تعني النية الخالصة السعي وراء رضا الله دون الاهتمام بآراء الآخرين. لقياس ذلك، يجب أن نفكر في أسبابنا لفعل الأشياء.
إنّ النية هي من أهم المفاهيم التي تشغل بال كل مؤمن في مسيرته الروحية. يُعتبر سؤال "ما هي نيتك؟" من بين الأسئلة الأساسية التي يجب على كل فرد التفكير فيها بعمق. إن النية الخالصة تعني أن جميع أعمالنا وعباداتنا يجب أن تكون صادقة وموجهة فقط لوجه الله تعالى، وليس لأغراض أخرى مثل الظهور أو جذب انتباه الآخرين. يُشير المفسرون إلى أن النية الصادقة هي مفتاح قبول الأعمال عند الله، حيث أن الله سبحانه وتعالى هو عالم بخفايا القلوب وما تُخفيه من نوايا. في القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التي تُشير إلى أهمية النية وعلاقتها بأعمالنا. في سورة البقرة، يقول الله تعالى في الآية 225: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها". هذا يعني أن الله يدرك حدود قدرتنا وطاقتنا، ويُشجعنا على أن نسعى لتحقيق الخير بقدر استطعنا، وأن نكون مخلصين في نوايانا. إن إرادة الله تقضي بأن تكون أعمالنا ملهمة ومتفقهة على الأرض، وهذا لا يأتي إلا من نية صادقة. لذا، لفهم نقاء نيتنا، يُمكن أن نطرح على أنفسنا بعض الأسئلة البسيطة والمهمة. على سبيل المثال: هل نعمل على فعل الخير لأن نرغب في أن نكون محبوبين أو نُعتبر أناسًا طيبين في نظر الآخرين؟ أم أننا نسعى فقط لرضا الله تعالى؟ من خلال هذه الأسئلة، يُمكننا تقييم نوايانا بدقة أكبر وفحص ما إذا كانت خالصة أم لا. إن الله تعالى يأمر المؤمنين في سورة التوبة، الآية 105، أن ينتبهوا إلى نياتهم، مما يُشير إلى أن النية عنصر أساسي في صلاح العمل قبولًا لدى الله. فلابد للإنسان من التأمل الذاتي، وأن يُفكر في أفعاله اليومية ويقيسها بمعايير النية الخالصة. هذا يتطلب منا المتابعة المستمرة لنوايانا، والتفكر في ذلك قبل اتخاذ أي قرار أو القيام بأية أعمال. في مسيرتنا الحياتية، قد نشعر أحيانًا أن نيتنا قد تحولت أو تأثرت بأمور غير صحية. في مثل هذه اللحظات، من الضروري العودة إلى الله والبحث عن الإرشاد. الدعاء والتوبة هما من أفضل الأدوات التي يجب علينا استخدامها لتصحيح مسار نياتنا. فالنية السليمة تضمن بأن الأعمال تصب في الإطار الصحيح، وتؤدي إلى قبولها عند الله تعالى. من المهم أن نتذكر أن النية تؤثر في جودة العمل. فإذا كانت النية خالصة، فإن العمل سيُقبل برغم أي صعوبات أو عوائق تواجهنا. لذلك، فإن عملية التحقق من نياتنا يجب أن تكون جزءًا من الروتين اليومي للمؤمن. لتطبيق هذا المفهوم في حياتنا اليومية، يجب أن نكون واعيين لما يُحيط بنا من مؤثرات، وأن نُحاول تجنب الأعمال التي يمكن أن تجرّنا إلى الرياء أو إظهار العمل لأجل العظمة والذكر. إن النية الجيدة تُسهِّل علينا أداء الواجبات بشكل أفضل وتجعلنا نحس بمغزى ما نقوم به. قف لحظة، وفكر في أعمالك. هل نوتك خالصة؟ هل تسعى لتكون من أولئك الذين ينشدون رضا الله في كل ما يفعلونه؟ من خلال هذا التفكير، يمكنك تعزيز نقاء نيتك وتحقيق المزيد من الأعمال الصالحة التي تُرجى أن تكون مدخلاً لك إلى رحمة الله. في ختام هذا المقال، يجب على كل مؤمن أن يسعى جاهدًا لتحصيل هذه النية الخالصة، حيث أنها تفتح الأبواب لنيل رضا الله، وتغمر القلب بسلام داخلي. وفي النهاية، دعوة إلى الله دائماً تظل مفتوحة، وعلينا أن نكون ساعين لتحقيق الصفاء في نياتنا، وزرع الخير في قلوبنا وأفعاله. تذكر دائماً أن الأعمال تتبع النوايا، وأن كلما كانت نيتك أقرب إلى الله، كانت أعمالك أكثر قبولاً عنده، ولعلنا جميعاً نسعى في هذا الطريق الحسن. والله ولي التوفيق.
كان هناك رجل اسمه حسن كان دائمًا قلقًا بشأن نواياه. كان يقوم بأعماله فقط من أجل الله ولكن في بعض الأحيان كان لديه شكوك في قلبه. قرر حسن يومًا ما تسلق جبل وطلب من الله أن ينير قلبه. هناك، شعر أن نقاء نيته يجب أن ينبع من حب الله وليس من شيء آخر. عاد إلى المنزل ومنذ ذلك الحين أولى المزيد من الاهتمام لنواياه، وبدأ يشعر بسلام ونقاء أكبر.