الاقتراب من الله ممكن من خلال الإيمان والدعاء والأعمال الصالحة.
الاقتراب من الله هو حلم يسعى إليه كل مؤمن، فهو الغاية العظمى التي يجب أن نسعى لتحقيقها في حياتنا اليومية. إن الإيمان والأعمال الصالحة والدعاء هي من أهم الوسائل التي يمكننا استخدامها لتحقيق هذا الاقتراب. في القرآن الكريم، نجد أن الله يدعونا بشكل مباشر للاقتراب منه، حيث يقول في سورة البقرة، الآية 186: 'وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ'. هذه الآية تعبر عن قرب الله من عباده واستجابته لدعائهم، مما يعطي المؤمنين حافزًا قويًا للاستمرار في الدعاء والرجاء في الله. من خلال هذه الآية، يمكننا أن نستنتج أهمية الإيمان بقدرة الله ورحمته. فالله لا يترك عباده وحيدين في محنهم، بل يستجيب لهم إذا دعوه بقلوب مؤمنة ونية صادقة. هذا القرب من الله يتطلب منا أن نتوجه إليه بالدعاء ونتواصل معه في جميع الأوقات، خاصة في الأوقات الصعبة. بالإضافة إلى الدعاء، نجد أن الإصلاح النفسي والتقوى هما عنصران أساسيان للاقتراب من الله. في سورة المائدة، الآية 35، جاء: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ'. من هذه الآية نشعر بمدى أهمية التقوى، التي تعتبر وسيلة عظيمة للتقرب من الله. إن التقوى تعني الخوف من الله والعمل بما يرضيه والابتعاد عن ما يغضبه. إن البحث عن الوسيلة الأقرب إلى الله تشمل أيضًا الالتزام بالعبادات والطاعات مثل الصلاة والزكاة والصيام. فإن أداء هذه الشعائر يعزز علاقة المؤمن مع الله، ويظهر له إخلاصه وإيمانه. كما أن الإكثار من الأعمال الصالحة تجذب رحمة الله، وتفتح الأبواب لزيادة الإيمان في القلب. علاوة على ذلك، الابتعاد عن المحرمات يعتبر من الخطوات الضرورية للاقتراب من الله. فقد قال الله في سورة العنكبوت، الآية 69: 'وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنَا'. فكلما جاهد المؤمن نفسه في التقرب إلى الله وترك المعاصي، زادت هدايته وعلاقته بالله. إن الابتعاد عن المحرمات يساهم في تطهير القلب وزيادة الروحانية التي يمكن أن يشعر بها الإنسان. ولا نغفل جانب المحبة، إذ يعتبر حب الله ومحبة عباده أيضًا من الطرق الأساسية للاقتراب منه. إن الله قريب من الذين يحبون عباده، ويكرم من يُحسن إليهم. فأن نحب الله يعني أن نتبع أوامره ونتجنب نواهيه، كما أن محبتنا للآخرين تُعزز ذلك القرب. عندما يتعامل المسلم مع الآخرين بمحبة وإحسان، يشعر بمزيد من القرب من الله، لأن الله يحب الذين يعاملون الناس بلطف وكرم. ويمكن القول إن الجمع بين الدعاء، والعمل الصالح، والتقوى، والمحبة لله وللآخرين هو السبيل الأمثل للاقترب من الله. إن هذه العناصر جميعها متشابكة ومترابطة، فكلما زاد إيمان الشخص، زادت عبادته، وكلما زادت عبادته، زاد تقربه من الله. من المؤكد أن هناك اختبارات وصعوبات في الحياة، لكن الاقتراب من الله يساعدنا على مواجهتها بكل ثقة واطمئنان. فالدعاء هو صلة مباشرة بين العبد وربه، وهو السبيل للتعبير عن احتياجاتنا وأمانينا. إن الله يحب أن يسأله عباده، ويستجيب لهم في الأوقات التي تخفى عنه. وبالتالي، نجد أن الاقتراب من الله ليس مجرد شعور بل هو التزام يومي يتطلب منا السعي والعمل الجاد. فكل شخص يجب أن يسعى للزاوج بين إيمانه وأعماله، وأن يحرص على أن يكون دعاؤه مخلصًا. ولنجعل التقوى والمحبة عنوانًا لحياتنا، ولنجعل من حب الله وحب عباده علامة على قربنا منه. إن هذا الاقتراب هو الذي سيجعلنا نشعر بالسلام الداخلي، ويوجهنا للسير في سبل الخير. في الختام، نجد أن كل تلك الوسائل بيد المؤمن الذي يسعى بصدق وإخلاص. فاليوم، علينا أن نعيد تقييم علاقتنا مع الله، ونسعى جاهدين للتقرب منه بكل السبل الممكنة، فهو القريب، الرؤوف، الكريم، الذي يجر إلينا بركة قربه دائماً. فلتكن هدفنا الدائم هو الاقتراب من الله في كل خطواتنا وأفعالنا.
في يوم من الأيام، قال لي صديقي أمير: 'كيف أستطيع أن أشعر بأنني أقرب إلى الله؟' فقلت له إن الاقتراب من الله يتطلب جهدًا ورغبة. لذا، قررنا أن نقضي بضع دقائق كل يوم في الدعاء وقراءة القرآن، ومنذ ذلك الحين، يقول لي أمير دائمًا إنه يشعر بأن قلبه أقرب إلى الله وقد وجد راحة أكبر.