القرآن الكريم يعطي قيمة كبيرة للعلم ويعتبره وسيلة للتقرب إلى الله.
لقد أعطى القرآن الكريم دائمًا قيمة عالية للمعرفة والعلم، وقد كان ذلك جزءًا أساسيًا من دعوته إلى الإنسانية. يُعد القرآن مصدرًا لا يُحصى من المعرفة والحكمة، ويظهر ذلك بوضوح من خلال العديد من الآيات التي تدعو إلى التفكر والتأمل والبحث عن العلم. في سورة العلق، يُخاطب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويقال له: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ"، وهذه الآية هي الأولى التي نزلت على النبي، وتُظهر أهمية القراءة، والتي تُعتبر أساس التعليم. فهذه الدعوة الأولى من الله تعالى للنبي تدل على نشر العلم والمعرفة كقاعدة أساسية لبناء أمة مثقفة. العلم في القرآن ليس مقتصرًا فقط على الأمور الدينية، بل يشمل أيضًا مجالات الحياة المختلفة. في سورة الزمر، الآية 9، يُشير الله إلى منزلة العابدين من العلماء بقوله: "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَتَ رَبِّهِ"، مؤكداً أن العلماء وعباد الله لهم مكانة أعلى وأفضل. إن مكانة العلماء في المجتمع تعكس قيمة التعليم والعلم، حيث إنهم هم من يقودون الأمة نحو التقدم والمعرفة. بالإضافة إلى ذلك، نجد في سورة الطلاق، الآية 12، تأكيدًا على علم الله الواسع وقدرته في الخلق، حيث يقول الله: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ". هذه الآية تُظهر أن قدرة الله وعلمه تنعكس في خلق الكون. وبالتالي، يجب على الإنسان أن يسعى لفهم هذه العظمة من خلال العلم والتعلم. العلم يساهم في تطوير الفكر النقدي لدى الأفراد، ويساعدهم على فهم الحقائق والتعاطي مع التحديات التي تواجههم في حياتهم اليومية. في سورة الجاثية، الآية 11، قال الله: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"، ويُظهر هذا أن العلم والوعي هما الصفتان اللتان تُقربان الإنسان من خشية الله. وكلما زاد علم الفرد، زادت خشيته لله، مما يعكس كيف أن العلم يُساهم في تطوير الروحانية والأخلاق لدى الأفراد. العلم في الإسلام يُعتبر رحلة مستمرة، ولا يتوقف عند حدود معينة. فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يُشجع على طلب العلم في كل الأوقات وفي جميع الميادين. وذكر في حديثه: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، مما يدل على أهمية وضع العلم كواجب ديني ووسيلة للتقرب من الله. يتوجب على المسلمين أن يسعوا لمعرفة المزيد ليس فقط من خلال قراءة القرآن والأحاديث، بل أيضًا من خلال دراسة العلوم المختلفة مثل الطب، الهندسة، العلوم الاجتماعية، وغيرها. إن التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نشهده اليوم جزء لا يتجزأ من رحلة البحث عن المعرفة التي دعا إليها القرآن. يُظهر التاريخ الإسلامي كيف أن العلماء المسلمين في العصور الذهبية حققوا إنجازات مذهلة في مجالات متعددة، وأسهموا في تحول العالم من خلال أبحاثهم واكتشافاتهم. وهذه الإرث العلمي يجب أن يُحافظ عليه ويُعزز في المجتمعات الإسلامية ليكون جسرًا نحو الغد الأفضل. في الختام، يمكن القول إن العلم يُعتبر قيمة أساسية في الحياة الإنسانية كما جاء في القرآن الكريم. فهو ليس مجرد معلومات تُكتسب، بل هو وسيلة للخلاص والنمو الشخصي في هذه الدنيا والآخرة. إن الله يُدعو جميع البشر إلى التعلم والاستزادة من المعرفة، وعلينا جميعًا أن نكون على اطلاع دائم على ما يحيط بنا من علوم وثقافات، لنكون قادرين على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل. إن استثمار الوقت والجهد في طلب العلم يُعد أفضل استثمار يُمكن أن يقوم به الأفراد من أجل أنفسهم ومن أجل مجتمعاتهم. فالجهل هو عدو الإنسان، والعلم هو السلاح الذي يُمكن أن يُنجينا من هذا العدو، ويوجهنا نحو سبل النجاح والتفوق.
كان هناك رجل يُدعى حكيم عاش شغفًا كبيرًا بالمعرفة والعلم. كان يقف في السوق ويتحدث مع الآخرين حول القضايا العلمية. ذات يوم ، اقترب منه شاب وسأله لماذا يقدّر المعرفة كثيرًا. أجاب حكيم مبتسمًا: "العلم هو ضوء يُظهر كيف ينبغي للشخص أن يعيش ، ومع المعرفة ، يمكن للمرء أن ينظر أعمق في العالم من حوله. لقد علمتني المعرفة أن الله عليم ، ومن يمتلك المعرفة يقترب منه." تأثر الشاب وقرر أن يولي مزيدًا من الاهتمام للتعلم.