُعتبر اللغة العربية واحدة من أسمى وأجمل اللغات التي يُمكن أن تعبر عن مشاعر وأفكار الناس. إن اللغة ليست مجرّد وسيلة للتعبير، بل تُعبر عن العالم الداخلي لكل فرد وعن التاريخ الغني لكل أمة. من المعروف أن للغة دورًا بارزًا في تشكيل الهوية الثقافية وتعزيز الانتماء. وفي هذا السياق، نجد أن القرآن الكريم يُسلط الضوء على أهمية اللغة في تكوين العلاقات الإنسانية والتواصل بين الأفراد، مُعبرًا عن هذا في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُم شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" (سورة الحجرات، آية 13). هذه الآية تشير بوضوح إلى أنّ التنوع البشري واللغة هما أساس التعارف بين الأمم والشعوب. تعتبر اللغة أيضًا كوسيلة لنقل المعرفة والأفكار. فهي تُبرز كيفية تفكير الأفراد وتفاعلهم مع محيطهم. بفضل اللغة، يمكن للأجيال الحالية أن تتواصل مع الأجيال السابقة، مما يجعلها جسرًا زمنيًا بين الماضي والحاضر. فعندما نتحدث، نحن نشارك ليس فقط الأفكار، بل أيضًا النوايا والمشاعر. كما تُظهر سورة لقمان، الآية 19: "وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ"، حيث تُبرز أهمية الكلام وضرورة استخدامه بحكمة وكياسة لبناء العلاقات السليمة بين الأفراد. يُعتبر الحفاظ على اللغة جزءًا لا يتجزأ من الحفاظ على الهوية الثقافية. فاللغة تحتفظ بتاريخ الأمم وتجسد قيمها وتقاليدها، ولذا فإن فقدان اللغة يعني فقدان هوية المجتمع وثقافته. وفقًا لسورة البقرة، الآية 31: "وَعلَّمَ آدَمَ الأَسماءَ كُلَّهَا"، يتجلى دور اللغة كوسيلة للتعليم والتواصل، مما يُعزز من قدرتنا على التفاعل وفهم بعضنا بعضًا. إن اللغة ليست مجرد كلمات تُنطق، بل هي جسر يصل بين الأفراد والثقافات. اللغة تعكس نمط حياة كل أمة، عاداتها وتقاليدها، وتعبر عن مشاعرها وآمالها وطموحاتها. في زماننا الحاضر، ومع تزايد العولمة والانفتاح الثقافي، تبرز التحديات التي تواجه اللغات المختلفة، إذ تزداد ظاهرة الغزو الثقافي. فأصبح للتكنولوجيا دورٌ كبيرٌ في تشكيل طريقة التواصل بين الناس. في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح استخدام لغات متعددة أمرًا يسيرًا. تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي سلاحًا ذا حدين؛ فهي تسمح لنا بالتواصل مع أشخاص من ثقافات متعددة، ولكن قد تؤدي أيضًا إلى تآكل بعض اللغات، خاصةً اللغات الأقل استخدامًا. لذلك، يجب أن نعي أهمية الحفاظ على لغتنا الأم، والتي تُعتبر رمزًا لهويتنا الثقافية. لذا، يكون من الضروري أن تلعب المؤسسات التعليمية والإعلامية دورًا فعّالًا في تعزيز استخدام اللغة العربية. يجب أن تعمل المدارس والجامعات على تطوير برامج تُسهم في الحفاظ على الثراء اللغوي والتنوع الثقافي. نحن بحاجة إلى مبادرات تدعم القراءة والكتابة باللغة العربية، وهي مهارات أساسية لنقل التراث الثقافي وتعزيز الهوية. إنّ اللغة تُعبر عن عمق المشاعر الإنسانية وتستطيع التأثير على العقول والقلوب. يمكن القول إنّ اللغة هي أكثر من مجرد وسيلة للتواصل، بل هي أداة تُسهم في تشكيل الهوية وتعبر عن الثقافة بشكل شامل. في نهاية المطاف، يتعين علينا كأفراد ومجتمعات أن نعتز بلغتنا، ونعمل بجد للحفاظ عليها وتعزيزها، خاصةً في ظل التحديات المعاصرة. إن تعزيز استخدام اللغة العربية هو مسؤولية جماعية وسياق ضروري لضمان استمرار التواصل بين الأجيال وفهم تأريخنا الثقافي والديني، مما يعكس أهمية اللغة في حياة كل فرد. إن اللغة تعتبر أداة حيوية تُمكن الشعوب من التعبير عن أنفسهم، وتحافظ على تاريخهم وثقافتهم. إن أهمية اللغة العربية لا تقتصر على كونها وسيلة للتواصل، بل تتجاوز ذلك لتكون هوية قائمة وقيمة حقيقية للمجتمعات. ومن الضروري أن نعمل جميعًا على تعزيز استخدامها والمحافظة عليها في زمن السرعة والتغيرات السريعة. نحن مدعوون لنكون حُماة للغتنا، ولا بدّ من نشر الوعي حول ضرورة تعلمها والتفاعل بها في حياتنا اليومية، مهما كانت التحديات التي قد نواجهها. إننا نؤمن بأن اللغة، كأداة للتواصل، ستظل قادرة على جعله أكثر سلاسة وفعالية، وهذا يستلزم منا تعزيز الجهود للحفاظ على الثراء اللغوي كجزء لا يتجزأ من هويتنا الثقافية.
في أحد الأيام ، كان هناك صبي يُدعى أمير يدرس القرآن. أدرك أن اللغة تتلقى أهمية كبيرة كوسيلة للتواصل في القرآن. قرر أمير أن يحافظ على لغته الأم ويصونها. من خلال المناقشات المضيئة والنصائح مع أسرته ، اكتشف أمير هويته وفهم أنه يجب عليه الحفاظ على لغته في حياته اليومية.