لكي يكون لديك نور في القلب ، يجب أن تؤمن بالله وتشارك في الأعمال الصالحة.
لا يمكّن الإنسان الاعتماد على ما يحيط به من ماديّات وفنون مختلفة في الحياة، بل يجب أن يتحلّى بإيمان قوي بالله عز وجل واتباع أوامره في كل شؤون الحياة اليومية. يُعتبر الإيمان بالله نعمة من أعظم النعم التي منحها الله للإنسان، فهو يجلب معه نوراً يُنير القلب ويُعطي الإنسان الأمل والتفاؤل. يقول الله تعالى في محكم تنزيله: "الله نور السماوات والأرض" (سورة النور، الآية 35)، حيث يُذكّرنا بأن الله هو مصدر النور الحقيقي في هذه الحياة، ومن يقترب منه يسير وفق طريق الهداية والبصيرة. إن الإيمان له تأثير عميق ومباشر على حياة الأفراد، فهو يمثل الركيزة الأساسية التي تُحدد مسار حياتهم وتوجهاتهم. فكلما زاد إيمان الإنسان، زادتمسؤوليته ويقينه لطريق الخير. وهذا يجعل من الضروري على كل فرد أن يسعى لتعزيز إيمانه والعمل على تحقيق الأهداف الصالحة. يبيّن القرآن الكريم كيف أن الإيمان بالله يُخرج الناس من الظلمات إلى النور، حيث يقول الله في سورة البقرة: "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور" (سورة البقرة، الآية 257). هذه الآية تعكس الأهمية الكبيرة للإيمان في تجاوز الصعوبات ومنح السعادة للإنسان. إن الإيمان يُحقق للإنسان شعورًا بالطمأنينة والراحة النفسية، ومن يدرك هذا المعنى يستطيع أن يواجه تحديات الحياة بروح قوية وثقة. حينما يمتلك الإنسان إيمانًا حقيقيًا بالله، يجد نفسه متوجهًا نحو الأعمال الصالحة التي تعزّز من إيمانه وتساعد على إضاءة قلبه. فالأعمال الصالحة مثل مساعدة الآخرين، والتصدق، والاعتناء بحقوق الغير تعود بأثر إيجابي عليه وعلى مجتمعه. فمن المعروف أن التعاون والتكافل بين الناس هما من صفات المؤمنين، وقد جاء في سورة التوبة قوله تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" (سورة التوبة، الآية 71). إن هذه الآية تشير إلى أهمية دعم المؤمنين لبعضهم البعض، حيث أن تقوية الإيمان في قلوبهم يساهم في تحقيق النور الداخلي. لبلوغ النور في القلب، من المهم التذكير الدائم بالله. فالتقرب إلى الله عبر الصلاة والذكر يعدّ من الوسائل الأساسية التي تفتح أبواب المغفرة والرحمة. يقول الله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" (سورة الرعد، الآية 28). لذا، فإن الذكر يُعتبر غذاءً للروح، حيث يعمل على تهذيب النفس ويعزز من الشغف بالإيمان. إن ذكر الله يُعزّز من قوة الإيمان ويساعد الإنسان على تخطي الصعوبات، لأن في ذكره راحة وأمان. علاوة على ذلك، يساهم الالتزام بالعمل الطيب والسعي لتحقيق الأهداف النبيلة في جعل الحياة أكثر إشراقًا. فكلما سعى الفرد لبلوغ الأهداف الإيجابية، استمد من إيمانه القوة لمواجهة التحديات. ولذا، فإن التحلي بكلمات التشجيع والمشاركة في الأعمال الصالحة تجعل من القلوب منارة تنير طريقها وطريق الآخرين. إن التفكير الإيجابي والسعي نحو الخير يعززان من النور الداخلي للفرد ويجعل منه قدوة لغيره. إن النور في القلب لا يتأتى إلا بالمواظبة على الطاعات والإخلاص في النية. وحتى في أصعب الظروف، يمكن للإيمان أن يكون رفيقًا وفياً في إضاءة الدروب المظلمة. فبفضل الإيمان، يصبح الأمل شعلة حية في قلوب المؤمنين، قادرة على دفعهم نحو تحقيق الأحلام. إن الإيمان بالله يُحفّز النفس للعمل، ويجعل الحياة بمثابة رحلة رمزية نحو الفلاح في كل مجال أو التزام. وفي نهاية المطاف، نجد أن النور في القلب يُعزّز العلاقات الإنسانية ويساعد الأفراد على تكوين مجتمع متكافل ومتعاضد. إنه لسعادة عظمى أن ترى شخصًا يتمتع بنور الإيمان؛ فقلوبهم مليئة بالأمل والمحبة والعطاء. وهذا ما يُشكّل للإنسان قيمة حقيقية في حياته. لذلك، علينا أن نسعى في كل دقيقة من حياتنا لنبني نور إيماننا، وأن نتذكر دائماً أن الإيمان ليس مجرد كلمات تصف، بل هو سلوك وأفعال ترتقي بالنفس والمجتمع. إن النور الحقيقي في القلب هو نتيجة الإيمان والعمل الصالح، وهو الذي يُبهج القلب ويرسم الفرح في الجوار. فلنسعى دومًا نحو ذلك النور ولنبقَ دوماً مشاعل للحب والعطاء. إن كل عمل صالح نقوم به، وكل ذكر لله، وكل صدقة نخرجها تسهم في زيادة النور في قلوبنا، وتؤكد لنا أن الله معنا ومدبر أمورنا.
في يوم من الأيام ، كان صديقي ياسر يجلس بجانبي ، مضطربًا وعبّر عن أحزانه وظلمة قلبه. قلت له: "يا ياسر ، هل فكرت في نور الإيمان؟ يمكن أن يضيء نور الإيمان القلب ويغير الحياة." ثم شجعته على التفكير في آيات القرآن وتقوية إيمانه ومساعدة الآخرين. قرر ياسر أن يظهر مزيدًا من المحبة لعائلته ويكرّس بعض وقته لخدمة المحتاجين. بعد بضعة أسابيع ، قال لي إنه يشعر بأن نورًا قد أشعل في قلبه وأن حياته مليئة بالحب والأمل.