يتم الحصول على الخير في هذه الدنيا والآخرة من خلال الأعمال الصالحة والصدقات ، بالإضافة إلى العلاقة مع الله التي تؤدي إلى نتائج إيجابية.
إن الخير هو جوهر الحياة الإنسانية، وهو ما يجعل الإنسان يسعى في هذه الدنيا لتحقيق ما يرضي الله سبحانه وتعالى. فالخير يتداخل مع كل جوانب الحياة، ويعكس الروح السامية للإنسان. لذا، فإن فهم مفهوم الخير بشكل عميق وأبعاده المختلفة يعد أمرًا أساسيًا لتحقيق الحياة السعيدة في الدنيا والفوز برضا الله في الآخرة. نبدأ بتسليط الضوء على أهمية الأعمال الصالحة، حيث نجد أن القرآن الكريم يشير بشكل واضح إلى أن القيام بالأعمال الصالحة لا يقتصر أثره على الدنيا فقط، بل يمتد إلى الآخرة أيضًا. فعندما نتأمل في سورة الأنعام، نجد أن الله يؤكد أن من يأتي بالسيئة لا يجزي إلا مثلها، وهذا تأكيد على أن الدوافع الجيدة والخير في الدنيا تؤدي إلى نتائج إيجابية في الآخرة. فالكثير من الناس يأملون في أن تنعكس أعمالهم الصالحة على مستقبلهم، وأن تيسر لهم طرق النجاح في الحياة. تُظهر لنا سورة البقرة أيضًا كيف أن إنفاق المال في سبيل الله يُعتبر من الأعمال الخيرية التي تؤدي إلى بركات متنوعة. حيث يقول الله: "مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سُنبُلَاتٍ". هذا الاستعارة توضح كم أن الأفعال الطيبة تثمر في حياة الإنسان، حيث يمكن أن تُعد هذه الآية تشجيعًا للمؤمنين على بذل الخيرات والصدقات، والتي ستكون لها عوائد إيجابية وفوائد عظيمة في الآخرة. ومع ذلك، لا يمكن إغفال أن السلوكيات والأفعال تعتمد أساسًا على النوايا والدوافع الكامنة وراءها. فالنية الصادقة لعمل الخير تكون هي المحرك الأساسي وراء أي فعل يتحقق. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، مما يؤكد على أهمية أن تكون نية العمل خالصة لوجه الله تعالى، وأن تتحلى بالقيم النبيلة. فعندما يسعى الإنسان للقيام بأعمال صالحة، عليه أن ينتبه إلى نيتها حتى يتمكن من تحقيق الخير الحقيقي. هناك عدة مجالات يمكن أن يتجلى فيها الخير، فمنها الأعمال الخيرية، مساعدة الفقراء والمحتاجين، نشر العلم، ورفع مستوى الوعي في المجتمع. فكل واحدة من هذه المجالات تعتبر جزءًا لا يتجزأ من مفهوم الخير. وتشجيع الآخرين على فعل الخير أيضًا من القيم الإنسانية الرفيعة، حيث أن اللين والدعوة إلى الخير تجعل حياتنا أفضل، وينمي التواصل والمودة بين الناس. نجد في سورة المؤمنون آيات تؤكد على اهتمام الله تعالى بالذين يسعون وراء الخير، وتظهر أن الإيمان والعمل الصالح يشكلان علامة على تقوى الإنسان. كذلك تدل الآيات على أن من يسعى لتحقيق الخير في حياته، فإن الله سيعطيه ما يتمنى في الدنيا، ويثيبه في الآخرة. إن المحبة والرغبة في مساعدة الآخرين تُعتبر من الدوافع الأساسية التي تشجع الأفراد على التوجه إلى الأعمال الصالحة. فعندما يَشعر الإنسان بالمودة تجاه الآخرين، يسهل عليه أن يمنحهم يد العون، ويرفع من مستوى معاناتهم. وبالتالي، يتزايد الشعور بالانتماء في المجتمع، وتعمق العلاقات بين الأفراد، مما يعمق قيم التعاون والتسامح. كذلك، يجب أن نعلم أن العلم والعمل لهما تأثير كبير في نشر الخير. فكلما زادت المعرفة، زاد إدراك الإنسان لمتطلبات مجتمعهم، وبالتالي يسعى لفعل الخير بطرق مبتكرة وفعّالة. من هنا، نجد أن التعليم والتثقيف يكملان مفهوم الخير، ويعززان من قدرة الأفراد على المساهمة بشكل إيجابي في مجتمعاتهم. وأخيرًا، ينبغي على كل إنسان أن يسعى لتحقيق الخير في حياته، والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين. فالأعمال الصالحة تساهم في بناء مجتمع صحي ومتماسك، وتنعكس بذلك على سعادة الفرد ورضا الله عنه. إن العمل وفق إرادة الله تعالى، والسعي إلى الخير، يكون بمثابة طريق نحو تحقيق التفوق في الدنيا والفوز بالآخرة. وفي الختام، فإن الله يحب الذين يعملون الخير ويدعون إلى البر، ومن يسير على هذا النهج سيجد جوائز وفيرة في النهاية، منها رضاه والنعيم في الجنة.
في أحد الأيام كان هناك شاب يُدعى عادل يفكر دائمًا في النجاح والسعادة في حياته. قرر التركيز على آيات القرآن وأحس أنه يحتاج إلى اختيار مسار صحيح يرضي الله. ذات يوم ، دخل عادل المسجد وصلى دعاءً بسيطًا: 'اللهم اهدني للخير في هذه الدنيا وارزقني في الآخرة.' ومنذ ذلك الحين بدأ يساعد الآخرين ويسير في طريق الخير. سرعان ما تغيرت حياته وبدأ يشعر بمغفرة الله في كل شأن من شؤونه.