لمقاومة الإغراءات ، يجب أن نركز على إيماننا ونستخدم الذكر والدعاء والصلاة.
إن الإنسان في الحياة اليومية يوجه نفسه لمواجهة العديد من الإغراءات والفتن التي قد تؤثر بشكل كبير على إيمانه وتجعله يتردد في اتخاذ القرارات الصحيحة. هذه الفتن قد تأتي من مصادر مختلفة، سواء كانت من النفس أو من المحيط الخارجي، وبالتالي فإن المؤمن يحتاج دائماً إلى الإرشاد الإلهي الذي يساعده على التمسك بدينه والارتقاء بإيمانه. في هذا الإطار، يُعتبر القرآن الكريم المصدر الأساسي الذي يقدم للمؤمنين الدروس والقيم التي من شأنها مساعدتهم في مواجهة الفتن وإغراءات الشيطان. فقد حذر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز من مكر الشيطان ووسوسته، وبيّن كيفية التصدي لها. وتجسد سورة الأنفال، الآية 53، أحد الدروس المهمة في هذا السياق، حيث يقول الله: "وذلك لأن الله لا يغير نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم." تشير هذه الآية إلى أهمية النية الصادقة والسلوك الجيد كأساس لتغيير الأحوال. فمن أراد التغيير للأفضل، يجب أن يبدأ من داخله، تربية نفسه، وتطوير إيمانه. فالتغيير الذاتي هو الخطوة الأولى لحفظ النعمة الإلهية والابتعاد عن الفتن. بالإضافة إلى ذلك، يدعو القرآن الكريم المؤمنين إلى التذكر والدعاء كأحد النقاط الأساسية لتعزيز الإيمان. في سورة البقرة، الآية 152، نجد قول الله: "فاذكروني أذكركم..." هذا التذكير يعكس أهمية الذكر في حياة المسلم، فكلما تذكر الإنسان ربه، كلما كان في حالة من الاستقرار النفسي والسكينة. الذكر يعزز الارتباط الدائم مع الله ويمنح العبد القوة في مواجهة التحديات الحياتية والفتن اليومية. الصلاة أيضاً تلعب دوراً مهماً في تعزيز الإيمان. فهي من العبادات الكبرى التي تقرب العبد من ربه وتعطيه الفرصة للتأمل والاستغفار. كما نجد في سورة المؤمنون، الآية 2: "قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون." يُظهر هذا النص أن الخشوع في الصلاة يعد مؤشرًا على صدق الإيمان وعمق العلاقة مع الله. فالمؤمن الذي يركز في صلاته ويبتعد عن السهو، يزيد من فرصته في مواجهة الإغراءات والانحرافات. علاوة على ذلك، يعتبر الحفاظ على اتصالات صحية مع الأصدقاء الصالحين ومشاركة التجمعات الدينية وسيلة فعالة لتعزيز الإيمان. فالصداقة مع الأشخاص الذين يشتركون في نفس القيم تعزز تجربة الإيمان وتقوي العزيمة على فعل الخير. هذه التجمعات تشكل ملاذاً روحياً وتوفر الدعم النفسي للأفراد في مواجهة تحديات الحياة وفتنها. إن تلاوة الآيات القرآنية والدعاء باستمرار تُعتبر من الأساليب المساعدة في مقاومة الإغراءات. إذ أن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب يُقرأ، بل هو غذاء للروح ووسيلة للتواصل مع الله. تلاوة القرآن تعزز الإيمان وتحث المؤمن على الاستمرار في الاقتراب من ربه والابتعاد عن وسوسات الشيطان. عندما يقابل المؤمن إغراءات الحياة، يجب أن يسعى دائماً لطلب المغفرة من الله. فالله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم، ومن يسعى بصدق إلى مغفرة الله فسيجد دوماً الباب مفتوحاً للتوبة, وتجديد العهد مع الله. أن المقاومة ليست عملية سهلة، إنها تتطلب الالتزام والصبر. يُذكرنا القرآن باستمرار بأهمية الثبات على الإيمان، حيث يتطلب ذلك شجاعة داخلية وعزيمة قوية. إن ارتباط القلب بالإيمان يدعم المؤمن في الأوقات العصيبة، ويعزّز قدرته على مواجهة الإغراءات. وفي النهاية، يجب أن نتذكر أن إيماننا بالمعاني الروحية ونذكر بركات الله ورحمته يعزّز موقفنا في مقاومة الفتن. إن الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" يبرز أهمية إصلاح القلب كمدخل لإصلاح الحياة بأسرها. لذلك، يجب أن نحرص جميعًا على تقوية إيماننا ورعاية قلوبنا لنتمكن من العيش في حالة من السلام والتنعم بالبركة.
في يوم من الأيام ، كان شاب يدعى حسين يشعر بالإحباط من الوسوسة الشيطانية. قرر أن يعود إلى القرآن ووجد آيات جميلة في سور مختلفة ألهمته. بدأ حسين بالصلاة وذكر الله باستمرار. تدريجياً ، شعر بأن الإغراءات بدأت تتلاشى ووجد سلاماً داخلياً.