لشعور بالله في الحياة اليومية، يجب أن نتذكره ونقيم صلة عميقة معه.
شعور بالله في الحياة اليومية يُعتبر من أهم القضايا التي يجب أن يعتني بها المسلم في كل لحظة من لحظات حياته. إذ يعد الإحساس بالله أساسًا لا غنى عنه لتحقيق الطمأنينة والسعادة الحقيقية. إن الحياة اليومية مليئة بالتحديات والضغوطات، ولكن من خلال شعورنا بوجود الله ومعيته، يمكننا التغلب على هذه التحديات بفضل الإيمان العميق والثقة في الله. في القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات المُحفزة التي تؤكد على أهمية ذكر الله والتواصل معه. واحدة من هذه الآيات تأتي من سورة الرعد، حيث يقول الله تعالى في الآية 28: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب". تعكس هذه الآية مفهومًا عميقًا عن الطمأنينة التي تأتي نتيجة لذكر الله والاعتماد عليه في شتى مجالات الحياة اليومية. فذكر الله هو بمثابة التذكرة التي تعيدنا إلى سُبل الرضا وتعيد توازننا النفسي. عندما نتأمل في معنى ذكر الله، نُدرك أن هناك العديد من الطرق التي تسهّل علينا الإحساس بقربه. من أبرز هذه الطرق قراءة القرآن الكريم، فهي ليست مجرد واجب ديني، بل هي وسيلة لإلهام الروح وزيادة القدرة على التفكر في معاني الحياة. يُعتبر القرآن كتاب هداية يجمع بين العلوم والمعارف، ويُشعر مَن يتدبَّره بأن الله يتحدث إليه مباشرة. بالإضافة إلى قراءة القرآن، تأتي الصلاة كوسيلة أساسية للتواصل مع الله. فالصلاة تحمل في طياتها عمق العلاقة مع الخالق، حيث تقام في مواقيت معينة توجِّه الجوارح نحو العبادة وتذكّر العبد بأن الله هو الأمل والأمان. في كل ركعة، نتوجه بالدعاء والذكر، مما يُعزِّز هذا الشعور بالتواصل المستمر مع الله. الدعاء أيضًا يُعتبر أحد أهمّ وسائل الإحساس بقرب الله. فالدعاء هو مناجاة بين العبد وربه، حيث يعبر الإنسان عن احتياجاته وآلامه وأماله. قال الله تعالى في سورة غافر، الآية 60: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ". انطلاقا من هذه الآية، فإن الدعاء هو باب مفتوح يُشعرنا بأن الله قريب منا ويسمعنا في سرنا وعلننا. في لحظات الضعف والأخطاء التي قد تمر بنا، تظل العودة إلى الله وطلب المغفرة من أهم المعاني التي يُظهرها القرآن الكريم. فتشير الآية 135 من سورة آل عمران: "و الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم". هذه الكلمات تُذكِّرنا بأن العودة إلى الله في أوقات الضيق والهزيمة ليست عبئًا، بل هي فرصة للتطهير والصفاء. علاوة على ذلك، نجد أن التأمل في الطبيعة وعظمة خلق الله يُجسد مفهوم الإحساس بالله في حياتنا. فنرى في الشمس والقمر، وفي الجبال والبحار، آيات تٌبرز قدرة الله ومدى عظمته. إن مجرد ومضة من التفكير في جمال الكون يمكن أن يُعزز الإيمان، ويجعلنا نشعر بأن الله يرانا ويرتبط بنا في كل صغيرة وكبيرة. كما يتوجب على المسلم أن يُشجع روابطه مع الله في كل وقت، سواء كان ذلك بنعمة أو بلاء. فالحمد والشكر هما شكلٌ من أشكال الارتباط بالحياة اليومية، وعلى المسلم أن يُذكر نفسه بلحظات النعمة التي حظي بها، وأن يتخذ من الشكر وسيلة للشعور بالقرب من الله. وبالمثل، يحتاج الإنسان إلى الإقرار بحقيقة أن المحن والابتلاءات هي من سُبل الله لاختبار صبر العبد وولائه. في النهاية، يجب أن ندرك أن الإحساس بالوجود الإلهي هو جزء متأصل من تجربتنا اليومية الذي يمكن عيشه بعمق من خلال الانتباه، والذكر، وعبادة الله. فكلما شعرنا بقرب الله، كلما تمتعنا بحياة مليئة بالسلام الداخلي والطمأنينة. الإيمان بالله يُعطي معنى ومعنى عميقًا للحياة، حيث نُصبح قادرين على مواجهة تحدياتنا بجرأة وثقة ورجاء. هذا هو جوهر الحياة الروحية والوجودية التي نسعى لتحقيقها في كل يوم. لذا، ينبغي على كل مسلم أن يُخصص بعض الوقت يوميًا للتفكر في معاني الإيمان، لنتذكر دائما أن الله قريب منا وقد أعد لنا الأفضل، مما يعزز شعورنا بالسعادة والرضا في هذه الدنيا الفانية.
كان هناك رجل يُدعى حسين كان يشعر بالارتباك وعدم الراحة في حياته اليومية. تذكر آيات القرآن وقرر أن يبدأ كل صباح بذكر الله. من خلال تلاوة الصلوات والأذكار الصباحية، شعر بمزيد من السلام يتدفق في قلبه. مع مرور الوقت، استطاع تنفيذ تغييرات إيجابية في حياته الشخصية وتفاعلاته الاجتماعية، ووجد نفسه يشعر بعمق أكبر من القرب من الله.